لن يقبل أبناء مصر أن يقرا أبناؤهم وأحفادهم عن فشل الثورة (النظام) ليس أشخاصا وإنما هو فكر وأسلوب عمل إلى الإعلام الرسمي: لغة التفاؤل والأمل هي الطريق الوحيد لصنع النهضة لابد من جدول زمني واليات محددة لتسليم السلطة في سياق ردود الأفعال الغاضبة والمستنكرة للعنف والانفلات الأمني الذي شهدته مصر يوم الجمعة الماضي الذي أطلقت عليه القوى الوطنية جمعة تصحيح المسار سواء أمام مقر وزارة الداخلية ومديرية امن الجيزة اللتين حاول بعض الشباب المجهول اقتحامهما، أو الاقتحام الفعلي لمقر للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة، بعث وائل غنيم -احد المسئولين عن صفحة كلنا خالد سعيد الشهيرة على موقع فيس بوك- برسالة إلى المشير طنطاوي نشرت مساء أمس على الصفحة. لم يتطرق غنيم في رسالته للمشير إلى أحداث الجمعة الماضية بقدر ما حرص على مناقشة الأوضاع المتردية التي وصلت إليها البلاد بصفة عامة. وصرح أن تغيير النظام الذي قامت من اجله ثورة 25 يناير لا يمكن أن يختزل لمجرد تغيير في الوجوه، فالنظام فكر وأسلوب عمل قبل كل شيء. وأشار إلى أن طريقة إدارة البلاد لم تتغير تغيرا جذريا منذ نجاح الثورة في تنحية مبارك تحت دعاوى الاستقرار واصفا ذلك الاستقرار بأنه "استقرار في القاع" . وتحدث غنيم عن استمرار المحاكمات العسكرية للمدنيين من شباب الثورة وغيرهم في الوقت الذي يحاكم فيه كل قادة النظام السابق أمام المحاكم المدنية رغم فداحة ما ارتكبوه من جرائم في حق الوطن، وتطرق لازدياد لغة التخوين والاتهامات بالعمالة لبعض من يعارض سياسات المجلس العسكري رغم أن كثير منهم كانوا في الصفوف الأولى للثورة التي وصفها المجلس بأنها من أعظم اللحظات التاريخية في حياة الوطن، وأشار إلى أن معظم التغييرات تمت بفعل ضغط التظاهر والاعتصام في ميدان التحرير. وطالب غنيم بخارطة طريق واضحة، وتغيير جذري في أسلوب إدارة البلاد مشيرا إلى أن أسلوب الإدارة الحالي يصيب مجموعات اكبر من الشباب بالإحباط مما قد يؤدي إلى تصعيد قد يدخلنا جميعا إلى طريق مجهول العواقب. كما شدد على ضرورة أن يعلن المجلس العسكري سريعا عن جدول ومني محدد لتسليم السلطة بشكل كامل إلى سلطة مدنية منتخبة، وذلك عبر تحديد مواعد واليات تجمع عليها القوى الوطنية لانتخابات مجلسي الشعب والشورى والرئاسة. وشدد على ضرورة التدخل بشكل فاعل في إعادة بناء المنظومة الأمنية، وضرورة تواصل المجلس العسكري ومجلس الوزراء مع المواطنين عبر وسائل الإعلام باستمرار وان تكون الشفافية وثقافة الاعتراف بالخطأ وتصحيحه هي لغة الحوار. وفي نهاية الخطاب أكد غنيم أن الكثيرين من أبناء الوطن لن يقبلوا أن يسجل التاريخ لأبنائهم فشل الثورة. وجاءت معظم تعليقات أعضاء الصفحة مؤيدة لما جاء في الرسالة وان تساءل البعض عن جدواها وشبهها بالرسائل الكثيرة التي أرسلها إبراهيم عيسى وبلال فضل وغيرهم إلى المجلس العسكري دون مجيب، وهناك من يرى أن الوضع الحالي هو تجسيد لفيلم الديكتاتور الذي ينتهي بعودة الديكتاتور بعد إخماد الثورة مع اختلاف بسيط في الشكل باستبدال مبارك بديكتاتور آخر.