مع نسمات الفجر العليلة يستيقظ »حميدة» كل يوم يذهب الي أرضه يمارس أعماله اليومية فيها.. يداعب قطرات الندي علي الأزهار.. يجلس قليلاً علي شاطئ النيل الذي يعشقه.. تتراقص أمواجه أمام عينيه لترسم علي صفائحها وجه حبيبته.. ينتهي من زراعته يعود من حيث أتي لا يشغله سوي الزراعة واتمام زواجه بمن تعلق بها قلبه.. حتي فؤجي ذات يوم باستدعائه للتجنيد في مدينة المحلة الكبري.. يهرول ليلبي النداء.. يودع بلدته بمحافظة المنيا.. ويودع حبيبته وأرضه التي يعشقها والنيل الذي طالما تحدث إليه وأفضي إليه بأسراره.. ويرحل وسط دموع خطيئته علي وعد باللقاء مرة أخري في الاجازات المقررة. تمر الشهور »حميدة» يعمل كجندي في المرور في أحد شوارع المحلة الكبري حتي كان ذات يوم أراد سائق دراجة بخارية كسر قواعد المرور ومخالفة اللوائح وتخطيه الطريق دون انتظار الاشارة. أصر »حميدة» علي تطبيق القواعد ومنعه عن السير قبل فتح الاشارة.. ترك الشاب دراجته التجارية وذهب الي »حميدة» وتشاجر معه ونهره بألفاظ بذيئة .. تدخل المارة لفض الخلاف ولكن الشاب تطاول أكثر.. وعندما أصر »حميدة» علي عمل مخالفة له .. أخرج من طيات ملابسه قطعة حديدية وانهال بها علي رأسه ليكسر له عظام الجمجمة في الحال ليسقط قتيلا في نفس اللحظة أمسك المارة بالشاب واقتادوه الي قسم الشرطة واحيل الي النيابة التي تولت التحقيق ووجهت له تهمة القتل العمد ولكن محكمة جنايات المحلة الكبري عدلت وصف التهمة لضرب أفض الي موت وقضت بمعاقبته بأقصي عقوبة لهذه التهمة وهي السجن المشدد سبع سنوات صدر الحكم برئاسة المستشار ضياء الدين أبو الوفا وعضوية المستشارين محمد السعدني وصبري جعفر.