يمثل عدد المسلمين في روسيا 10٪ من إجمالي السكان، ويعد ثاني أكثر الأديان انتشارا بها، كما يشكل جزءا من التراث التاريخي الروسي، حيث قامت الإمبراطورة كاترين العظيمة في القرن الثامن عشر برعاية رجال الدين الإسلامي، ودعم المنح الدراسية التي يحصل عليها المسلمون من خلال جمعية أورينبورغ. شهد تاريخ الإسلام في روسيا فترات صراع وكذلك فترات تعاون ودعم متبادل. وتشير الدراسات إلي أن المسلمين الذين كانوا يعيشون كانوا موالين للنظام في فترة الحكم القيصري، لكن بعد سقوطه واجه الإسلام كغيره من الأديان قمعا. ومع انهيار الاتحاد السوفييتي استعاد الإسلام مكانته، وأصبح معترفا بها قانوناً في السياسة الروسية. وفي الآونة الأخيرة عزز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الاتجاه، ودعم إنشاء المساجد والتعليم الإسلامي، الذي وصفه بأنه »جزء لا يتجزأ من القانون الثقافي الروسي». يشكل المسلمون غالبية سكان جمهوريتي باشكورتوستان وتتارستان في مقاطعة فولغا الفيدرالية، ويتصدرون بين الجنسيات في منطقة شمال القوقاز الفيدرالية الواقعة بين البحر الأسود وبحر قزوين: الشركس، البلقان، الشيشان، إنغوش، كبردين وكاراتشاي والعديد من شعوب داغستان. أيضا، وتوجد مناطق أخري تضم أقليات مسلمة مثل موسكو وسان بطرسبرغ وجمهوريات أديغيا وأوسيتيا الشمالية. ويصل عدد المنظمات هناك إلي أكثر من 5000 منظمة دينية إسلامية مسجلة. رغم طول عدد ساعات الصيام التي تصل إلي 17 ساعة تقريبا، إلا أن المسلمين يستمرون في ممارسة حياتهم اليومية الطبيعية، دون أي تغيير في مواعيد العمل أو الإجازات في مختلف الأماكن، علي عكس ما يحدث في معظم الدول الإسلامية. وكغيرهم يحرص المسلمون الروس خلال هذا الشهر علي أداء الصلوات في المساجد خاصة صلاة التراويح. وتقوم المساجد الرئيسية بختم القرآن الكريم علي مدار الشهر الكريم، ومن العادات المرتبطة برمضان أيضاً تنظيم موائد إفطار جماعية، ودعوة من يجيد قراءة القرآن ولديه معلومات جيدة عن الدين الإسلامي، ليقوم بقراءة ما تيسر من القرآن، ثم يلقي درسا أو موعظة مما يترك أثراً طيباً في المدعوين. كما تنتشر موائد الإفطار الجماعي التي تنظمها الجمعيات الخيرية، وتشارك فيها البعثات الدبلوماسية للعديد من الدول العربية والإسلامية، وتعتبر »خيمة رمضان» في العاصمة موسكو التي ينظمها سنويا مجلس المفتين حدثاً متميزاً، حيث تشهد موائد الإفطار الجماعي يومياً، وتستوعب عددا كبيرا من الناس بغض النظر عن جنسيتهم أو عقيدتهم، ويمكنهم الاستفادة من الخدمات المقدمة في الخيمة مجانا. ويتم تقديم مأكولات شعبية تشتهر بها الأقاليم الروسية المسلمة، بجانب تنظيم مسابقات للأطفال في حفظ القرآن الكريم. وفي داغستان، يجتمع المسلمون في المسجد الكبير بالعاصمة محج قلعة، للإفطار وصلاة التراويح. ويفضل المسلمون هناك الإفطار علي التمر والفواكه، ثم يتناولون الشوربة والخبز وأطباقا محلية مختلفة مثل بسبارماك وكورز. أما في الشيشان فتفضل العائلات المسلمة تناول الأكلات الشعبية لأنها صحية، حيث تحتوي علي الفيتامينات والخضراوات. ومن الأطباق المفضلة لدي الشيشانيين في شهر رمضان، أطباق مصنوعة من نبات الرامسون والقراص، وتُستخدم التوابل الحارة والبصل والثوم والفلفل في طهيها، كما تدعو الحكومة الشيشانية العائلات المتخاصمة للتصالح في هذا الشهر، وأحياناً تقوم بتشكيل لجان خاصة لتسوية النزاعات بينهم. وفي تتارستان، يتبرع المسلم غير القادر علي الصيام بمبلغ 100 روبل عن كل يوم، ويعتبر »الكفاس» المشروب التقليدي غير الكحولي المفضل لدي الروس في الشهر الكريم هناك، نظراً لأنه يساهم بدرجة كبيرة في التغلب علي العطش، وهو مشروب خميرة خبز الجاودار.