»الإسلام» دين الله- تبارك وتعالي- للبشرية جمعاء، من لدن آدم حتي محمد صلي الله عليهما وسلم تسليما- قد جاء والتزم به الانبياء والرسل- صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. والدين من حيث معناه الاصطلاحي: فإنه- عند الاطلاق- يراد به ما شرعه الله- تعالي- لعباده من أحكام، سواء ما يتصل منها بالعقيدة أو الأحكام العملية أو الاخلاق، ولفظ »الشرع» يتفق مع مدلول »الدين». إذا علم هذا: فإن الرسل- صلوات الله وسلامه عليهم- أرسلوا لأقوامهم خاصة وبعث سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم للناس كافة لذا فرسالته أعم وأشمل الرسالات وبها كل شريعة سابقة لها واعتبرت كلمة »الاسلام» علما علي الدين الذي جاء به سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم والذي يقوم علي اتباع القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .. وبتمام هذا الدين كمل الدين الذي ارتضاه الله- تعالي- لعباده، حيث قال تعالي: »اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا»، وبين سبحانه أنه الدين الذي لا يقبل من عباده ديناً غيره حيث قال: » ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه» وانه - تعالي- جعله الدين عنده »ان الدين عند الله الاسلام» وجعل النطق بالشهادتين مع صدق الاعتقاد وخلوص الالتزام بها مفتاح وأساس الالتزام والدخول في هذا الدين. وقد دل المصدران الأساسيان الرئيسيان علي ان الاسلام له شعبتان أساسيتان لا يتحقق وجوده إلا بهما. 1- العقيدة: »أركان الايمان الستة». 2- الشريعة: الأحكام العملية للمكلفين في العبادات والمعاملات. لذا فإن التطاول علي الاصول الشرعية التي يقوم عليها بنيان الدين وعلي الثوابت التي هي بمثابة الأسس ليس كما يزعم الكارهون للاسلام الحاقدون عليه »حرية فكر» بل »حرية كفر»!! لأن العبث بالأصول والثوابت الشرعية يعد جناية علي الدين، واخلالاً بحتمية الالتزام به وهذا لا يصطدم مع حرية الاعتقاد لانها انما تكون للانسان قبل إسلامه فله ان يدين بغير الاسلام ولا يُجبرَ ولا يُكرَه علي تغيير ديانته الي دين الاسلام وهذا هو المعني بقوله: »لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ» »البقرة: 256» أما إذا رضي الاسلام ديناً فيجب عليه الوفاء والالتزام به.