مازالت قصص الشهداء تروي كل يوم ونتحاكي جميعا بقصص هؤلاء الابطال الذين رووا الارض بدمائهم الطاهرة الذكية دون تراجع او خوف او استسلام تاركين خلفهم عائلتهم. من بين هؤلاء الأبطال الشهيد »أمين شرطة» محمود الشناوي ابن قرية كفر الاشقر بكفر الزيات بالغربية والذي استشهد اثناء ذهابه لمقر عمله بمدينة بئرالعبد بمحافظة شمال سيناء في 2017. تقول صباح عبدالحميد عبدالله زايد أرملة الشهيد أن البطل اتصل بها يوم استشهاده في السابعة صباحا كعادته ليطمئن عليها وعلي اولاده ولكنها لم تكن تعلم ان هذا الاتصال »الاخير» مؤكدة انها شعرت اثناء المكالمة بانقباض شديد ودنو اجل زوجها عندما اوصاها بأمه واولاده علي غير عادته فقلت له خللي بالك من نفسك وانا ارتجف وانهارت دموعي ولم اتمالك نفسي فطالبني بالتماسك وعدم الانهيار من اجل امه والاولاد وردد »لاتحزني ان الله معنا» ولن يصبينا الا ما كتب الله لنا واضاف قبل ان يذهب »استودعك امي واولادي» وتركني وانا لا اعلم ماذا افعل..فجلست في مكاني اردد يارب انصره يارب.. يارب انصر مصر . اضافت أرملة الشهيد وهي تتذكر يوم فراق زوجها واستشهاده بدموع منهمرة وانا جالسة جاءني اتصال من احد زملائه بعد ساعة من مكالمته تقريبا ليؤكد لي ان زوجي ذهب هو وصديقه مترجلا لعملهما وفي الطريق صادفتهم عربة الضابط النوبتجي وعرض عليهما ان يأخذهما في طريقه ويوصلهما الي العمل واثناء سير السيارة تم تفجيرها عن طريق لغم تم زراعته من قبل الخونة »الارهابيين» الذين لادين لهم ولا وطن مما ادي الي استشهادهم جميعا. مضيفة ان الشهيد لديه ثلاثة أبناء وهم فارس في الصف الاول الاعدادي ومحمد في الرابع الابتدائي ودنيا 5 سنوات »كي جي 1». وانه كان بارا بوالدته واخوته خاصة بعد وفاة والده وانه كان يقضي نصف الشهر في عمله بسيناء والنصف الاخر معهم في البلدة. واكدت أرملة الشهيد ان الدولة اعطتها جميع مستحقاتها واولادها المادية كما منحتها رحلتي حج علي روح زوجها الشهيد لانه كان يتمناها في حياته كما كرمت الدولة الشهيد باطلاق اسمه علي مدرسة التعليم الاساسي في القرية. وتمنت ان تساهم الدولة في تحقيق حلم الشهيد وتساعدها في بناء منزل لها واولادها علي قطعة الارض التي تقع في متخللات المباني التي اشتراها زوجها »الشهيد» ووضع لها الاساس الخرساني قبل استشهاده ليقيم عليها منزلا لابنائه لانهم يعيشون جميعهم حاليا في غرفة واحدة. وأضافت انها بعد ان استلمت مستحقاتها المادية من زوجها الشهيد قامت بوضع حقوق ابنائها القصر في »المجلس الحسبي» وشراء مواد البناء من حقها المادي لتحقق حلم زوجها وتستكمل بناء المنزل. وطالبت أرملة الشهيد ان جميع المؤن التي قامت بشرائها ملقاة في قارعة الطريق لتطرق بعدها باب اللواء هشام السعيد - محافظ الغربية - وجميع المسئولين باستكمال استخراج تراخيص منزلها لاتمام بنائه مؤكدة ان هذاهو مطلبها الوحيد من الدولة لكي يتحقق حلم الشهيد ويكون لاولاده منزل يؤويهم. وقالت ام الشهيد ان الخونة قتلوا ابني وسندي الوحيد الذي كان بالنسبة لي ولأولاده واخوته هو الحياة لانه كان بارا بي وبهم مضيفة ان الشهيد له من الاخوة ثلاثة وهم راضي واحمد وورد الشناوي .