مدفن عبد الباسط عبد الصمد خمس نجوم .. وقبر محمد رفعت آيل للسقوط أكدت دراسة أثرية للدكتور حسن محمد نور عبد النور أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة سوهاج أن القرآن الكريم نزل بمكة وكتب في العراق وقرئ في مصر والأندلس ، وقد سجلت معالم الدراسة في كتاب " دراسات أثرية حول المصحف الشريف "، ومن الواضح أن الدكتور حسن قد استند فى هذه الدراسة إلى حجم الابداع الذى كانت تعيشه مصر فى القرن الماضى، على يد أمثال الشيخ الطبلاوى ومصطفى اسماعيل ومحمد رفعت والمنشاوى وغيرهم مما لا يسعنا أن نحصرهم فى موضوع واحد، أما الشيخ عبد الباسط عبد الصمد كان على قمة القراء، بحنجرته التى لا تعرف مثله، وطول نفسه الذى كان يجمع سوراً بأكملها تسمعها من بدايتها إلى نهايتها دون أن يتخللها لحظة نشاز فى الصوت، والحديث عن الشيخ يحتاج منا إلى مجلدات ومجلدات. أما من ناحية مدفن الشيخ الموجود فى مقابر الأمام الشافعى ويقع على بعد خطوات من مدفن العندليب عبد الحليم حافظ ومقابل لمدفن الفنان الكبير حسين رياض، فهو يعتبر المدفن الوحيد فى المنطقة الذى يحافظ على جماله منذ يوم أن بني، سواء كان فى المظهر الخارجى أو حتى بالداخل. أما من ناحية الأشخاص الذين يترددون على زيارة مدفنه، فالعناية التى يتمتع بها المدفن تدل على اهتمام الكثير بالحفاظ على مظهر ونظافة القبر من أن يطولها مثل ما طال الكثير من المقابر. الشيخ رفعت الشيخ محمد رفعت صاحب الصوت الذى ارتبط عند المسلمين فى مصر والأقطار العربية بشهر رمضان المعظم، والذى أفتتح بث الإذاعة المصرية سنة 1934، وذلك بعد أن استفتي شيخ الأزهر محمد الأحمدي الظواهري عن جواز إذاعة القرآن الكريم فأفتى له بجواز ذلك ولما سمعت الإذاعة البريطانية "بي بي سي العربية" صوته أرسلت إليه وطلبت منه تسجيل القرآن فرفض ظنا منه أنه حرام لأنهم غير مسلمين، فاستفتى الإمام المراغي فشرح له الأمر وأخبره بأنه غير حرام، فسجل لهم سورة مريم، فهو بحق قيثارة السماء كما يلقب. المقبرة التى تحوى جثمانه والكائنة بمنطقة السيدة نفيسة، الموجودة على بعد أمتار من المسجد الشهير الذى يحمل اسمه، تعانى من التصدعات التى تهدد بانهيارها، فضلا عن تلال القمامة التي تحيط بالمقبرة، تعانى من شروخ طولية وعرضية فى الأسوار الخارجية والحوائط الداخلية، وتنقسم المقبرة من الداخل إلى قسمين: الأول يضم غرفتين مخصصتين للزائرين وحوائطهما مليئة بالتشققات والشروخ، أما القسم الثاني يضم المقبرة التى تحوى جثمانه، والتى ترتفع عن سطح الأرض بنحو 30 سنتيمترا.