وُلِد الشاعر بدر توفيق مصطفي عام 1934 بمحافظة المنيا، في بيت تمتلئ أركانه بالمؤلفات الأدبية، عربية وأجنبية. وحينما بلغ الرابعة عشرة من عمره تفتَّح وعيه الوطني إثر اندلاع حرب فلسطين الأولي عام 1948، فانضم إلي الحزب الاشتراكي عام 1950، وهو لا يزال طالبًا في الثانوية العامة، وشارك في المظاهرات المطالبة بالاستقلال وجلاء الإنجليز عن مصر، وحينما اندلع حريق القاهرة عام 1952 اتهمت الحكومة الحزب الاشتراكي بتدبيره، فقبضت علي رئيسه وقياداته، ومن بينهم بدر توفيق، الذي حُبس لمدة شهرين. بعد خروجه واصل توفيق دراسته، فحصل علي الثانوية العامة عام 1952، وبكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1955، ليشترك في حرب السويس 1956، وحرب اليمن 1962، وحرب يونيو 1967، ثم عاد لاستكمال مسيرته العلمية، ليحصل عام 1971 علي ليسانس اللغة الإنجليزية من جامعة عين شمس، وعلي درجة الماجستير في الأدب الألماني والعلوم المسرحية من جامعة كولونيا بألمانيا الغربية عام 1976، وبعدها عمل مترجمًا بجريدة الأخبار 1977، وبوزارة الإعلام بمسقط 1979، وبشركة بل كندا بالرياض 1982. كان الشعر رفيقًا – علي الدوام – لدرب بدر توفيق، منذ ديوانه الأول »إيقاع الأجراس الصدئة» 1965، الذي مثَّل مع ديوانه الثاني »قيامة الزمن المفقود» 1968 محطة مهمة في طريق تحديث القصيدة العربية، وظل هذان الديوانان معلمًا أساسيًا من معالم حركة الشعر الحر. ثم توالت دواوينه التي بلغ عددها سبعة، منها: »رماد العيون»، »اليمامة الخضراء»، »الجنون الجميل»، والمسرحية الشعرية »الإنسان والآلهة». ومن مترجماته: »سونيتات شكسبير الكاملة»، »رباعيات الخيام»، و»تريستان وإيزولدا». حصل بدر توفيق عام 1991علي جائزة الدولة التشجيعية في الشعر، وفي الفترة الأخيرة من حياته، اعتكف واتخذ منحي صوفيّا، ولم يشارك في الحياة العامة، حتي غيَّبه الموت في مايو عام 2014. ينظم بيت الشعر العربي بمنزل الست وسيلة، في السادسة مساء اليوم الأحد، أمسية شعرية بمناسبة مرور خمس سنوات علي رحيل بدر توفيق.