من أهم القرارات التي تم اتخاذها بعد ثورة 30 يونيو إنشاء شبكة طرق وكباري حديثة تتلاءم مع النهضة التنموية التي تعيشها مصر حاليا، وبالفعل ساهم إنشاء طرق جديدة في خفض معدلات الحوادث بنسبة 26٪، وسهل التبادل التجاري والاقتصادي من مكان لآخر وقلل تكاليف النقل التي تمثل 40٪ من تكلفة أي سلعة، وبالتالي تصل السلع أرخص إلي المواطن خاصة في محافظات الصعيد، من أهم هذه الطرق الدائري الإقليمي الذي سيساهم في ربط محاور النقل المختلفة ببعضها، لزيادة الحركة التجارية بين محافظات الصعيد ومحافظات القناة والدلتا، مع خفض كثافة الحركة المرورية علي الطرق الرئيسية داخل إقليم القاهرة الكبري، وسيساهم في تخفيف الحركة المرورية العالية علي الطريق الدائري الحالي. وقامت »أخبار اليوم» بجولة علي الطريق لتقدم صورة واقعية لما تم الانتهاء منه.. عمال لا يرتاحون ومهندسون لا ينامون وورديات مقسمة ومعدات لا تتوقف لحظة واحدة علي مدار اليوم، وخلية نحل تعمل 24 ساعة للانتهاء من آخر جزء متبق من الطريق الدائري الإقليمي وهو القوس الشمالي الغربي، المخطط أن يتم افتتاحه قريبا، ليتحول من أكوام رمل وأرض غير ممهدة إلي طريق تم إنشاؤه طبقا للمواصفات العالمية خلال أربع سنوات فقط وهو ما يعد إنجازا غير مسبوق، ويمتد الطريق الدائري الإقليمي بطول 450 كيلومترا ويربط 7 محافظات بالوجهين البحري والقبلي بالدائري القديم ومحافظة القاهرة، وتبلغ تكلفة الطريق الإجمالية 8 مليارات جنيه، وتشير الإحصائيات إلي أن الطريق سيوفر للدولة ما لا يقل عن مليار جنيه سنويا كعائد اقتصادي، ويستوعب أكثر من 80٪ من حركة النقل الثقيل. وأكد اللواء عادل ترك، رئيس هيئة الطرق والكباري والنقل البري، أن هذا يعد أكبر دائري في أفريقيا والشرق الأوسط ويعد الطريق إنجازا جديدا لمصر حيث سيرفع من تصنيف مصر علي مستوي العالم من حيث شبكة الطرق الحديثة والمنفذة طبقا للمواصفات العالمية، كما سيمنع دخول النقل بالمقطورة لداخل القاهرة وذلك بالتنسيق مع المرور، وسيسمح فقط بالنقل حمولة 4 أطنان، مشيرا إلي أن الدائري الإقليمي يربط محافظات الدلتا والوجه القبلي بالدائري القديم من خلال 11 طريقا أهمها الإسماعيليةالقاهرة الذي يبعد عن القاهرة ب 41 كيلومترا وتقاطع السويسالقاهرة ويربط طريق أسيوط الشرقي والغربي والفيوم والواحات واسكندرية الزراعي والصحراوي، وبلغت الأعمال الصناعية بالطريق 114 منها 50 »كوبري» علويا و64 نفقا، أهمها محور كوبري الخطاطبة، ومحور كوبري دهشور، ومحور كوبري بنها. والطريق مقسم إلي قطاعات، القوس الشمالي الشرقي الذي تم افتتاحه مع طريق شبرا بنها الحر بطول 33 كيلومترا وتكلفة 3٫35 مليار جنيه، والقوس الشمالي الغربي الذي سيكون جاهزا للافتتاح قبل نهاية هذا الشهر والذي يمتد من طريق بنها الزراعي حتي الاسكندرية الصحراوي بطول 57 كيلومترا و62 عملا صناعيا (23 »كوبري» و39 نفقا)، وتبلغ تكلفته الإجمالية 4 مليارات جنيه، ويمثل القوس الغربي جزءا مهما من الطريق الذي يربط جميع المحاور الطولية السريعة والرئيسية المتجهة من وإلي القاهرة، وتم تصميمه ليكون بمواصفات الطرق الحرة وعزله عن الكيانات الجانبية ومن أهم مميزاته أنه يقوم علي تقليص وقت الرحلة وانخفاض معدل المحروقات بما ينعكس ايجابيا علي البيئة.. قام وزير النقل د. هشام عرفات مؤخرا بعدة جولات تفقدية علي الطرق الدائري الإقليمي لتفقد انتظام سير العمل في القوس الشمالي الغربي والتأكد من الانتهاء من وضع اللمسات النهائية عليه ووجه الشركات المنفذة بتكثيف عوامل ووسائل السلامة والأمان (اللوحات الإرشادية العواكس) وإنارة مطالع ومنازل الكباري بحيث يكون الطريق جاهزا للافتتاح.