عثر داخل مقبرة الملك »توت عنخ آمون» علي العديد من التمائم الذهبية وغير الذهبية، والتي كان الغرض منها حماية المتوفي في العالم الآخر. وسوف نختار بعضا من هذه التمائم، والتي تستعمل في الزينة وفي نفس الوقت لها غرض سحري ديني! قد عثر علي أشكال عديدة ومختلفة منها علي شكل علامات هيروغليفية تمثل آلهة وحيوانات وثعابين، وكانت لهذه التمائم قوة سحرية لحماية الملك، وخاصة لاعتقاد المصريين القدماء أن هناك ضرورة لوجود حماية سحرية لجسم أو مومياء الملك، وقد وجدوا الحل بوضع التمائم داخل المقبرة. وقد عثر داخل لفائف مومياء الملك علي حوالي مائة وخمسين تميمة منها ذلك الخنجر الجميل الذي عثر عليه حول خصر المومياء. وكان علي الملك أن يستعمل هذا الخنجر لقتل الحيوانات الشريرة خلال رحلته في العالم الآخر. وكان من التمائم ما يوضع حول المعصم، أو حول العنق، ومن أهم ما عثر عليه هو شكلان لحيتان تمثلان الإلهة »وادچت» والإلهة »نخبت» وهما آلهتا الوجه القبلي والبحري، وعثر أيضاً علي ثعبان بوجه امرأة من الذهب، وهناك أيضاً ثماني تمائم منها خمسة علي شكل طائر العقاب رمز الإلهة »نخبت» - إلهة مصر العليا - وكانت أيضاً تمثل الإلهة الأم »موت»، وهناك أيضاً العديد من التمائم التي تمثل نبات البردي رمز الدلتا والذي عثر عليه في أحراش النيل، وقد تمثل هذه التمائم رمزاً للحياة والشباب، وهناك أيضاً تمائم منها »وادچ» بمعني الأخضر، وكما ذكر في كتاب الخروج في النهار كانت هذه التميمة توضع داخل الحنجرة، وهناك تمائم أخري تمثل آلهة مثل ثلاث تمائم تمثل الإله »تحوت» - إله الحكمة - والإله »حورس» - إله الفضاء المنتصر علي الشر، وكذلك الإله »أنوبيس» - إله الجبانة وحارسها الأمين وكانت هذه التمائم معلقة في سلسلة حول العنق، وذلك لحماية الرأس.. وإذا نظرنا إلي تميمة »تحوت» وهو الذي كان يشرف علي الكتابة والطب والعلوم وكان يمثل أيضاً علي شكل قرد البابون، أما »حورس» ابن »إيزيس» و»أوزيريس» فكان عبارة عن حارس خاص للملك الحي٬ بينما »أنوبيس» هو الحارس الخاص بالمومياء وبالتحنيط، وهذه التمائم صنعت من الذهب والأحجار الكريمة الأخري.. ومن التمائم المهمة أيضاً عمود ال »چد» ويعتبر من أشهر التمائم التي عثر عليها داخل المقبرة وخاصة لكثرة استعمالها وأهميتها وهي تمثل العمود الذي غطي بالخضرة والنماء، أو العمود الفقري للإنسان والذي يتصل ب »أوزيريس» إله العالم الآخر ويمثل أيضاً الاستقرار والقوة، وسوف نجد أيضاً أن الجزء السفلي من التوابيت يمثل عليها عمود ال »چد»، وقد عثر علي هذا المثال حول عنق مومياء الملك »توت»، وعثر أيضاً علي أساور من الذهب وأجملها أو المحبب إلي قلبي هو الأسورة المصنوعة من الذهب الخالص وبها قطعة من تركواز سيناء والذي يمثل في نظر المصري القديم رمزا للحجر المقدس الخاص بالإلهة »حاتحور» إلهة الحب والجمال لدي المصريين القدماء، وأخيراً مجموعات جميلة من العقود أهمها ذلك العقد الجميل الذي يتزين بالجعارين وكان موضوعاً حول عنق الملك، وعموماً في كل هذه التمائم نتفق في أنها كانت توضع داخل المقبرة أو علي المومياء لحماية المتوفي في العالم الآخر، وأن هذه التمائم كانت تستعمل في حياة الملك ويستعملها مرة أخري في العالم الآخر.