"إذا لم تستطع مقاومة الإغتصاب، فعليك بالاستمتاع به" المثل الفرنسي السابق يتردد في ذهني منذ أيام، تحديدا بعدما شاهدت المؤتمر الذي أعلن فيه المرشد ترشيح الجماعة لخيرت الشاطر رئيسا للجمهورية، غضبت يومها جدا، وفي اليوم التالي تذكرت المثل السابق وبدأت أغير من تفكيري، ولكن تقدم اللواء عمر سليمان بأوراق ترشحه اليوم جعلني أفكر من جديد. من قال أن الثورة نجحت؟؟ كان يمكننا أن نتذاكي ونقول أنها في طريقها للنجاح، قد يخرج منا من يؤكد أنها نجحت والدليل رمزو النظام الذي نحسبه سابقا والموجودين في السجون، ولكن رغم أن مؤشرات إجهاض الثورة كانت كثيرة إلا أننا كنا "نعافر" لنقول أنها غير حقيقية، إلى أن جاء ترشح عمر سليمان ليضعنا أمام الحقيقه، فسواء فاز أو لا فإن خبر ترشحه كان بمثابة نعيا للثورة. لماذا؟؟ وهل لك عين لتسألني لماذا؟؟ لقد ترشح الرجل الثاني في النظام الذي ثرنا عليه ليتولى منصب رئيس الجمهورية، وجد مؤيدين له يتظاهرون من أجله ويحررون له التوكيلات بل ووجدت صفحته على الفيس بوك – محرك ثورة يناير – أكثر من 230 ألف مشترك يؤيدونه فيها وهو عدد يقارب ثلاثة أضعاف عدد الموجودين في صفحة خيرت الشاطر مرشح جماعة الإخوان المسلمين! هل قلت الإخوان المسلمين؟؟ وما علاقة الإخوان بالثورة؟؟ الحقيقة أن أكبر دور لعبه الإخوان المسلمين كان في إجهاض الثورة، الإخوان تحالفوا مع الثوار بعدما نجحت موجتهم الأولى، وبعد إنتهاء الأيام الأولى "للهوجة" قدم الإخوان وعودا لينكثوها واحدا تلو الآخر، لا أريد إعادة وعودهم المتبخرة تجنبا للملل، ليتحولوا من وعد المشاركة لواقع المغالبة، وكلما نقصوا عهدا قالوا "الصندوق هو الحكم وعلينا إحترام الصندوق"، فماذا كانت النتيجة؟؟ جعلوا قطاعا كبيرا من الناس يخاف من مستقبل الوطن معهم ويبحثون عن الخلاص منهم، الخلاص الذي وجدوه في شخصية الرجل الغامض عمر سليمان الذي ثار الناس عليه عندما قال أن المصريين غير مؤهلين للديموقراطية، ليجدوا بعد عام واحد أن مقولته لم تكن خاطئة تماما، يمكن مراجعة فهمها، المصريون بالفعل ليسوا مؤهلين للديموقراطية وبلاش نضحك على بعض!! لا أقول أن الإخوان فقط هم من أجهضوا الثورة، المجلس العسكري أيضا أجهضها، أما السبب الرئيسي في قتل الثورة فكان الثوار أنفسهم، الثوار الذين انقسموا وتنازعوا ففشلوا وذهبت ريحهم. انشغلنا بالقانون والدستور، ونسينا أن الثورات هي الواقع بعيدا عن الدستور، وبعد عام اكتشفنا أننا نحن للوضع الماضي، نحن كنا مستمتعين بإغتصاب نظام الحزب الوطني، ولم نتوائم مع إغتصاب الإخوان المسلمين!! لو فاز اللواء عمر سليمان، وفرصه كبيرة بالفعل، فلا أريد من الأخ المرشد – ولا أفهم لماذا يقال فضيلة المرشد فهو ليس شيخ الأزهر وإنما هو طبيب بيطري قائد لتنظيم سياسي ولا أرعف من أين أتى بالفضيلة وكل ما يفعله يوحي بعكسها – أن يخرج ويتحدث عن إجهاض الثورة التي أجهضها كثيرا في السابق، هو قال أن الصندوق هو الحكم وأن الصندوق الذي يعكس الإرادة الشعبية هو الذي يختار الإخوان، إذن فعلينا جميعا أن نحترم الصندوق لو أتى بعمر سليمان. نعود لسليمان، لماذا فرصه كبيرة؟؟ لأن ما حدث جعل قطاعا كبيرا منا يكفر بكل شيء، نحن الآن نبحث عن الأمان وعن الحزم ف مواجهة المشاكل، نترحم على أيام حبيب العادلي عندما كنا نخرج الثالثة صباحا ونحن لا نخاف من شيء، حتى لو كان العادلي هو الحجاج الثقفي – التشبيه من وحي الوقت الحاضر! - ولكن الواقع أن النظام الجديد لم يستطع أن يقدم لنا بديلا عمر بن عبد العزيز لنرتاح معه! مجرد إقدام اللواء عمر سليمان على تقديم أوراقه هو دليل على سقوط الثورة، دليل أننا كنا مخطئين، العيب فينا وليس فيه، نحن لا يوجد بيننا مخلصون، نحن قصيري النفس، نحن متنازعون، نحن مشتتون، نحن نستحق ما يجري لنا، ولا ينفعنا إلا مثيل للنظام السابق ببعض التحسينات، الشعب لا يريد إسقاط النظام. في النهاية أحب أن تشاركوني الرأي وأرجو أن توضحوا أسبابكم التي على أساسها قمتم بالإختيار..