حالة من الجدل، أثارها إعلان وزارة التربية والتعليم للمنظومة الجديدة، وبسرعة هائلة انتشرت المعلومات المغلوطة علي مدار الأيام الماضية بصورة كبيرة، وتاهت المعلومات الحقيقية ومبادئ المنظومة الجديدة وسط سيل من التناقضات علي وسائل التواصل الاجتماعي.. ولم يشهد الرأي العام أي نقاش حول أسس ومبادئ منظومة التطوير الجديدة التي تبدأ من رياض الأطفال، واكتفي بعض الخبراء بعناوين رنانة دون الدخول في صميم المنظومة، واحتياجنا الشديد لتغيير واقعنا التعليمي الذي يؤكد حقيقة واحدة في أننا في المركز الأخير عالميا، ونحتاج التطوير في أسرع وقت.. ونسي الكثيرون أن التطوير الحالي أول محاولة جادة لخلق نظام تعليم مصري يواكب العالم ويمنح طلاب المدارس الحكومية تعليما علي طريقة المدارس الدولية، في حين أن التحدي الحقيقي يبقي هو تطبيق الأفكار المعلنة.. وتجاهل معاناة أولياء الامور لا تتوقف مع الدروس الخصوصية التي تستنزف 20 مليار جنيه سنويا من ميزانيتها، ووصول الطلاب إلي الجامعة بلا مهارات حقيقية ومجرد لهث وراء حصد الدرجات. »الأخبار» تعرض في هذا الملف النقاط الرئيسية لمنظومة تطوير التعليم الجديدة، وأسس الخروج من منحدر التراجع تعليميا الذي نعيشه إلي المكانة المرموقة التي تليق بنا عالميا. رياض الأطفال والإبتدائي لا امتحانات حتي ثالثة ابتدائي للتركيز علي التعلم وليس حصد الدرجات بناء مهارات الاستماع والتعبير عن المشاعر وتحفيز الخيال والتذوق الفني تنطلق منظومة التعليم الجديدة من كي جي 1، و2، والصف الأول الإبتدائي وتتنامي مع السنوات بمناهج جديدة كليا وطريقة تدريس مختلفة، تعتمد علي التعلم بالألعاب والأنشطة، بينما من الصف الثاني الابتدائي حتي الثالث الإعدادي بدون تغيير جذري ولكن ترميم لطريقة التعليم الحالية من خلال تنقية المناهج، وتوفير فيديوهات تعليمية، علي بنك المعرفة لشرح الدروس خاصة العملية. وأن أول دفعة في نظام التعليم الجديد ستتخرج في عام 2030، وأن النظام التعليمي الجديد مصري مائة في المائة، وأن مصفوفة المناهج مصرية وتم الاستفادة فيها من المناهج الفنلندية واليابانية. وبالنسبة لنظام التعليم الجديد والذي سيطبق علي تلاميذ رياض الأطفال وأولي ابتدائي اعتبارا من العام الدراسي الجديد، فإنه يعتمد علي مهارات الإبداع والتفكير الناقد والتواصل والفنون، وستكون المرحلة الابتدائية لمدة 6 سنوات سيكون الاعتماد فيها علي موضوعات متنوعة يتم من خلالها تقديم معلومة عامة تتضمن موضوعات أكثر تخصصا مثل الحديث عن الطقس وأنشطة عملية لكيفية تكوين المطر وغيرها من الظواهر الطبيعية، وأن يرسم شجرة عائلته كاملة ويعرف درجات القرابة. وسيتم تدريس مناهج المنظومة الجديدة بطريقتين يتفقان في أنهم 4 مقررات دراسية من رياض الأطفال حتي الصف السادس الإبتدائي، الأولي منهج مدمج متعدد التخصصات فيه دمج اللغة العربية والرياضيات والمفاهيم العلمية والدراسات والفنون مثل الرسم والموسيقي والدراما والإعلام والتنمية المهنية للطفل في مقرر واحد، وتنفصل عنها مواد اللغة الإنجليزية بمفهوم مطور تحتوي علي دروس حياتية، والتربية الرياضية والصحية، والتربية الدينية، وذلك بالنسبة للمدارس الحكومية واليابانية، والطريقة الثانية في المدارس التجريبية والقومية والخاصة لغات، سيتم تدريس المقرر المدمج باللغة الإنجليزية، مع انفصال مواد اللغة العربية والتربية الرياضية والدين. وتم تدريب حتي الآن 17 ألف معلم عن طريق برنامج »المعلمون أولا» خلال تدريب مكثف لمدة 3 اشهر يتم خلاله تغيير طريقه المعلم داخل الفصل والبناء عليه وفقا لإطار وضعته منظمة اليونسكو، وأن الوزارة تستهدف تدريب 523 ألف معلم خلال شهور الصيف الحالي. ويعتمد نظام التعليم الجديد علي استغلال أول 5 سنوات في عمر الطفل باعتبارها الأهم في مراحل التعليم حتي الصف الثالث الإبتدائي بدون اختبارات، ليكز الطالب في التعلم وليس حصد الدرجات. ويركز نظام التعليم الجديد علي عدة أهداف في مرحلة رياض الأطفال، إلي إعداد الطفل لمرحلة التعليم الأساسي، مع توقع احتياجاته وميوله وتوفير أجواء اللعب والمتعة داخل المدرسة، وتركز علي 7 مبادئ رئيسية، تنمية بدنية، ولغوية، ومعرفية، واجتماعية، وتنمية القيم، والوعي الفني، والحس البيئي. ففي التنمية البدنية، استخدام الطفل لحواسه الخمسة لاستيعاب العالم الخارجي والتفاعل معه وتنمية المهارات الحركية والوقاية من الخطر وفي التنمية اللغوية بناء مهارات الاستماع والفهم والتحدث، والتعبير الصحيح عن مشاعره باستخدام أساليب لغوية مناسبة، وفي التنمية الاجتماعية، تشجيع الأطفال علي مشاركة الآخرين والتواصل معهم وبناء الثقة بالنفس. وفي تنمية القيم، التمييز بين الصواب والخطأ، وترسيخ مبادئ القيم الدينية والأخلاقية والإجتماعية، وغرس روح الوطنية، والإنتماء وتنمية العاطفة نحو حب أسرته وأصدقائه ومعلميه ومدرسته ووطنه. وفي تنمية الوعي الفني، تحفيز الخيال والتذوق الفني والموسيقي، واستخدام الألوان والاستمتاع بالطبيعه. وفي تنمية الحس البيئي، السعي لتعلم مبادئ النظافة الشخصية والعامة والتعامل الإيجابي مع البيئة. وخلال سنوات مرحلة التعليم الأساسي، تسعي المناهج لبناء الشخصية بصورة متكاملة من خلال اكتساب المعرفه، وتنمية مهارات الطالب وقيمة من خلال 10 نقاط رئيسية، هي تنمية القيم وتنمية لغوية وتنمية معرفية وتنمية اجتماعية وتنمية ذاتية، وتنمية بدنية وتنمية الوعي الفني، والوعي البيئي والوعي المالي، والوعي الإعلامي وفي تنمية القيم، عن طريق احترام عقائد الآخرين ومقدساتهم وشعائرهم وغرس روح الوطنية والانتماء والعاطفة نحو العائلة والمدرسة والبيئة المحية والوطن.