رحل الشاعر بدر توفيق منذ قليل ليفارق عالمنا، وكان الراحل أحد أبرز شعراء الستينيات، يقول الشاعر زين العابدين فؤاد في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز": إن الراحل كان أحد العلامات، اعتكف الفترة الأخيرة من حياته، حيث اتخذ منحى صوفيّا، ولم يشارك في الحياة العامة منذ عزلته. يواصل: كان شاعرًا واعدًا في الستينيات، رافق أمل دنقل، ونجيب سرور، لكنه منذ فترة ليست بقريبة انسحب أكثر إلى داخله الإنساني، ومن المفارقة أن نودع في ذكرى رحيل أمل دنقل أحد الشعراء الذين صادقوه، وهو بدر توفيق. وقال فؤاد: "الشعراء لا يموتون.. من امرئ القيس وهومير والأعشى وبديع خيري وبيرم.. من شوقي وصلاح عبد الصبور للمتنبي ومحمود درويش وممدوح عدوان.. من صلاح جاهين وفؤاد حداد.. من طاغور وناظم حكمت ولوركا وأمل دنقل.. من حلمي سالم وفؤاد نجم وعفيفي مطر.. الشعراء لا يموتون يا بدر توفيق". يذكر أن الشاعر بدر توفيق مصطفى ولد عام 1934 في محافظة المنيا، حصل على الثانوية العامة عام 1952، وبكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1955، وليسانس اللغة الإنجليزية من جامعة عين شمس عام 1971، ودرس الأدب الألماني والعلوم المسرحية في جامعة كولونيا بألمانيا الغربية وحصل على الماجستير 1976، ودرس الترجمة بكلية الألسن 1981 - 1982. اشترك في حرب السويس 1956، وحرب اليمن 1962 - 1963، وحرب يونيو 1967 ثم أحيل إلى التقاعد، عمل مترجمًا بجريدة الأخبار 1977، وبوزارة الإعلام بمسقط 1979 - 1980، وبشركة بل كندا بالرياض 1982 - 1986. من دواوينه الشعرية: إيقاع الأجراس الصدئة 1965، قيامة الزمن المفقود 1968، رماد العيون 1980، اليمامة الخضراء 1989، ومسرحية شعرية: الإنسان والآلهة 1969. ومن أعماله الإبداعية الأخرى: سونيتات شكسبير الكاملة "شعر مترجم" 1988، رباعيات الخيام "شعر مترجم" 1989، تريستان وإيزولدا "أوبرا مترجمة" 1991. حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الشعر عام 1991. من شعره نقرأ تحت عنوان "بأي نطاق تخادع ساقيك": الهبوط إلى الأرض عقوبة آدم ها أنذا في بريق العرض تتعاقب في الصد والرد والحد والمد والكيد والصيد والعد والرعد فلتودع خيالك، أيها المستجير من الناس بالموت محترقا في أنسجة الصوت ليس في الروح ماء ولا في الجروح فضاء، ليس في القلب ما شاء ولا في العيون استواء الشراع تآكل والنهار اختلى خلسة بالمساء واصطلى شغفا بالفناء طاويا كفيك فبأي نطاق تخادع ساقيك