تستجدى المارة والزائرين لإنقاذها دون مجيب.. تطلب من مريدى صوت الشيخ اللحاق بها قبل السقوط دون فائدة.. إنها مقبرة الشيخ محمد رفعت صاحب الصوت الذى ارتبط عند المسلمين فى مصر والأقطار العربية بشهر رمضان المعظم.. ورغم ذلك فان المقبرة التى تحوى جثمانه تعانى من التصدعات التى تهدد بانهيارها فضلا عن تلال القمامة التي تحيط بالمقبرة. والمقبرة كائنة بمنطقة السيدة نفيسة وعلى بعد أمتار من المسجد الشهير الذى يحمل اسمها.. وتعانى من شروخ طولية وعرضية فى اسوارها الخارجية وحوائطها الداخلية.. وتنقسم المقبرة من الداخل إلى قسمين.. الأول يضم غرفتين مخصصتين للزائرين وحوائطهما مليئة بالتشققات والشروخ.. والثاني يضم المقبرة التى تحوى جثمانه ترتفع عن سطح الأرض بنحو 30 سنتيمترا. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد.. حي تحول محيط المقرة إلى مقلب للقمامة ومخلفات البناء حيث تأتى عربات محملة بالأتربة والأحجار وترمى بها بجوار المقبرة دون أن يحرك مسئولو الحى ساكنا. ولد الشيخ محمد رفعت في يوم الاثنين 9 مايو عام 1882 بحى المغربلين بالقاهرة وفقد بصره صغيراً وهو في سن الثانية من عمره وحفظ القرآن في سن الخامسة حيث التحق بكتاب مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بالسيدة زينب ودرس علم القراءات وعلم التفسير ثم المقامات الموسيقية على أيدى شيوخ عصره. وتولى "رفعت" القراءة بمسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب سنة 1918 وهو في سن الخامسة عشرة فبلغ شهرة ونال محبة الناس، وأفتتح بث الإذاعة المصرية سنة 1934، وذلك بعد أن استفتي شيخ الأزهر محمد الأحمدي الظواهري عن جواز إذاعة القرآن الكريم فأفتي له بجواز ذلك ولما سمعت الإذاعة البريطانية "بي بي سي العربية" صوته أرسلت إليه وطلبت منه تسجيل القرآن فرفض ظنا منه أنه حرام لأنهم غير مسلمين فاستفتي الإمام المراغي فشرح له الأمر وأخبره بأنه غير حرام، فسجل لهم سورة مريم. أصيب الشيخ محمد رفعت في عام 1943م بمرض سرطان الحنجرة الذي كان معروفاً وقتئذ ب"الزغطة" وتوقف عن القراءة ورغم أنه لم يكن يملك تكاليف العلاج إلا أنه اعتذر عن عدم قبول أي مدد أو عون ألح به عليه ملوك ورؤساء العالم الإسلامي، وانه كانت كلمته المشهورة "إن قارئ القرآن لا يهان". وفارق الحياة فى 9 مايو عام 1950.