نهائيات درامية لموسم صعب علي الكرة المصرية وحتي البطولات الافريقية.. ففي الوقت الذي يتحدث فيه البعض عن انسحابات من الدوري المحلي وعدم استكمال المسابقة شهد ستاد رادس في العاصمة التونسية مساء الجمعة احداثا مؤسفة بانسحاب الوداد الغربي بعد 60 دقيقة وعدم استكمال المباراة واعلان الترجي بطلا لدوري الأبطال الافريقي.. وكان الجامبي مكاري جاساما بطل الأزمة بعد ان اضطر لكشف سر اخفاه عن الجميع بعد ان جمع رئيس الفريقين ليبلغهما ان »الفار» تقنية الفيديو »عطلانة» بعد ان طالب مسئولو الوداد باحتساب صحة هدف سجله وليد الكرتي في الدقيقة 59 ألغاه الحكم بداعي التسلل وعندما طالب فوزي البترتي مدرب الوداد بالرجوع للتقنية للتأكيد من صحة الهدف من عدمه فوجئ الكل بأن »الفار» لا يعمل منذ بداية المباراة ثم ازدادت الأزمة بمطالبة الترجي باحتساب ركلة جزاء يراها صحيحة لصالحه في الشوط الأول.. واضطر احمد احمد رئيس الاتحاد الافريقي لنزول الملعب لاستيضاح الامر وحدثت مشادة كلامية بينه وبين مدرب الفريق المغربي لانه يشكو من ظلم واقع علي فريقه من المباراة الاولي من المغربي الاسبوع الماضي عندما الغي جهاد جريشة الحكم المصري هدفا يرونه صحيحا لصالحهم ثم كانت المفاجأة ايقاف جريشة ستة اشهر علي خلفية هذا الحادث وكان البنزرتي ينتظر إنصافه في المباراة الثانية لكنه لم يحدث.. الازمة قد تلقي بظلالها علي نهائيات كأس الأمم الافريقية التي تستضيفها مصر ما بين يونيو ويوليو فهناك حديث من تصعيد من جانب الاتحاد المغربي لكرة القدم ربما يصل إلي الانسحاب من العرس الافريقي لشعوره بالظلم وربما تخليص حسابات لان المغرب امتنعت عن استضافة النسخة الحالية من البطولة الافريقية بعد تأخر الكاميرون في الاعداد الجيد للبطولة وتدخلت مصر لانقاذها من الفشل.. ومعروف ان هناك حساسية خاصة في العلاقة بين المغرب وكل ما هو افريقي منذ انسحابها من منظمة الوحدة الافريقية علي خلفية اعترافها بحكومة الصحراء التي تراها المغرب جزءا من أراضيها.. الرياضة جزء من السياسة والعكس أيضا يتأثران ببعضهما ويكملان اهدافها.. القارة تعاني مشاكل اقتصادية وسياسية ضخمة وتحتاج للتوحد بدلا من الانقسام والشرذمة واهدار فرص التنمية والرخاء.. وما تبذله مصر من جهد للتخفيف.. علي الاقل من حدة المشاكل يحتاج لإرادة سياسية من الجميع لتنعكس خلافاتهم والتوحد من اجل شعوبهم. وعلي مستوي الكرة المصرية فالأزمة مازالت قائمة حتي أمس ما بين مطالبة الاهلي بضرورة حسم بطولة الدوري قبل كأس الأمم وموقف الزمالك المطالبة بانهاء المسابقة بعد البطولة وهو ما تم الاتفاق عليه مع مندوبي الاندية في بداية العام اعتبار الموسم الحالي موسما استثنائيا يتطلب تضحية البعض من اجل انهاء البطولات قبل بداية الموسم الجديد.. فهل نجد الحد الأدني من الحرص علي المصلحة العامة والقبول بالحلول المنطقية للأزمة؟.