في الرابع والعشرين من الشهر الجاري سوف تمتلئ مقاعد المسرح القومي بالعتبة عن آخرها بنجوم المسرح والسينما والتليفزيون والنقاد والكتاب والإعلاميين وكاميرات الفضائيات ومصوري الصحف التي تسجل لحظة صعود النجم الكبير عزت العلايلي إلي خشبة المسرح ليتسلم من د. إيناس عبد الدايم وزير الثقافة درع التكريم المقدم له من المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية بحضور المخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي والمخرج محمد الخولي رئيس المركز وقيادات الوزارة ومديري الفرق المسرحية التابعة للدولة. سوف يتضمن حفل تكريم العلايلي فيلما تسجيليا من إعداد المركز يلخص مشواره الفني مع المسرح والسينما وما ناله من جوائز وشهادات تكريم وتقدير في المهرجانات العربية والدولية، ويتضمن الفيلم شهادات حية لزملائه النجوم والنجمات والمنتجين والمخرجين الذين تعاملوا معه، ويوزع علي الحضور كتاب أعده د. عمرو دوارة عنه يتضمن صورا كثيرة من مسرحياته وأعماله. الفنان القدير عزت العلايلي من مواليد 15 سبتمبر 1934 بحي باب الشعرية الشعبي بالقاهرة، التحق بالمعهد العالي للتمثيل العربي عام 1955 وحصل علي بكالوريوس المعهد عام 1960، لكنه لم يبدأ مسيرته التمثيلية فور تخرجه بسبب رعايته لأخواته الأربعة بعد وفاة والده، فعمل لفترة كمعد برامج تليفزيونية، ومارس الكتابة للمسرح فأعد عن رواية للكاتب الكبير محمد التابعي مسرحية » ثورة قرية » أخرجها المخرج العائد من الخارج حسين كمال، وأعد أيضا مسرحية » الطوفان »، ومن أبرز المسرحيات التي قدمها في بداياته »كفاح شعب» التي قدمها في المعهد مع الفنان حمدي غيث وإخراج أستاذه نبيل الألفي، ثم توالت المسرحيات التي شارك في بطولتها فكان منها »الإنسان الطيب» و»وطني عكا» و»دماء علي ملابس السهرة» و»أهلا يا بكوات»، ويصف العلايلي علاقته به بقوله: »يظل للمسرح السبق في التعبير المباشر عن قضايا المجتمع كنت أعود إليه كل فترة لضبط »صواميلي الفنية» وتشحيم محرك الأداء في داخلي ولألمس مدي تطوري وهل زادت إمكانياتي أم قلت وأري موقعي الحقيقي من الناس». يؤمن الفنان عزت العلايلي بمقولة جمال حمدان »مصر فرعونية الجد عربية الأب» ما جعله عاشقاً لمصريته باحثاً عن سماتها المحلية والعربية في أدواره ساعياً لتجسيد تلك السمات عبر الشخصيات الدرامية التي يجسدها وهو يجدل هذه المصرية بروح قومية تري في المصرية ركيزة حياة، وفي العروبة مجمل ثقافة مفادها أن الفنان المصري هو سفير بلاده في الوطن العربي مع وعيه التام بدور الفن في المجتمع، ويري أن الفنان الناجح من وجهة نظره هو الفنان المهموم بقضايا وطنه، ويقول الناقد د. حسن عطية في كتاب » عزت العلايلي.. ملح الأرض وحلوها » أن عزت العلايلي فنان مثقف مارس الإخراج التليفزيوني والكتابة المسرحية وشارك في صياغة بعض السيناريوهات السينمائية، وتطور وعيه في أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات من القرن الماضي وتعلق بثورة يوليو 1952، وأهم ما يميز أسلوبه في التمثيل الصدق في التعبير وهو يفضل دائماً اختيار شخصية المواطن المصري بسماته الأصيلة التي تقنع مشاعره بقدرته علي تجسيدها.