انطلاق المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب في 14 محافظة    «العمل» تواصل اختبارات المتقدمين للفرص في مجال البناء بالبوسنة والهرسك    اللجان الانتخابية بدائرة الهرم والعمرانية تستعد لاستقبال الناخبين في انتخابات مجلس النواب 2025    أسعار الفراخ فى البورصة اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025    الهدوء يسيطر على سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن الاثنين 10-11-2025    ارتفاع التضخم الشهري في مصر 1.3% خلال أكتوبر    مصرع شخصين جراء إعصار فونج وونج بالفلبين وإجلاء أكثر من 1.4 مليون شخص    بعد 40 يوما .. مجلس الشيوخ الأمريكي يقر مشروع قانون تمويل الحكومة لإنهاء الإغلاق الحكومى    جيش الاحتلال ينفذ عمليات نسف في الأحياء الشرقية لخان يونس    اتصال هاتفي بين وزير الخارجية ونظيره المالي    وزارة الرياضة تقوم بحملات رقابية على مراكز الشباب بمحافظة البحيرة    توروب يسافر إلى الدنمارك لقضاء إجازة بعد التتويج بالسوبر    مواعيد مباريات اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 والقنوات الناقلة    عاجل- الهرم تتأهب لانتخابات مجلس النواب وسط تأمين مكثف من الداخلية    اليوم.. طقس مائل للحرارة نهارا على أغلب الأنحاء والعظمى بالقاهرة 28 درجة    التعليم تحدد مواعيد امتحان شهر نوفمبر لصفوف النقل والدرجات المخصصة .. اعرف التفاصيل    6 ملايين مشاهدة لأغنية "سيبتلي قلبي" ل أنغام على يوتيوب (فيديو)    الثوم ب 100 جنيه.. أسعار الخضروات والفواكة في شمال سيناء    ب أماكن لكبار السن وذوى الهمم.. الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد لاستقبال الناخبين للتصويت في انتخابات مجلس النواب    ارتفاع أسعار النفط مدعومًا بتفاؤل بإعادة فتح الحكومة الأمريكية    أمريكا: اختبارات تكشف الجرثومة المسببة لتسمم حليب باي هارت    الرئيس اللبنانى يؤكد ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة على البلاد    لجنة المرأة بنقابة الصحفيين تصدر دليلًا إرشاديًا لتغطية الانتخابات البرلمانية    وزير المالية: بعثة صندوق النقد تصل قريبًا ومؤشراتنا مطمئنة    واشنطن تضغط على إسرائيل لبدء المرحلة الثانية من خطة ترامب    نقل محمد صبحي للعناية المركزة بعد إغماء مفاجئ.. والفنان يستعيد وعيه تدريجيًا    هاني رمزي: تجاهل زيزو لمصافحة نائب رئيس نادي الزمالك «لقطة ملهاش لازمة»    الزراعة: تحصينات الحمي القلاعية تحقق نجاحًا بنسبة 100%    «محدش كان يعرفك وعملنالك سعر».. قناة الزمالك تفتح النار على زيزو بعد تصرفه مع هشام نصر    السوبرانو فاطمة سعيد: حفل افتتاح المتحف الكبير حدث تاريخي لن يتكرر.. وردود الفعل كانت إيجابية جدًا    «لاعب مهمل».. حازم إمام يشن هجومًا ناريًا على نجم الزمالك    شيري عادل: «بتكسف لما بتفرج على نفسي في أي مسلسل»    الأهلى بطلا لكأس السوبر المصرى للمرة ال16.. فى كاريكاتير اليوم السابع    عدسة نانوية ثورية ابتكار روسي بديل للأشعة السينية في الطب    السقا والرداد وأيتن عامر.. نجوم الفن في عزاء والد محمد رمضان | صور    اليوم.. العرض الخاص لفيلم «السلم والثعبان 2» بحضور أبطال العمل    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 