دجال خطير، ادعى قدرته الخارقة على فك المربوط و جلب الحبيب وعلاج المريض، وتزويج العوانس ، ولم يكتف بذلك بل كان يؤكد على قدراته الخاصة وصولاته وجولاته في عالم الدجل والشعوذة . كان مظهره المهيب مصدر رزقه، وكلامه المتناسق سلاحه في كسب ثقة زبائنه والتأثيرعلى عقولهم بزعم قدرته على تسخير الجان لحل كافة المشاكل الزوجية مما جعل النساء يقفن في طوابير من أجل مقابلته ولكن ماطار طير وارتفع الا كما طار وقع. بدون مقدمات ظهر "م.ا" الدجال الذي تخطى عامه ال60 من العمر، بمنطقة المنتزه وذاع صيته وأصبح حديث النساء داخل البيوت، ومحور الحوار الدائم بين الرجال على المقاهى، فالجميع يتحاكون عن كراماته و قدراته الساحرة على حل أي أزمة مهما كانت. أصبحت شقته الصغيرة الكائنة بالمنتزه قبلة لكل مهموم، وتحول الدجال فى لحظات إلي "صاحب الكرامات"، و كل يوم يزداد عدد ضحاياه، الجميع يتمنى لقاءه والحديث معه من أجل حل مشاكله مهما كان المقابل. بمجرد دخولك شقته الصغيرة تشعر أنك داخل منزل دجال فعلاً، الأضواء خافته ويسيطر عليها اللون الأحمر، والأدخنه دائماً فى تصاعد، و رائحة البخور يشمها الجميع بمجرد وقوفك أمام باب غرفته، ولو ابتسم لك القدر واستطعت الجلوس أمامه لعرض مشكلتك ستجد كلمات غير مفهومه و تصرفات غريبه من صاحب الكرامات، تمر الدقائق و يؤكد لك أن أصحابه من مملكة الجان سيحلون مشكلتك فى خلال شهر، هنا ينتهى دوره و يصبح عليك تقديم فروض الطاعة وجلب متطلبات الجان وتسليمها إلى مولانا "الدجال". في الوقت الذى يؤكد البعض قدرة مولانا الدجال على حل كافة المشاكل، كانت المعلومة المثيرة من أحد الأهالي أمام ضباط مباحث الآداب بالأسكندرية، ويؤكد ان الدجال يقوم بسحب أموال كثيرة من الغلابة، كما أكد أن صديقه المقرب وقع فى فخ الدجال النصاب، ودفع له ما يقرب من 5 آلاف جنيه من أجل حل مشاكله الزوجية، بدأت رحلة جمع المعلومات والتأكد من صحة المعلومة، وبالفعل الأهالى هناك يؤكدون قدرته الخارقة على حل كل المشاكل، ولكن الغريب فى الواقعة هو حديث الأهالى عن الدجال وعن قدرته الفائقة ، استمرت التحريات وأثبتت التحريات أن الدجال غير متواجد بصورة منتظمة داخل شقته ، وانه متزوج ويعيش مع أسرته بالإسكندرية و لكن فى مكان غير معلوم لضحاياه، استمرت المراقبة السرية لمنزل الدجال، حتى تم التأكد من تواجده. الجميع يراقب فى هدوء، و القوات منتشرة حول المنزل، دقائق قليلة واقتحمت القوات وكر الدجال ، وكانت الأضواء خافته للغاية وأصوات غريبة نابعة من غرفة مغلقة ، داهمت القوات الغرفة، كان يجلس الدجال، و أمامه أحد الضحايا وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة مع تصاعد الأدخنة ، وتمكنت القوات من القبض عليه، كما عثرت القوات على مجموعة كبيرة من الكتب وأدوات الدجل وصور خاصة بالضحايا وأحجبه مجهزة للبيع، وأوراق مكتوب عليها كلمات غريبة "طلاسم"، وسرعان ما تم اقتياده إلى مكاتب الإدارة لمناقشته. دقائق وكان المتهم يقف أمام مدير مباحث الآداب بالأسكندرية، يكتفي بتصويب النظرات الحادة للمتواجدين، ويرفع يده بطريقة غريبة من أجل تخويف كل من يراه، يرفض الإجابة على الأسئلة الموجه إليه، لم تمر سوى لحظات وأيقن المتهم انها النهاية، ولا فائدة من تلك التصرفات الغريبة، وبدأ يعترف ويقول "مضربتش حد على إيده ياباشا" الأهالي كانوا يقفون أمام منزلي بالطابور، و لم أجبر أحد على شئ، يصمت المتهم مرة أخرى وبعد تنهيدة طويلة يستكمل اعترافه قائلاً "ده أكل عيشي" الناس يأتون إلي ولديهم الاستعداد التام على تصديق أي شئ مهما كان ، وعلى استعداد لتقديم أي شئ دون تفكير، تم تحرير محضر بالواقعة، وعرضه على النيابة التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، كما تم تجديدهم إلى 15 يوم .