شهدت الندوة التى دعا اليها الأنبا إبرآم اسقف الفيوم بدير العزب بالمحافظة مساء الأحد تحت عنوان (أربعة عشر قرنا من المحبة) حضورا كبيرا لعدد من قيادات الحزب الوطنى بالفيوم وغاب عنها جميع القوى السياسية وشباب الثورة المصرية وجماعة الإخوان المسلمين الذين لم توجه لهم الدعوة من الأساس وقد فوجىء الحضور بتواجد عدد كبير من اعضاء الحزب الوطنى الذين لم يظهروا منذ بداية الثورة المصرية فى اى لقاءات عامة من بينهم محمد عبد اللطيف امين الحزب السابق ونور عرفة رئيس المجلس المحلى السابق وصلاح حلمى نائب الحزب السابق وليلى طه والمستشار سعد عبد الواحد وعماد فرج وعبد الباسط عبد الباسط من قيادات الوطنى الذين يظهرون لأول مرة فى لقاءات جماهيرية شارك فى المؤتمر الدكتور جلال مصطفى سعيد محافظ الفيوم والداعية الإسلامى معز مسعود دعا الأنبا إبرآم فى كلمته جموع الحاضرين إلى حب مصر وإلى التدين لأن الدين هو المصدر الوحيد للسعادة والبعد عن الأاستجابة للإضطرابات الخارجية مؤكدا على التدين الفطرى للشعب المصرى منذ عهد الفراعنة وان التماصيل والنحت والتحنيط كان من اهدافها التدين والاستعداد للبعث كما تناول ما اوصى به النبى محمد من المحبة لأقباط مصر واننا أبناء عمومة منذ النبى إبراهيم مشيرا إلى المعاملة الكريمة التى لافاها المسلمون الأوائل من ملك الحبشة النصرانى والحفاوة التى لقيها نصارى نجران من النبى محمد حتى انه فرش لهم عباءته وفتح لهم مسجده للصلاة فيه كما أشار الى ما قام به عمرو بن العاص حينما اصطحب بنفسه الأب بنيامين إلى الكنيسة ورد للمسيحيين كنائسهم واعتبر ان الحروب الصليبية كانت عدوانا على خيرات الامة وأن المسيحيين أول من تبرأ منها وتم اضطهادهم بسبب موقفهم منها ومنعوا من دخول القدس لسنوات طويلة عقوبة لهم واكد على عمق المحبة بين المسلمين والأقباط فى مصر وان ما يحدث من مواقف لا تهز هذه المحبة التى سرعان ما تعود محافظ الفيوم اكد على ان من يحدث من فتنة طائفية هذه الأيام غريب وجديد وغير مفهوم فى هذا الوقت مشيرا إلى أن الدعوة لهذا المؤتمر جاءت بمبادرة من اسقف الفيوم وداخل الدير لداعية إسلامى للتأكيد على عمق ومتانة المحبة بيننا أما الداعية معز مسعود فقددعا إلى تحصين مصر ضد الفتنة الطائفية واعتبر ان ما حدث فى قرية صول جريمة بشعة وطالب بتحقيق التعايش الحقيقى بين المسلمين والأقباط فى مصر وليس التعايش الصورى الفالسو الذى سرعان ما ينكسر عند اول هزة ريح معتبرا ان كل من المسلم والمسيحى حينما يتعامل مع الآخر يظهر غير ما يبطن وانه يعتقد أنه يتنازل عن دينه بتعامله مع الآخر وهذا اعتقاد خاطىء واكد على وجود حالة من التوجس بين الطرفين تسبب فيها اناس ونظام سابق كان يستفيد من هذه الحالة من التوتر والأحتقان واعتبر ان بعد الطرفين عن التدين الصحيح وتزكية النفس ساهم فى زيادة التعصب وصعب التآلف فيما بيننا وهذا ما حدث من اتهام للأقباط بعمل السحر ونادى بتحقيق التعارف الحقيقى فيما بيننا للقضاء على التعصب والتطرف وحالة الغل كما دعا اصحاب الأديان الإبراهيمية للعمل معا من أجل محاربة العدو الأكبر الذى يشكل خطرا حقيقيا على البشرية وهو تيار اللادينية والإلحاد والانحلال الخلقى الذى بات يهدد عالمنا اليوم ولا يتحقق هذا الا بتعاون المسلمين والمسيحيين واليهود معا لمحاربة هذا الخطر واعتبر ان هذه هى المهمة الكبرى الآن