في الأسبوع الماضي تناولت الخيوط الأولي في الحديث عن أزمة الصحافة المصرية والعربية التي بدأت ملامحها خلال العقد الأخير وخاصة فيما يتعلق بالصحافة المكتوبة (الورقية) التي تتراجع تدريجياً بصورة مؤسفة لأسباب تقنية منها ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والدفع بعدد كبير من المهنيين والإداريين في إصدارات المؤسسات القومية دون تقييم حقيقي لحاجة العمل لهم إلي جانب سوء الأحوال المالية التي أدت إلي إغلاق معظم الصحف الحزبية وبعض الصحف الخاصة والمستقلة.. واليوم وبعد التقدم التكنولوجي الهائل أصبح من الصعب أن يقتصر تعريف الصحافة علي الصحافة المكتوبة فقط، فأصبح مصطلح الصحافة يشمل جميع الطرق التي تصل بواسطتها الأنباء والتعليقات عليها وكل عمل وفكر ورأي وتثيره الأحداث مما يهم الجمهور.. ولإصلاح الحال في بعض المؤسسات الصحفية الكبري التي أصبحت مهددة هي الأخري بالانهيار يجب البحث عن وسائل جديدة لإطالة عمرها لعدة سنوات أخري.. وهنا يجب اللحاق بالتغيير التكنولوجي الكبير الذي خلف عدة تغييرات أولها طبيعة الجمهور الذي تحول من متلقي إلي صانع للخبر، فلم يعد الخبر هو المميز لمهنة الصحافة في عصر السوشيال ميديا، وبالتالي يجب أن نركز علي القصص الصحفية المعمقة التي تلبي احتياجات السوق.. علينا أن نبدأ عملنا من حيث ينتهي الخبر، ولابد من التحقق من الأخبار الأمر الذي يمثل أكبر التحديات للصحفيين في مواجهة خطاب الكراهية والتحريض خصوصاً مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.. وهنا يجب ألا نحمل السوشيال ميديا أكثر مما نحتمل فنحن من نساهم في صناعة سطوتها وعلينا أن نستخدمها في جوانب إيجابية والتدقيق والتحقق في المعلومات المتداولة.. وهذا يتطلب منا مد جسور التعاون بين المؤسسات الصحفية والإعلامية وكليات الصحافة والإعلام حتي يتمكن الطالب من معايشة المهنة أثناء الدراسة وفهم مراحل العمل الصحفي وهو ما سيعود بالنفع علي المؤسسات الصحفية التي ستستفيد من الأفكار الإبداعية للشباب.. وفي المرحلة الحالية وإلي أن يتم التنسيق بين المؤسسات الصحفية وكليات الإعلام والصحافة، فإن معهد التدريب الذي أقامته نقابة الصحفيين بتمويل من الدكتور الشيخ سلطان القاسم حاكم إمارة الشارقة سيقوم بهذا الدور التنويري لمحو الأمية الإعلامية لكل من قرر أن يتخذ من الصحافة مهنة له علي الأسس العلمية الجديدة.. موعدنا في الأسبوع بعد القادم مع الصحافة هل هي مهنة أم وظيفة ؟