سلسلة معقدة من الدوافع تلك التي تجعل لغة الدم هي الحل الأمثل لنهاية المواقف التي يتنازع عليها الأطراف، فبعد أيام قليلة جدا من اندلاع ثورة يناير أصبحت مشاهد حمل السلاح مألوفة لدى المصريين، ولم يعد غريبا أن تجد الأطفال يلعبون في شوارع العاصمة بالأسلحة النارية بدلا من اللهو بألعاب تبدو مألوفة لمن في مراحلهم العمرية.. أصبحت المخدرات هي أحد المراسم الأساسية في الأفراح والاحتفالات، لم يعد هناك حياء أو دوافع تجعل الصغير يحترم الكبير بعدما وقع الطرفين تحت تأثير المخدر الذي سرعان ما يجعل الجميع يلجأ للعنف، وداخل دائرة الصراع لا يهتم الجميع بأن يدركوا أسبابه وإن كانت تستحق أم لا تستحق، عقولهم المغيبة لا تسعفهم لكي يصونوا حرمة النساء التي انتهكوها، أصبح لون الدماء هو الشئ الوحيد الذي يشفي غليل الجميع، هو الذي يشعر أحد الأطراف بالنصر، هو ما يضع نهاية للمعركة، هو من يأمر عامل الكواليس بأن يسدل الستار على مسرح الجريمة.. لم يتخيل صبري فى أثناء تهيئة ملابسه وتصفيف شعره أنها المرة الأخيرة ، لم يكن يتخيل أنه سيموت متأثراً بعدة طعنات أزهقت روحه، كان يعتقد أنه سيعود من الفرح مرة أخرى بعد أن يقضي يوما مبهجا يسعد به بالعروسين ويسعدا هما أيضا بوجوده معهم، لم يتصور أن أحدهم قد يذهب إلى عرس فيعود في جنازة، لم تتصور العروس بأن ليلة عمرها تتحول إلى مأتم وبدلا من أن توزع الشربات على المعازيم تحمل في يدها فناجيل القهوة المرة ، لم يكن العريس قادرا على وقف نزيف دموعه بعدما تحول من استقبال مباركات المعازيم إلى الوقوف في صوان لتقبل العزاء في قتيل عرسه ، ولكن هل ستنزل أخيرا كلمة النهاية على هذه الرواية المآساوية أم ستكون بداية لرواية منفصلة متصلة يصبح فيها الثأر هو الدافع وأحد أقارب القتيل هو البطل وأحد أخوة القتلة و الضحية التي تنتظر قضاء حروب الشوارع بدلا من قصاص العدل ؟! فقد تلقى العميد عثمان عبد الحليم، مأمور مركز نبروه، بلاغاً من مستشفى نبروه العام بوصول صبرى سمير زكى 22 سنة من قرية كفر الأبحر جثة هامدة بسبب عدة طعنات نافذة بالصدر والرقبة، تم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء مصطفى، باز رئيس مباحث الدقهلية، وألقى النقيب خالد سامى، من وحدة المباحث، القبض على المتهمين وهم إيهاب جمال عبد الوهاب 18 سنة حداد مسلح، وإبراهيم محمد حسن أحمد 19 سنة عامل من قرية كفر الأبحر أثناء محاولة هروبهما، ودلت التحريات على أن مشاجرة نشبت بين الجانيين والمجني عليه أثناء حفل عرس بسب الصراع على أولوية الرقص مع العروسين، تم تشريح الجثة بمعرفة النيابة لمعرفة أسباب الوفاة، وتحرر محضر رقم 6482 جنح نبروه وقررت النيابة دفن الجثة وحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق.