■ رأس الإسكندر الأكبر الإسكندر الأكبر لغز تاريخي حير العالم بأسره، حكم مصر في العصر اليوناني وجعل من الإسكندرية عاصمة الدولة الحديثة، ودمج الشرق مع الغرب في إمبراطورية واحدة، وأنشأ مدينة الإسكندرية وأخذت اسمه،كما يعتبر من أحد أذكي وأعظم القادة الحربيين علي مر العصور،كان ميلاده في »بيلا» العاصمة القديمة لمقدونيا، وكان والده»فيليبوس الثاني» هو ملك مقدونيا القديمة وأمه »أوليمبياس» أميرة »إيبيروس» وكان أرسطو معلمه الخاص، دربه تدريبًا شاملا في فن الخطابة والأدب وحفزه علي الاهتمام بالعلوم والطب والفلسفة، وعقب اغتيال والده اعتلي الإسكندر العرش فوجد نفسه محاطًا بالأعداء ومهددا بالتمرد والعصيان من الخارج فتخلص مباشرة من المتآمرين عليه في الداخل وحكم عليهم بالإعدام، وبدأ امبراطوريته التي حيرت العالم، وأصبح مكان دفنه ومقبرته لغزا بحث عنه الكثيرون من علماء الآثار في العالم وفشلوا في الوصول إليها . وعلي هذه الخلفية كان الكشف الأثري العظيم في مطلع الثمانينيات من القرن المنقضي، بعدما تمكن العالم الأثري أحمد عبد العال مدير عام آثار الفيوم السابق خلال قيامه بعمل حفائر في مدينة كرانيس، من العثور علي رأس تمثال من التراكوتا للإسكندر الأكبر داخل بئر مياه ليكون كشفًا أثريًا هامًا لرجل حير العالم ويعتبر من أحد أهم وأغرب الألغاز علي مر التاريخ. والمشكلة أن رأس التمثال المكتشفة للإسكندر الأكبر كان مصيرها أنها دخلت المخزن المتحفي بمنطقة كوم أوشيم بالفيوم،لا يطلع عليها أو يراها سوي القائمين علي حراسة المخزن وأصبح هذا الكشف الهام حبيس المخازن بعيدًا عن أعين المهتمين بهذا الشأن حول العالم، لتوضع رأس هذا التمثال صورة غلاف للعدد 117 لمجلة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية وهو أكبر المعاهد المتخصصة في الآثار حول العالم وبعدها تعود للمخازن بمنطقة كوم أوشيم بالفيوم . يقول لنا أحمد عبدالعال مدير عام آثار الفيوم السابق، ومكتشف رأس تمثال الإسكندر الأكبر بالفيوم أن التمثال كان يقع في مدينة كرانيس وهي مدينة أثرية علي طريق القاهرةالفيوم تبعد عن القاهرة 55 كيلو وعن الفيوم 35 كيلو وترجع للعصر اليوناني الروماني وهي مدينة كبيرة بها معبدان شمالي وجنوبي وحمام روماني، أما الجهة الغربية فتقع جبانة المدينة وهي جبانة امتد فيها الدفن من العصر اليوناني إلي العصر الروماني والمسيحي وتم عمل حفائر في هذه المدينة من جامعة ميتشجن عام 1930 حتي 1945 وحفائر جامعة القاهرة من 1970 إلي عام 1980 برئاسة الدكتور سيد الناصري والدكتور رشيد الناضوري من علماء الآثار، ووقفت الحفائر في هذه المنطقة حتي جاء مشروع ازدواج طريق القاهرةالفيوم ووافقت هيئة الآثار وقتها علي إقامة الطريق مع عمل حفائر، وقمت أنا وقتها بعمل هذه الحفائر في مسار الطريق وفي الجبانة وتم الكشف عن رأس تمثال من التراكوتا للإسكندر الأكبر داخل بئر مياه تم تنظيفه ورفع الرديم منه وكان اكتشافًا هامًا بالإضافة إلي مجموعة أخري من الآثار، مشيرًا إلي أن هذة الرأس تم اختيارها لتكون صورة غلاف العدد 117 لمجلة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية وهو من أكبر المعاهد المتخصصة في الآثار في العالم وهذه القطعة موجودة في المخزن المتحفي بكوم أوشيم ولم يتم عرضها في أي من المتاحف المصرية رغم أهميتها باعتبار الإسكندر الأكبر من الملوك الذين حيروا العالم والعلماء في مجال الآثار .