فى اليوم الأول للإضراب الذى دعت إليه بعض القوى السياسية فى ذكرى رحيل مبارك .. الحياة تسير بشكل طبيعى فى الشوارع والمصانع والشركات والجامعات والمطارات ومواقف المواصلات العمومية والقطارات حيث لاقت الفكرة رفضا شعبيا كبيرا على ما يبدو وحسب المؤشرات الأولية فى أول اختبار لها .. يأتى هذا فى الوقت الذى أعلنت فيه القوى الثورية الداعية للإضراب عن تنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية بالملابس السوداء للضغط على المجلس العسكرى من أجل ترك السلطة والتعجيل بالانتخابات الرئاسية.. وكانت أول مظاهر الفشل انتظام العمال فى المصانع والشركات .. بل أن آلاف العمال توجهوا للعمل بدون أجر تضامنا مع الظروف التى تم تمر بها مصر الآن ، ففى مصانع غزل المحلة والسويس والمنطقة الصناعية فى مدينة السلام بالمنوفية والعاشر من رمضان والمدن الجديدة الصناعية بالصعيد انتظم العمال فى أماكنهم هذا على الرغم من وجود تذمر فى بعض المصانع للمطالبة بالعدالة الاجتماعية ولكنها كانت محدودة الأثر.. ففى القاهرة الكبرى سارت الحركة بشكل طبيعى فى الشوارع وأعلنت هيئة النقل العام انتظام العمل بكافة أتوبيسات الهيئة دون تعطل وفى ميدان التحرير تجمع العشرات منذ صباح اليوم للاحتفال بذكرى يوم التنحى فى ظل انقسام بين المتواجدين حول جدوى التنحى من عدمه.. أما عن الحياة فى الجامعات فقد أعلنت تجمعات طلابية اليوم عن رفضها التام للمشاركة فى الإضراب رغم قيام الطلاب الشيوعيين وطلاب الإشتراكيين الثوريين والطلاب المنضمين للإئتلافات الثورية بالترويج للفكرة على الفيس بوك ، لكن طلاب الإخوان المسلمين بطبيعة الحال أعلنوا مقاطعتهم لهذه الدعوة وانتظامهم غدا فى الكليات رغم إعلان اتحادات الطلاب فى جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان وأسيوط عن قيامهم بالبدء فى الإضراب بإصدار بيان تنسيقى بين الجامعات والإكاديميات المشاركة ومن جانبه أعلن الطالب عبد الرحمن فاروق عضو اللجنة التنسيقية للإضراب بالجامعات أن السبب الأول للعصيان هو إسقاط حكم العسكر لفشل المجلس العسكرى فى إدارة شئون البلاد والاضراب هو وسيلة للضغط ويتم التنسيق بين الجامعات وغدا سيكون هناك حشد ومسيرات وامتناع عن دخول المدرجات. وفى المقابل تكتلت بعض الأحزاب ضد هده الدعوة وعلى رأس هذه القوى حزب الحرية والعدالة والحزب العربى الناصرى وحزب الغد وحزب الوفد إلى جانب 18 حركة ثورية وانضم إلى هؤلاء اتحاد عمال مصر واتحاد الغرف التجارية وعدد آخر من النقابات العمالية والمهنية كما أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية ورئيس الطائفة الإنجيلية رفضهما للعصيان. ونبقى الآن حول الوضع فى المحافظات ففى المحلة الكبرى انتظم العمال فى غالبية المصانع و أعلن قيادات العمال رفضهم لفكرة الإضراب وواصلت مصانع الغزل والنسيج عملها بل وقام بعض العمال بالعمل بدون أجر . فشل العصيان وفى بورسعيد لم تلقى الدعوة صدى فى المصانع والشركات اليوم وكان المستهدف المنطقة الاستثمارية بالمحافظة والتى تضم 10 آلاف عامل ولكن الحياة سارت بشكل طبيعى. وفى المنيا لم تفلح دعوة حركة 6 إبريل والحزب المصرى الديمقراطى وإئتلاف شباب الثورة بها فلم تلقى تلك الدعوة استجابة من الشارع المنياوى وذلك لأن المنيا محافظة زراعية فى الأساس والفلاح لا تؤثر فيه هذه الدعوات وفى جامعة المنيا أعلن اتحاد الطلاب أنه ضد الاضراب لكن هناك مسيرات ستنطلق غدا بالجامعة للمطالبة برحيل العسكر.. وهذا هو الوضع تقريبا فى جميع محافظات الصعيد. وفى المنوفية سارت الحياة بصورة طبيعية فى مصنع شبين ومدينة السلام الصناعية والمنطقة الصناعية بالمنوفية وأكد العمال رفضهم للاضراب وفى مصلحة التأمينات ذهب الموظفون إلى إلى مكاتبهم للعمل رغم أنه يوم إجازة!! وفى السويس رفض العاملون بقناة السويس فكرة الإضراب والعصيان وواصل العمال دورهم بها . وفى الشرقية االنقابات المهنية رفضت الدعوة وأكدوا أن الوقت الآن هو وقت البناء لكن فى أحد المعاهد بالعاشر من رمضان أعلن الطلاب الاضراب وفى جامعة الزقازيق بعض التجمعات الطلابية قررت المشاركة فى كليات الطب البيطرى والبشرى. لكن المنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان والصالحية أعلنت اعتراضها على فكرة العصيان. وفى كفر الشيخ الصورة بدت طبيعية وكل المصانع فتحت أبوابها وفى مدينة دسوق أضرب خمسة من العمال فى شركة الغزل. أما شركة الدلتا للسكر فقد تبرعوا بأجر يوم كامل وقرروا رفضهم الفكرة فى هذه الظروف.