10 نوفمبر    مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلى شمال القدس المحتلة    مساعد وزير الصحة: نستهدف توفير 3 أسرة لكل 1000 نسمة وفق المعايير العالمية    ترامب يتهم "بي بي سي" بالتلاعب بخطابه ومحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية    طوابير بالتنقيط وصور بالذكاء الاصطناعي.. المشهد الأبرز في تصويت المصريين بالخارج يكشف هزلية "انتخابات" النواب    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    الطالبان المتهمان في حادث دهس الشيخ زايد: «والدنا خبط الضحايا بالعربية وجرى»    «مش بيلعب وبينضم».. شيكابالا ينتقد تواجد مصطفى شوبير مع منتخب مصر    باريس سان جيرمان يسترجع صدارة الدوري بفوز على ليون في ال +90    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة    3 أبراج «مستحيل يقولوا بحبك في الأول».. يخافون من الرفض ولا يعترفون بمشاعرهم بسهولة    نشأت أبو الخير يكتب: القديس مارمرقس كاروز الديار المصرية    3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين    تطورات الحالة الصحية للمطرب إسماعيل الليثى بعد تعرضه لحادث أليم    كشف ملابسات فيديو صفع سيدة بالشرقية بسبب خلافات على تهوية الخبز    أداة «غير مضمونة» للتخلص من الشيب.. موضة حقن الشعر الرمادي تثير جدلا    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر حطمت مشروعات خلافته الواهية فنالت القدر الأكبر من جنونه ..إردوغان الديكتاتور الذي فقد عقله !
نشر في أخبار السيارات يوم 20 - 06 - 2019

سيدخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التاريخ، لكن المؤكد أنه سيدخله من نفس الباب الذي سبقه إليه هولاكو وجانكيز خان، وحسن الصباح مؤسس جماعة الحشاشين في القرون الوسطي، وفي العصر الحديث هتلر وموسوليني، فعلي خطي هؤلاء يسير أردوغان من أجل إقامة إمبراطوريته الواهية علي أنقاض الدول الأخري، وعبر وسائل رخيصة ومدمرة للشعوب والأوطان.
يرفع شعارات الديمقراطية والعدالة.. وجرائمه في تركيا والمنطقة تكشف أكاذيبه
اعتقل أكثر من نصف مليون شخص وعزل عشرات الآلاف من وظائفهم دون سند قانوني
»الإخوان»‬ مجرد أداة لإحياء إمبراطوريته العثمانية ومساعدته في اختراق الدول العربية
حاكم أنقرة فتح بلاده لمنصات التحريض الإخوانية وأغلق القنوات والصحف التركية وسجن صحفييها
يزعم دعمه للقضية الفلسطينية.. والعلاقات مع إسرائيل في عهده تشهد ازدهارا تاريخيا
لا يكف أردوغان منذ ظهوره إلي الساحة السياسية في تركيا عن ترديد شعارات عن الديمقراطية والعدالة، هو أول ما يكفر بها، وتبدو دائما أفعاله أصدق كثيرا من كلماته، فبينما هو يتحدث كثيرا عن الديمقراطية، فإنه لا يتورع عن اعتقال مئات الآلاف بتهم واهية، ويعزل عشرات الآلاف من القضاة والإعلاميين وأساتذة الجامعات دون سند من القانون، فقط ليحكم هيمنته علي الدولة، ويرسخ نهجه الديكتاتوري في السيطرة علي كل مفاصل الدولة.
وبينما كان يرفع »‬الخليفة المزعوم» شعار »‬صفر مشاكل» في علاقاته مع الدول المجاورة، إذا به يشعل الأزمات والصراعات، ويتبني رعاية التنظيمات الإرهابية، ويتورط في كل مشاكل المنطقة، سعيا منه لتعويض فشله في الانضمام إلي الاتحاد الأوروبي عبر حلم واهٍ بإقامة إمبراطوريته »‬العثمانية الجديدة».
