انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة جدًا، وهى ظهور بعض الأشخاص يدعون صلتهم بالطرق الصوفية والقيام بحفظ الأوراد الخاصة بالطرق والمشاركة فى الحضرات وحلقات الذكر لاصطياد الفريسة، والتى يمهد لها بالنصب وأن معظمهم يدعى أن روحانياتهم عالية جدًا وأنهم على اتصال دائم مع الله عن طريق التقرب إلى الأضرحة والذهاب إلى الموالد بمواعيدها والاحتفالات التى تنظمها الطرق الصوفية. فى البداية يقول أشرف عبد العزيز شيخ الطريقة البيومية، إن الكرامة أمر خارق للعادة يظهرها الله تعالى على يد عبد، تفريجًا له من شدة وغالباً ما تفرج كربًا عن عبد صالح وقد تكون بشارة له. وأضاف، أن الكرامة خاصة بالأولياء الحقيقيين لا المزيفين وهم لا يطلبونها ولا يتباهون بها والاعتقاد بها حق فى الكتاب والسنة، والتراث الصوفى يذكر أن الولى يستحى من الكرامة كما تستحى المرأة من حيضها وقد وقع الكثير من الكرامات لآل بيت رسول الله وأصحابه ولكنهم لم يتباهوا بها لأنهم أتقياء لله والدار الآخرة. وأوضح أن ما يلجأ إليه النصابون من مدعى الولاية وما أكثرهم من الراكضين حول الأضرحة والصالحين فهؤلاء لا يلتفت إليهم وأفكارهم خيالية لمن يريدون تحليق الناس حوله ومنهم من يستحضر ويبالغ فى أحداث عادية على أنها كرامات لينسج الأساطير التى تنطلى على العوام وتظهر فى المتصوفين فكل أمر عندهم قل أو كثر يدخل خوارق العادة. وأشار إلى أن الإمام أبى الحسن الشاذلى قال إذا رأيت إنسانًا يطير فى الهواء أو يمشى على الماء وهو مخالف للشرع فاعلم أنه شيطان، كما قال الشاطبى إن مخالفة الخوارق للشريعة دليل على بطلانها فى نفسها وذلك أنها قد تكون فى ظواهرها كالكرامات وليس كذلك بل من أعمال الشيطان. فيما أكد أحمد عثمان من محبى الطرق الصوفيه أن هناك فروقًا بين كرامات الأولياء وخوارق السحرة والمشعوذين والدجالين وذلك أن كرامات الأولياء سببها التقوى والعمل الصالح وأعمال المشعوذين سببها الكفر والفسوق والفجور وأن كرامات الأولياء يستعان بها على البر والتقوى أو على أمور مباحة وأعمال المشعوذين والدجالين يستعان بها على أمور محرمة، من الشرك والكفر وقتل النفوس . وتابع: أن هؤلاء المشعوذين والدجالين، يستغلون هذه الأحوال الشيطانية التى تجرى على أيديهم لجلب الناس إلى تعظيمهم والتقرب إليهم وعبادتهم من دون الله عز وجل، حتى كون كل واحد منهم له طريقة خاصة. وأشار محمد عبد الهادى من محبى الطرق الصوفية، إلى أن أشخاصًا كثر ظهروا فى الأيام القليلة الماضية، مدعين أنهم أشخاص مقربون إلى الله وأن روحانياتهم عالية وقادرون على حل المشاكل وللأسف هم فى قمة النصب يسعون من أجل التربح والمكاسب ودائمًا ما يستوطنون داخل الأضرحة ويصطادون فرائسهم ويتقربون منهم لمعرفة المشاكل التى بداخلهم ويكون المقابل ماديًا صرف . وطالب الجميع، بضرورة التثقيف الدينى والدفع بمشايخ عالية الثقافة لنشر الوعى وعدم ظهور هؤلاء النصابين مرة أخرى لما كبدوه من مشاكل تنتهى بالدم أو الخراب .