رفض المعلم الإيطالي »أنطونيو لا كافا» أن تنتهي حياته المهنية التي دامت 42 عاما بطريقة تقليدية، فوضع بعضا مما أدخره في دراجة بثلاث عجلات جعل منها مكتبة، وجمع بها ما لديه من كتب للأطفال وأخذ يزودها بالجديد بين فترة وأخري، وذهب بها إلي القري والمناطق النائية بالجبال في أنحاء أقليم »بازيليكاتا» الجنوبي الذي عاش به ولم يغادره قط . بعد 13 عاما، خرج خلالها في مئات الرحلات التي يقطع في كل منها ما يزيد عن 500 كيلو ليتيح للأطفال ثقافة حرموا منها، أصبح بعض الصغار كبارا، وأردوا أن يلفتوا النظر لمن أسهم في بناء ثقافتهم وشخصياتهم، وأن يعرفوا العالم به وبتجربته وعطائه، فأصبح لا كافا بارقة الأمل. تشبثت جامعة الإقليم والمؤسسات المعنية بالثقافة والتعليم في 16 مركزا تابعة له بهذه الفكرة، فأخذت تبحث عن كل التدابير والسبل لتعميم التجربة، وأن توفر العديد من المكتبات ذات الثلاث العجلات وجعلت من لا كافا مشرفا عليها، ورغم ترحيبه بالأمر إلا أنه احتفظ بمكتبته ورحلاته.