ولأن مصر هي الحصن الذي وقف في وجه أطماعه، وهي الصخرة التي تحطمت عليها كل مشروعات الهيمنة الأردوغانية علي المنطقة، عبر استعماله جماعة »‬الإخوان» الإرهابية، فقد نالت مصر النصيب الأوفي من بذاءات أردوغان، وتحولت إلي هدف دائم لأعماله التآمرية، وسياساته العدوانية، لكن مصر حافظت علي أقصي درجات ضبط النفس، والتزمت بالعقلانية في التعامل مع مثل تلك الاستفزازات الأردوغانية، وواصلت طريقها نحو إعادة بناء نفسها، متجاوزة كل العقبات التي توضع في طريقها، ومنها ما مؤامرات أردوغان والإخوان المستمرة، وهو ما تسبب في تفجير غضب »‬الخليفة المزعوم» وجماعته الإرهابية، وفقدانهم لعقولهم.
شعارات زائفة
يتعجب كثير من المراقبين من ذلك التحول الذي انتاب السياسة التركية في عهد أردوغان، من سياسة ترفع شعارات العلمانية والديمقراطية وتسعي إلي الانضمام إلي الاتحاد الأوروبي، وتصفية كل المشكلات التاريخية مع جيرانه، إلي دولة تتبع-داخليا-كل أساليب الدول الديكتاتورية القمعية في اعتقال كل من تتصور أنه يعارضها، وعزل الآلاف من وظائفهم وتشريدهم دون أي سند قانوني سوي أوهام وادعاءات باطلة بمحاولة الخروج علي السلطة الفاشية، كما تحولت-خارجيا-إلي محور شر حقيقي، فهي راعية للإرهاب، ومتورطة في كل صراعات المنطقة، وطرف أصيل في كل أزماتها، وبدلا من أن تلتزم الحكومة التركية بشعاراتها التي تتحدث عن مكانتها الإسلامية، إذا بها تشارك في سفك دماء مئات الآلاف من المسلمين في سوريا وغيرها، وإعلان حرب دامية علي المسلمين الأكراد، وتشريد الملايين من الأبرياء، فضلا عن الرعاية التركية لتنظيمات إرهابية هي أخطر علي الإسلام من أعدائه، وقد تسببت جرائم تلك التنظيمات في إطلاق موجة غير مسبوقة من العداء للإسلام والمسلمين في العالم.. ولعل السبب الوحيد الذي يجمع كل الباحثين والمراقبين للشأن التركي علي أنه السبب الحقيقي وراء ذلك التحول المثير والغريب في السياسة التركية هو »‬جنون العظمة» الذي أصاب أردوغان وجعله يسعي من أجل بناء إمبراطوريته العثمانية الجديدة، حتي ولو كان ذلك علي أنقاض المنطقة كلها، ولو أسال دماء شعوبها، المهم أن يتحقق حلمه الزائف بأي ثمن!
