لأن التحدي كان صعبا، ورهان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم كان علي مصر بقدراتها ومكانتها وإمكاناتها عندما تأكد من تعثر الكاميرون في استضافة بطولة كان 2019 لأسباب تتعلق بتأخرها في إنجاز منشآت البطولة..وذلك قبل ستة شهور فقط من انطلاق الحدث الكبير الذي زادت من صعوبته اقامته لأول مرة في فصل الصيف بعد أن ظلت كأس الأمم تقام في يناير حيث الشتاء وسهولة التعامل مع القارة الساخنة في طقسها الصيفي القاسي وأيضا مشاركة 24 فريقا في هذه الدورة ما يعني أنها كأس عالم تقريبا. لأن تحدي الكاف كان صعبا ورهانه علي مصر كان واضحا وذا ثقة كبيرة..كان لابد من أن تراهن مصر..وقد قبلت التحدي الصعب..علي ورقة الرهان الكبيرة علي الشباب..عماد المستقبل وأصحاب الطاقة الجبارة والفكر الحديث المتطورة..والرغبة في التحدي.. وكان واضحا أيضا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وعندما أعطي تعليماته لمسئولي الشباب والرياضة بقبول مصر لهذا التحدي واستضافة بطولة الكان برغم ضيق الوقت وضخامة العمل المطلوب وأيضا الثقة الكبيرة المتراكمة لدي الأشقاء من أبناء القارة في قدرات مصر وإمكاناتها وتاريخها وقيادتها.. الأمر كان بالغ الصعوبة لكنه بدا وكأنه رهان حقيقي علي المستقبل.. وكأن أبناء الكان ( اختصار للكلمة الانجليزية كأس الأمم الأفريقية ) هم من سيكونون قادة المستقبل وصانعو تحدياته ولتتحول استضافة مصر للبطولة بكل تحدياتها إلي الممر التاريخي لعبور شبابها إلي مستقبل مختلف تماما.. انحيازات الرئيس السيسي للشباب وثقته الكبيرة في قدراتهم خاصة عندما يتسلحون بالقوة الثلاثية : العلم والإرادة والانتماء ؛ كانت انحيازات مجربة وهناك عليها علامات نجاح وأمارات تحد حقيقي..لذلك كانت تعليمات الرئيس الواضحة لمسئولي الرياضة واللجنة المنظمة عليكم بالشباب..أعطوهم الفرصة الكاملة والثقة الكافية.. وبمجرد الإعلان عن فوز مصر بتنظيم كأس الأمم الأفريقية لم يحدث أي قلق في العملية التنظيمية داخل الملعب وخارجه في ظل الاعتماد والاتجاه القوي إلي الكوادر الشبابية القادرة علي تحدي أي صعب والموافقة علي مواجهة أي ضغط وتحملها من أجل تشريف مصر أمام العالم أجمع. وبالفعل مع العملية التنظيمية والمسئولية المشتركة بين كافة الجهات بدأ العمل علي اختيار الكوادر الشبابية للمشاركة في تنظيم البطولة الأهم داخل القارة الأفريقية وبالفعل تم التركيز لحظة اختيار المتطوعين والإعلان عن الاختيارات بداية من 21 أبريل الماضي علي الفئة العمرية من 18 إلي 35 عاما. وبالفعل تردد ما يقرب من 77 ألف شاب وفتاة علي الموقع الذي تم الإعلان عنه الاختبارات رغم ضيق الوقت وتم البدء في اختيار العناصر الشابة القادرة علي إنجاح البطولة والقيام بواجباتها دون أي تقصير في القاهرة والاسكندرية والسويس والاسماعيلية مع مجموعة من الخبراء وأساتذة الإعلام وتنمية المهارات دون تقاضي أي مقابل وتم ذلك بشكل تطوعي للمساهمة في إنجاح البطولة في مصر. ومع عمليات الاختيار تم مراعاة اختيار الشباب صاحب الخبرة السابقة بالاضافة إلي اختيار كافة اللغات خاصة أن البطولة لا تقتصر علي الدول المشاركة فقط بل من الممكن أن يتواجد الأجانب المتواجدون في مصر من اليابان أو الصين أو الألمان وغيرهم من المتواجدين وبالتالي تم مراعاة ذلك. ومع العناصر الشبابية والرغبة في إتاحة الفرصة أمام الفتيات والشابات تم مراعاة ذلك لحظة الاختبارات وتم اختيار 49 % من المتطوعين من الإناث والأدهي من ذلك أن البنات طلبن التواجد في تسهيل دخول الجماهير والتواجد بالمدرجات لإرشاد الجماهير إلي أماكنهم ومساعدتهم داخل الملعب.. بالإضافة إلي 51 % من الذكور. ولم يقتصر استغلال قدرات الشباب علي التواجد في الملاعب فقط بل تم تواجد 53 متطوعا داخل مطار القاهرة لاستقبال الضيوف من منتخبات وبعثات إعلامية أو جماهيرية و52 لمرافقي المنتخبات وتواجد مع منتخب مرافقين تحسبا لحالة أي طوارئ مع أحد المرافقين وتجهيز البديل الفوري و102 متطوعا يمثلون قوة الفنادق داخل القاهرة الكبري بالاضافة إلي تجهيز 162 متطوعا كحالة امداد في الطوارئ.