الشدوي : المؤلف له منهجه الكامل ولا يقلد أحد ويكتب كما يكتب الكبار ناقش المنتدى الثقافي للأصالة والمعاصرة برئاسة الدكتور يسرى عبد الغني كتابى "امتداد غيمة ، ارتحال " للكاتب الصحفى والشاعر والقاص السعودى سيف المرواني ، فى ندوة أدارها الدكتور عزوز إسماعيل وحضرها العديد من المثقفين المصريين والسعوديين ، طالب خلالها الكاتب مختار عيسى نائب رئيس اتحاد كتاب مصر بالتمسك بالتراث لأنه الطريق الأوحد لمجابهة خطر العولمة التى تسعى للقضاء على الهوية والوجود العربيين ، مؤكدا على ضرورة استعادة الروح الأصيلة ، لا وقوفا عند الماضي بما يعطل عقولنا ولكن لا يمكن لأى مثقف أن يحدث قطيعة مع تراثه إذا أراد أن يتبوأ مكانة فى هذا العالم. فيما أكد الناقد الدكتور إيهاب الورداني أمين صندوق اتحاد كتاب مصر أن المتأمل فى كتابات المرواني يتأكد له أنه أمام كاتب تتمحور كتاباته حول تصور فلسفي للحياة ، بالإضافة إلى البنية التفكيكية التى تصل إلى قيمة الانسجام ، مشيرا إلى أن ذاتية السارد عند المرواني هى الموضوع من خلال مقارنات بلغة مكثفة بما يذكرنا بالراوي فى السيرة الشعبية. وأضاف الورداني أن نصوص الشاعر يمكن أن تستخلص من عناوينها أنها جزء من رؤية الكاتب وحالته الحوارية بين ذات وأخري مبنية على الأمل رغم قهر وضغوط المجتمع ، لافتا إلى أنه أذاب الفوارق بين الأنواع الكتابية كما حدث فى البشر وأصبح المجال مفتوحا لمزج تلك الأنواع مع بعضها البعض ، فرؤيته الإنسانية هلى المحدد والواضع لصرخة وأمل فى القادم من الأيام. فيما أوضح الناقد الدكتور أسامة البحيري أن حب المرواني للنيل أثر على كتاباته كثيرا رغم استجابته لنداء الحداثة فى كتاباته عبر النوعية ، وهو ما أظهر تميزه فى خصوصية الصور المحلقة وإصراره على اللغة الشعرية واستقطار الشعر لبناء عالمه الخاص فى النص. الكاتب السعودى الكبير أحمد الشدوي يؤكد أن ما يكتبه سيف المرواني حطم به أبواب التعاسة ، يبدو ذلك في التضاد الواضح بين مفرداته بما يؤكد أنه لا يمتلك اللون الرمادي ، فهو يتحدث عن منهج كامل دافع عنه إيميل سيوران الذى اعتبر فى عصره خارجا عن السياق حتى حققت كتبه أعلى مبيعات فى أوربا فى العصر الحديث ، وما يميز المروانى أنه لا يقلد أحدا لكنه يكتب بعمق كما يكتب الكبار. الشاعر الكبير صالح شرف الدين يؤكد أن المرواني يكتب نفسه وله بصمته فى صياغة عباراته ، وفى أغلب أعماله تجد فيها تراسل الحواس وهو نوع تطبيقى للحداثة يعطى عمقا من الأعماق التى إذا استخدما الكاتب أضافت له ، مشيرا إلى أن عناوين قصائده ممتعة حتى أنك لو قرأتها فى الفهرست لوجدت عملا فنيا مكتملا ، بالإضافة إلى الاستخدام العبقري للضمائر. ويؤكد الناقد الدكتور أسامة تعلب أن الشكل ضروري فى الفنون واختيار الأديب للشكل يحدد مدى نجاحه ، مشيرا إلى أن الكاتب له بصمته الخاصة التى لو فتحت كتابا دون غلاف لعرفت أنه للكاتب. واختتم الناقد معتز محسن بقوله : شعرت بنزعة قبانية نسبة إلى الشاعر نزار قباني حين قرأت للمرواني مطالبا بضرورة العودة للتراث للوقوف أمام الهجمة الغربية الشرسة.