وبقدر ما كانت ثورات ما سمي ب»الربيع العربي» نقطة تحول مأساوية في تاريخ المنطقة، كانت نقطة تحول في تاريخ تركيا وفي أطماع أردوغان، ففي ظل الصعوبات التي واجهت تركيا لتحقيق مساعيها بالانضمام إلي الاتحاد الأووربي، ورغم جميع التنازلات التي قدمتها أنقرة من أجل تحقيق هذا الهدف، إلا أنه بات من الواضح أن مسألة الانضمام التركي إلي أوروبا باتت أصعب ما تكون، ومع صعود تيارات الإسلام السياسي في المنطقة في 2011، وجد أردوغان الفرصة سانحة لتعويض فشله الأوروبي، ومحاولة إعادة أمجاد امبراطوريته العثمانية، وكانت جماعة »‬الإخوان» في مصر وتونس وليبيا وسوريا هي الجواد الذي ركبه ليستعيد سطوة تلك الإمبراطورية البائدة، وبدت قيادات تلك الجماعة سواء قبل الوصول إلي الرئاسة أو بعدها كتابعين أو تلاميذ في المدرسة الأردوغانية، وبدأ حاكم أنقرة يتعامل معهم بالفعل كولاة له في سلطنته المختلقة، لكن الحلم-أو بالأحري-الوهم لم يستمر طويلا، وأدركت الشعوب سريعا حجم الفخ الذي يعد لها، فكانت الانتفاضات التي أعادت الأمور إلي نصابها مرة أخري، ومثلما كانت مصر الصيد الكبير في 2011، تحولت إلي الصخرة الصلبة التي تفتت عليها المشروع الإخواني-الأردوغاني، وكانت ثورة 30 يونيو 2013 إعلانا صريحا لنهاية ذلك المشروع، لكنها أيضا كانت بداية لجنون أردوغاني من نوع آخر، فقد أصيب حاكم أنقرة بلوثة عقلية اسمها مصر، فلا يكاد يمر يوم أو مناسبة دون أن تلح عليه، فيصيبها من بذاءاته الكثير، فضلا عن التآمر المكشوف بتصدير الإرهابيين إلي أراضيها، واستضافة إرهابيين آخرين علي الأراضي التركية، وتحويل بلاده إلي منصة تحريض علني ضد مصر وشعبها وقياداتها.
ذروة الجنون الأردوغاني
وكانت ذروة الجنون الأردوغاني بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، والتي تبدو كل المؤشرات أنها لم تكن فاشلة بقدر ما كانت مفتعلة لتبرير موجة القمع غير المسبوقة في التاريخ التركي، حتي في أصعب مراحله، وأحلك فتراته، وتحول أردوغان بعد تلك الأحداث إلي »‬ديكتاتور حقيقي» يحطم كل ما زعم يوما أنه شارك في بنائه، فبحسب تقارير إعلامية تركية نقلت عن وزير داخلية تركيا، سليمان صويلو، إعلانه أن عدد من تم اعتقالهم بشبهة الانتماء إلي حركة الخدمة منذ 2016 بلغ 511 ألف شخص، كما أن 30 ألفًا و821 شخصا محبوسون حاليا في هذا الإطار، فيما تم فصل 38 ألفا و578 من العاملين بالوزارات وإبعاد 5 آلاف و679 آخرين عن مناصبهم، إضافة إلي حبس جزء من المفصولين من بينهم 11 ألف عنصر أمن و4 آلاف و159 من قوات الدرك و348 من قوات خفر السواحل.. كما صدرت مذكرات اعتقال بحق 22 ألف شخص آخرين، بينهم 2060 شخصا من القصر دون سن 18 عاما.
وفي وقت سابق، أعد المقرر الخاص للتعذيب وسوء المعاملة بالأمم المتحدة نيلس ميلزر تقريراً ضم 21 صفحة بشأن الزيارات التي أجراها إلي تركيا في الفترة بين 27 نوفمبر وحتي ديسمبر عام 2017. وتضمن التقرير أن السلطات التركية فصلت نحو 100 ألف موظف حكومي وحبست أكثر من 40 ألف شخص، بينهم عسكريون ورجال شرطة وأطباء وقضاة ومدعو عموم ومحامون وصحفيون وحقوقيون، مؤكدا علي استمرار الاعتقالات في تركيا.
وبينما فتح أردوغان الباب علي مصراعيه لوسائل الإعلام الإخوانية لتمارس حرب التضليل والأكاذيب والشائعات ضد مصر وشعبها وقياداتها، لم يكن الإعلام التركي يتلقي نفس ذلك العطف الإردوغاني، ففي تقرير أعده مركز نسمات للدراسات الاجتماعية في تركيا، أفاد أن المعتقلين من الصحفيين الأتراك في السجون يتعرضون لأنواع متعددة من التنكيل والإساءة والتعذيب والانتهاك البدني والنفسي، حيث اشتكي العديد منهم من الضرب والتعذيب، كما اشتكت صحافيات من التحرش الجنسي.
