كارتر وليدي إيفيلين واللورد كارنارفون أمام مدخل المقبرة رغم الاتفاق بين كارتر واللورد كارنارڤون حول التأكيد بأن مقبرة توت عنخ آمون قد سرقت من قبل وبالتالي يكون من حق اللورد كارنارفون أن يحصل علي نصف القطع الأثرية المكتشفة؛ ووقوف كارتر ضد الحكومة المصرية وتقديم شهود زور من علماء المصريات الذين قرروا أن المقبرة قد سرقت من قبل وأنها غير كاملة. شرحنا من قبل أن المقبرة فعلاً تعرضت لمحاولتين للسرقة؛ ولكن تم ضبط اللصوص قبل أن تخرج قطعة واحدة للخارج. بل وجد كارتر أن هناك بعض القطع التي نقلت من أماكنها الأصلية عن طريق اللصوص ولكن بوليس الجبانة قد فاجأهم قبل أن تخرج قطعة واحدة وتم غلق المقبرة بخاتم الجبانة الذي عثر عليه هيوارد كارتر قبل أن يدخل المقبرة وقد نقلت هذه الأختام إلي داخل مقبرة الملك »سيتي الثاني» والتي كانت مستعملة كمخزن؛ وقد نقلها فيما بعد چون رومر الذي كان يعمل حديثاً بوادي الملوك ووضعها داخل حجرة الكنز بمقبرة توت عنخ آمون مرة أخري. وقد فحصها جيداً وعليها اسم الملك »توت عنخ إن با آتون» والذي حصل عليه عندما كان يعيش في العمارنة بالإضافة إلي اسم »توت عنخ آمون» وهو الذي تغير بعد أن وصل إلي طيبة حيث توجد عبادة »آمون» بالإضافة إلي ختم الجبانة نفسه. وقد أثيرت العديد من المشاكل بين اللورد وكارتر حتي وصلت العلاقة بينهما إلي درجة صعبة جداً وأصبح التعامل بينهما دون تفاهم وكان اللورد مستاء من علاقة كارتر بابنته إيڤلين. وخاصة لأن اللورد قد لاحظ أن أبنته تحب كارتر وقد حدث ذلك في أول مقابلة بينهما علي محطة قطار الأقصر وذلك في 23 نوفمبر 1922م وقد وصل إلي يد اللورد ذلك الخطاب الذي أرسلته إيڤلين إلي كارتر تشكره فيه علي دخولها معه المقبرة ليلاً وفي الخطاب عبارات تدل علي وقوع ابنة اللورد في غرام مكتشف المقبرة. وقد كانت إيڤلين صغيرة السن بينما وصل عمر كارتر إلي حوالي الخمسين عاماً. وهناك قصة أخري تشير إلي أن كارتر لم يبادلها الحب بل تجاهلها تماماً ولذلك حاولت الوقيعة بينه وبين أبيها. ورواية ثالثة تقول أن إيڤلين قد أخبرت والدها أنها تحب كارتر وسألها كيف تحبين رجلاً سنه كبير وفي نفس الوقت ليس من طبقة اللوردات! وهددها بأنه لن يسمح بهذه العلاقة! وهنا جاءت المفاجأة وهو أن اللورد بمجرد أن سمع هذه القصة من ابنته توجه مباشرة إلي الخيمة التي يجلس فيها كارتر وواجهه بالموضوع ولكن كارتر أفاد بأنه ليس لديه وقت للحب وأنه لم يبادلها الحب وهو متفرغ فقط إلي عمله والكشف وفي نفس الوقت فهو غير مغرم بالسيدة إيڤلين وحدثت مشادة بين الاثنين بل ومعركة حتي اضطر كارتر إلي أن يطرد اللورد من خيمته وخرج اللورد غاضباً وحاول بعض العاملين بالبعثة أن يصلحوا بينهما وخاصة عالم اللغة المصرية القديمة الان جاردنر وعالم الآثار جيمس هنري برستد؛ ولكن لم يفلحا في ذلك؛ وكانت هذه هي نهاية العلاقة بين اللورد وكارتر؛ ولكن بعد عدة شهور وقبل موته أحس اللورد أنه أخطأ في حق كارتر ولذلك أرسل له خطاب اعتذار وشرح أنه فعل ذلك لما سمعه من إيڤلين. بعدها حدثت المأساة وسافر اللورد إلي أسوان وهناك تعرض للدغة باعوضه وتحولت إلي تسمم في الدم وحمي شديدة! ومات اللورد في فندق شيبرد في 5 إبريل 1923م.