قال الروائى الكبير فؤاد قنديل: لقد شعرت بصدمة كبيرة لسماعى نبأ رحيل الشاعر الكبير بدر توفيق الذى غادر دنيانا دون وداع ودون أية محاولة من أى جهة أو شخص للسؤال عنه والاطمئنان على أحواله والسعى لمعرفة سر اختفائه .. لقد عاش حياته لا يسأل أحدا معاونته رغم أنه كان طوال أكثر من عامين يعانى المرض والوحدة خاصة أنه بلا زوجة أو أولاد و خطر بباله كثيرا أن الهاتف كما قال لى سيناديه ليجيب على شاعر صديق اشتاق إليه ، لكن أحدا لم يسأل عنه. وأضاف قنديل: عندما عرضت عليه أن أطلب من وزير الثقافة التدخل لدى أى مستشفى لعلاجه على نفقة الدولة أبى بشدة .. لكم تحدث طويلا معى تليفونيا بكل الأسى عن التنكر له والرضا بنسيانه وإهماله وكأنه كان عبئا على رفاق العمر ثم يتراجع ويقول : لابد أن ظروفهم تمنعهم أو لديهم الكثير من الأعباء .. كان الله فى عونهم فقد كان بدر من أفضل من عرفت من الشعراء فكرا وإبداعا وإحساسا ونبلا ، وكان يتمتع رحمة الله عليه بعزة النفس والاستغناء والحياء ..لا يبقى بعد أن اختطفه المرض والهجر والتجاهل ثم الموت المتسلل متواطئا مع غياب الضمائر إلا أن ندعو له الله أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته . جدير بالذكر أن توفيق ولد عام 1934 فى محافظة المنيا وحصل على الثانوية العامة 1952 وبكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية 1955 وليسانس اللغة الانجليزية من جامعة عين شمس1971 ودرس الأدب الألمانى والعلوم المسرحية فى جامعة كولونيا بألمانيا الغربية وحصل على الماجستير 1976 ودرس الترجمة بكلية الألسن 1981 - 1982 واشترك فى حرب السويس 1956 وحرب اليمن 1962 - 1963 وحرب يونيو 1967 ثم أحيل إلى التقاعد. عمل مترجماً بجريدة الأخبار 1977 وبوزارة الإعلام بمسقط 1979 - 1980 وبشركة بل كندا بالرياض 1982 - 1986 . دواوينه الشعرية: إيقاع الأجراس الصدئة 1965 - قيامة الزمن المفقود 1968 - رماد العيون 1980 - اليمامة الخضراء 1989 ومسرحية شعرية: الإنسان والآلهة 1969 . أعماله الإبداعية الأخرى: سونيتات شكسبير الكاملة (شعر مترجم) 1988 - رباعيات الخيام (شعر مترجم) 1989 - تريستان وإيزولدا (أوبرا مترجمة) 1991، وله العديد من المقالات والدراسات والنصوص المترجمة لأدباء وفنانين عرب وأجانب من مختلف العصور، وحاصل على جائزة الدولة التشجيعية فى الشعر عام 1991، وقد كتب عن شعره عشرات النقاد فى مقدمتهم لويس عوض.