التقرير كشف أيضا أن نظام إردوغان أغلق 189 وسيلة إعلامية مختلفة، منها 5 وكالات أنباء، 62 جريدة، 19 مجلة، 14 محطة راديو، 29 قناة تليفزيونية، 29 دارًا للنشر، هذا فضلاً عن كثير من القنوات والإذاعات الكردية واليسارية والعلوية المستقلة، بخلاف حجب 127 ألف موقع إلكتروني، و94 ألف مدونة علي شبكة الإنترنت.
الغريب والمريب أن منصات التحريض الإخوانية الإعلامية والإلكترونية تجدها تقيم الدنيا ولا تقعدها أمام ما تسميه حالات »‬اختفاء قسري»، وهي الحالات التي ثبت لاحقا انضمام عناصرها إلي تنظيمات داعش في سوريا وليبيا، ووفاة بعضهم خلال القتال مع التنظيم الإرهابي، لكنها تغض الطرف عن أي حديث عن ممارسات أردوغان، وبينما يجري الاحتفاء بأي تقرير تافه تصدره أية منظمة حقوقية أجنبية، وكثير منها مأجور وتقارير مدفوعة الأجر، تتجاهل تلك المنصات الإخوانية الحديث عن تقارير دولية صادرة عن الأمم المتحدة تنتقد فيه الجرائم الأردوغانية، فالحق في عرف جماعة »‬الإخوان» ومناصريها ليس سوي لعبة وسلاح يشهر في وجه الخصوم، بينما يغمد من أجل الأصدقاء والممولين!!
بل وحتي الديمقراطية التي طالما تغني بها أردوغان ودراويشه من أبناء »‬الإخوان» ومناصريها لم تستطع الصمود أمام الجنون الأردوغاني غير المسبوق، ففي الانتخابات المحلية الأخيرة، والتي شهدت خسائر متلاحقة ل»السلطان الزائف» وحزبه بما يكشف غضب الأتراك وضيقهم بممارساته.
صناعة الإرهاب
وإذا كانت تركيا قد رفعت قبل سنوات شعار »‬صفر مشاكل» لتبدي رغبتها في إنهاء مشاكلها التاريخية مع جيرانها، سواء في الشطر الأسيوي أو الأوروبي من أراضيها، إلا السياسات التي اتبعها أردوغان، وخصوصا في مرحلة لوثته السلطانية، جعلت من ذلك الشعار »‬صفر مشاكل» مدعاة للسخرية، فلا توجد دولة تورطت في أزمات المنطقة، وأشعلت الصراعات في أطرافها وفي قلبها مثل تركيا، ولا يوجد حاكم تسبب في إسالة الدماء وتشريد الملايين من أبناء العرب والأكراد، وتحويل بعض بلدان المنطقة العربية إلي ساحات لحروب أهلية أو معسكرات لاجئين مثل السلطان المزعوم أردوغان.
والغريب أن الرجل الذي بدأ عهده بمساعٍ جادة من أجل الانضمام إلي أوروبا، وقدم نفسه كأداة فعالة في التصدي للجماعات المتشددة وصمام أمان لأوروبا ضد تسلل تلك التنظيمات علي أراضيها، تحول في غضون سنوات معدودة إلي أكبر راعٍ للإرهاب في العالم، فكانت تركيا هي المعبر الآمن لعناصر تنظيم »‬داعش» سواء من اوروبا للانضمام إلي القتال تحت راية التنظيم الإرهابي الأخطر في تاريخ العالم في سوريا والعراق، فتركيا كانت معبرا لأكثر من 13 ألف إرهابي أجنبي إلي سوريا، وهذا الرقم أكده بان كي مون السكرتير العام السابق للأمم المتحدة في جلسة مجلس الأمن لمحاربة الإرهاب، كما كانت الأراضي التركية معبرا لهذه العناصر ولقيادات التنظيم لتتلقي العلاج ولتسافر إلي مناطق أخري بالعالم، ومنها سيناء وليبيا من أجل أن تشيع الخراب في تلك المناطق لخدمة أغراض »‬السلطان».
