سنوات طويلة مرت وبقي السؤال : متي نري فيلما مصريا حربيا يستعرض بطولات القوات المسلحة ؟ آخر تجربة ظهرت للنور كانت مطلع التسعينات من خلال فيلم »الطريق إلي إيلات» الذي أنتجه التليفزيون، ولكن الزمن تغير، والسينما تطورت، والمشاهد المصري يقارن دائمًا بين ما تصنعه هوليوود وما يقدمه صناع السينما في بلدنا. حتي جاء فيلم »الممر» والذي يمكن اعتباره أول فيلم مصري حربي »حقيقي» في التاريخ الحديث .. لماذا؟ الحقيقة أن انتاج فيلم حربي الأن أمر يحتاج ميزانية ضخمة وتسهيلات لوجيستية كبيرة، وهو ما حدث في »الممر» الذي وجد دعمًا غير محدود من إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، ولولاها ما خرج هذا العمل الملحمي للنور، أما الفكرة فقد كانت حلمًا يراود المنتج الكبير هشام عبد الخالق منذ سنوات ومعه المخرج القدير شريف عرفه، أعرف أن عملًا كهذا مغامرة محفوفة بالمخاطر في عرف السوق المصري، ولكن الرهان علي الرسالة والهدف كافأ صناعه بنجاح الفيلم. أري قيمة »الممر» في الأطفال والشباب المصطفين أمام شباك التذاكر لمشاهدة فيلم يحيي روح الانتماء بين هذه الأجيال، والمؤكد أننا في حاجة ماسة الآن أكثر من أي وقت لإثارة الحس الوطني لدي أبنائنا بوسائل أبعد عن الخطابة المباشرة، والأجمل أن الفيلم لم يقتصر علي المعارك الحربية فقط - وإن جاء تنفيذها عالي الجودة- ولكنه تناول بعمق تلك الحالة التي سكنت أرواح أبطال حرب الاستنزاف ليخرجوا بوطنهم من رحم النكسة إلي نور الانتصار في أكتوبر، وهنا قيمة أكبر تجعل هذا العمل علامة مهمة في ذاكرة السينما المصرية .