دقت ساعة الجد في معسكر المنتخب الوطني لكرة القدم استعدادا للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية رقم (32) والمنافسة علي اللقب الثامن تاريخيا عندما يبدأ مشوار المنافسة بلقاء زيمبابوي الجمعة القادم في استاد الرعب الدولي (القاهرة) الغائب عن الصورة الجماهيرية منذ عام 2012 وبعد أحداث ستاد بورسعيد!! مع الساعات الأولي من صباح أمس كان الجميع علي موعد مع الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أراد أن يشد علي أيدي اللاعبين والجهاز الفني بعد أن أعلنت الدولة عمليا عن تنظيم غير مسبوق للمونديال الإفريقي بعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلي 24.. وبانتهاء التجربة الثانية والأخيرة للمنتخب الليلة أمام غينيا تكون الصورة الفنية قد اكتملت في ذهن الجهاز الفني بالاستقرار علي الشكل النهائي للتشكيل بعد عودة النجمين محمد صلاح والنني للمشاركة وستكون حراسة المرمي أحد المراكز غير المستقرة حتي اليوم ليختار من يبدأ من الثلاثي أحمد ومحمد الشناوي وجنش.. لقد اختلفت الآراء ومن قبل حول اختيارات أجيري المدير الفني للقائمة ثم التجربة التنزانية مساء الخميس ولولا هدف أحمد المحمدي لاشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي نقداً للجهاز والفريق.. من الطبيعي أن تختلف الآراء حتي بين أعضاء الجهاز في ظل حرص المدير الفني علي تطبيق مبدأ الديمقراطية للاستقرار علي أي قرار.. لكن الرجل خرج راضيا عن التجربة الأولي التي منح فيها بعض الأساسيين راحة وإعطاء الفرصة لعدد من الوجوه الجديدة التي أكد بعضها قدرتهم علي حجز أماكنهم مبكرا مثل أحمد أيمن منصور الظهير الأيسر بإرساله عرضية علي رأس المحمدي ليعلن عن البسمة في مدرجات ستاد الجيش ببرج العرب.. كذلك ظهر بشكل طيب أيمن أشرف الوافد الجديد.الخلاصة أن المنتخب لم يكن مقنعا بالدرجة الكافية لكن التجربة علمتنا عدم التسرع في الحكم علي الأشياء خاصة المنتخب الذي يدخل الأحداث تدريجيا بعد استشعاره بالمسئولية والاستفادة من نظام البطولات المجمعة التي يجيد فيها اللاعب المصري أكثر من اللقاءات المنفردة.. وقد كانت الألقاب الثلاثة أعوام 2006 و2008 و2010 خير شاهد علي أهمية »الحضانة» في تألق اللاعبين وتجانسهم وتقديم أفضل عروض حتي في آخر بطولة بالجابون وصل المنتخب النهائي وخسر 1/2 أمام الكاميرون في ظل ظروف استثنائية بعد غياب عن ثلاث دورات متتالية. الكل يراهن علي دور الجمهور المصري في دعم ومساندة المنتخب حتي في اللحظات الصعبة مثلما حدث عام 2006 لما خسرنا أمام السنغال في مباراة الافتتاح ثم عاد الفراعنة من بعيد للفوز باللقب.. البطولة الحالية لن تكون رحيمة فهناك العديد من الأسماء الكبري سواء الشمال الإفريقي أو الوجوه التقليدية مثل كوت ديفوار والكاميرونوالسنغال ونيجيريا، الوجوه الجديدة قد تحدث مفاجآت. الشيء الذي تعول عليه الدولة في هذه الدورة هو تقديم صورة أكثر اشراقا للعالم بتنظيم مختلف بعد أن وضع الأشقاء ثقتهم في »أم الدنيا» ورئيسها رئيس الاتحاد الإفريقي لهذا العام.. الرئيس طلب من الحكومة الاستفادة القصوي من البطولة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.. كل التمنيات الطيبة لمصر ومنتخبها الوطني في العرس الإفريقي الكبير.