وما بين الذاهبين والقادمين من عناصر داعش عبر الأراضي التركية كانت تصحبهم في كل مرة خطوط غير متناهية من الإمدادات والمساعدات والمعدات العسكرية لتعينهم في حربهم »‬القذرة»، وهناك الكثير من الوقائع الموثقة التي تؤكد ذلك التعاون، ومنها عملية تحرير الرهائن الأتراك لدي »‬داعش» عام 2014، فقد أشارت الكثير من التقارير إلي أن إردوغان وافق علي عملية مقايضة قدم بموجبها 49 دبابة وكميات كبيرة من الذخائر في مقابل الإفراج عن »‬49» رهينة تركية كانوا محتجزين لدي »‬داعش»، وأمام طوفان الاتهامات التي ساقتها الصحف التركية والعالمية لإردوغان، وبعد بث شريط مصور يظهر فيه قطار تركي يحمل دبابات وذخائر قيل إنها أرسلت إلي »‬داعش»، لم يتردد إردوغان في القول: »‬وحتي وإن حصلت مقايضة المهم بالنسبة لنا هو إطلاق سراح الرهائن»!!
وقد وصلت أصداء ذلك التعاون المشبوه بين حكومة اردوغان وبين التنظيمات الإرهابية إلي العديد من الصحف ووسائل الإعلام العالمية، فعلي سبيل المثال كشف الصحفي التركي عبد الله بوزكورت في دورية التحقيقات الصادرة من مركز ستوكهولم للحرية أن »‬مئات من تسجيلات التنصت السرية التي تم الحصول عليها من مصادر خاصة في العاصمة التركية أنقرة تكشف كيف أن حكومة أردوغان مكنت-بل وسهلت-حركة المقاتلين الأجانب والأتراك عبر الحدود التركية إلي سوريا للقتال إلي جانب تنظيم داعش الإرهابي».
وتشير الوثائق السرية، التي كشف عنها بوزكورت ونشرتها »‬كاليفورنيا كورييرThe »‬alifornia »‬ourier »‬ إلي »‬وجود اتفاق ضمني بين »‬داعش» ومسئولين أمنيين أتراك بموجبه تم السماح للمهربين بالعمل في حرية علي جانبي مسافة بلغت 822 كيلومترا من الحدود التركية-السورية دون أي تداعيات من جانب حكومة أردوغان. كما أتاح الاتفاق لداعش تشغيل خطوط إمداد لوجيستية عبر الحدود ونقل المقاتلين الجرحي إلي تركيا لتلقي العلاج الطبي.
ووصل الأمر إلي حد معاقبة العديد من ضباط الأجهزة الأمنية التركية وأعضاء بالنيابة العامة لأنهم قاموا بضبط إحدي القوافل التي كانت متوجهة إلي تنظيم »‬داعش» وتم التعتيم علي القضية لاحتواء الفضيحة التي تكشف حقيقة الزعيم الحقيقي للتنظيم، وأنه لم يكن أبو بكر البغدادي، بقدر ما كان أردوغان نفسه، فقد حقق التنظيم الإرهابي كل أغراض الخليفة المزعوم في استهداف وتدمير سوريا، وتمكينه من التمدد في الأراضي العربية.
الخليفة الفاسد
وحتي المجال الاقتصادي الذي كان دائما مجال فخر لحزب أردوغان، لما حققه من نجاحات دفعت بالاقتصاد التركي خطوات إلي الأمام، تسببت السياسات الأردوغانية في تهديد تلك النجاحات، فعاني الاقتصاد التركي بسبب تدخلات اردوغان المتكررة وغير المحسوبة، ودفع ثمن مغامراته الخارجية، فتهاوت أسعار الليرة التركية، وعانت الكثير من القطاعات الاقتصادية نتيجة إصرار أردوغان علي تعيين صهره بيرات البيرق، وزيرًا للمالية دون أن تكون له أية خبرات أو مؤهلات تمكنه من تولي هذا المنصب الرفيع، وهو ما بدا واضحا من عجز كبير في احتواء أزمة تهاوي أسعار الليرة التركية وعدم قدرته علي احتواء الأزمة.
صديق حميم لإسرائيل
وجه آخر للنفاق التركي الأردوغاني يتجلي بوضوح في العلاقات التركية الإسرائيلية التي وصلت أقصي مراحل ازدهارها في عهد الخليفة المزعوم، فعلي الرغم من الشعارات التي يرفعها أردوغان والمواقف التي يتاجر بها ليحاول تضليل البسطاء وإقناعهم بدعمه للقضية الفلسطينية، إلا أن حقائق الواقع تشير إلي أن ما يجري في العلن شيء، وما يدور في الكواليس شيء آخر.
فرغم أن العلاقات الرسمية التركية الإسرائيلية بدأت في مارس عام 1949، وأصبحت تركيا أول دولة ذات أغلبية مسلمة تعترف بإسرائيل كوطن قومي لليهود علي حساب الفلسطينيين، إلا أن أردوغان استطاع أن يصل بتلك العلاقات إلي مستويات متطورة اقتصاديا وعسكريا، في وقت يحاول فيه تصوير نفسه علي أنه يدعم حقوق الشعب الفلسطيني، فتركيا الأردوغانية تجمعها علاقات اقتصادية وعسكرية وسياحية هي الأقوي مع الاحتلال الإسرائيلي.
ولم يقتصر تعاون أردوغان مع الاحتلال الإسرائيلي علي الاتفاقيات السابقة لينقل العلاقة مع تل أبيب إلي مرحلة »‬الاستراتيجية»، فتركيا هي ثاني دولة بعد الولايات المتحدة تحتضن أكبر مصانع أسلحة للجيش الإسرائيلي، ومنذ سنوات فضح وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في حديثه لصحيفة »‬معاريف» الإسرائيلية ازدواجية أردوغان عندما أشار إلي أنهم في إسرائيل لا يأبهون لعنتريات أردوغان ضدهم خلال وسائل الإعلام، طالما أنها لا تمنعه من جعل حجم التجارة عبر ميناء حيفا الإسرائيلي نحو 25% من تجارة تركيا مع دول الخليج العربي.
كما أن شركات الطيران التركية تعد أكبر ناقل الجوي من وإلي إسرائيل، التي تعتبر واحدة من أهم 5 أسواق تسوّق فيها تركيا بضائعها، حيث بلغت المبادلات التجارية بين البلدين في عام 2016 أكثر من 4.2 مليار دولار لترتفع بنسبة 14% في العام 2017، ففي الربع الأول من 2017 ارتفعت الصادرات التركية إلي إسرائيل بنسبة 20% في حين أن الصادرات الإسرائيلية إلي تركيا ارتفعت بنسبة 45%.
ووصل التبادل التجاري بين إسرائيل وتركيا إلي 3.9 مليار دولار سنويا، ويسعي المسئولون الإسرائيليون والأتراك لزيادته إلي 10 مليارات دولار في غضون السنوات الخمس المقبلة.
يرفع شعارات حماية الإسلام ويشارك
في سفك دماء وتشريد ملايين المسلمين في سوريا والعراق وليبيا
الصادرات الإسرائيلية
إلي تركيا ارتفعت في عهده بنسبة 45%.. وطيرانه أكبر ناقل من وإلي
تل أبيب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.