- طيب.. إذا كانت الحكاية مجرد شائعة.. فلماذا تركها الوزير تمرح فى الساحة لمدة أسبوعين حتى انفجر الغضب المكتوم فى الصدور.. وكأنها كانت بالونة اختبار لمعرفة ردود الأفعال.. وإذا كانت شائعة فأين الجهاز الإعلامى للوزير.. وماذا يفعل عبد الرحمن شاهين.. والذى لا نعرف . إن كان دكتورا أو إعلاميا ؟ - الشائعة كانت تؤكد أن هناك اتجاها لهدم مستشفى الأمراض العقلية وتحويل المرضى إلى مدينة بدر.. وإضافة مساحة المستشفى المقامة على 83 فدانا إلى أرض المعارض التى تسعى للتوسع.. وتعظيم سلام لوزير الثقافة الذى وضع يده على المستشفى كمبنى أثرى لا يجوز هدمه أو تغيير معالمه.. - وزمان كانت المعارض الصناعية الزراعية تقام فى أرض المعارض بالجزيرة.. بجوار النادى الأهلى.. تحديدا فى الموقع الذى تشغله دار الأوبرا الآن.. وقد حضرت شخصيا المعرض الصناعى الزراعى الدولى الذى أقيم هناك سنة 1962،وأذكر التاريخ تحديدا، لأن الدولة أصدرت عملة تذكارية بفئة القرشين لهذه المناسبة.. أحتفظ بها إلى الآن وعلى استعداد لبيعها لأعلى سعر والوسطاء يمتنعون.. - أقول إن أرض المعارض كانت فى منطقة الجزيرة.. ثم رأت الدولة المكان محدودا ومكتظا ومحاصرا بالمواصلات.. فقامت بنقله إلى موقعه العالى على مشارف الصحراء.. فى آخر العباسية وأول مصر الجديدة.. وأقول قولى هذا لأدلل على أن أرض المعارض العالمية ليست أثرية وقد تعودت النقل، فلماذا لا ننقلها من موقعها الحالى والمزدحم.. لماذا لا ننقلها إلى مدينة بدر أو زيد أو عبيد.. بدلا من تلك الخطة الجهنمية التى تحاول نقل مستشفى الأمراض النفسية من العباسية إلى ما وراء الصحراء ؟! وزمان فى عهد الباشوات والإقطاع.. قامت المؤسسات الأهلية بالتعاون مع الدولة ببناء قصر العينى وجامعة القاهرة ومستشفى العباسية وحدائق الحيوان والأندلس والأسماك والأورمان وغيرها.. - الآن لا يفكر البهوات من الأغنياء الجدد فى تكرار ما فعله أجدادنا منذ مائة سنة.. هم لا يكلفون خواطرهم ببناء حدائق أو معارض أو مناطق.. هم يكتفون بوضع اليد على ما هو قائم.. وخذ عندك ما حدث منذ أيام من الاستيلاء على مدارس النصر بالإسكندرية ذات الحدائق التى تبلغ 25 فدانا.. وقد حاولوا من قبل الاستيلاء على حديقة الحيوان بالجيزة.. لولا أن وزارة الثقافة تنبهت فأعلنت أن الحديقة تخضع لإشراف الوزارة على اعتبار أنها أنشئت عام ,1865 وبالتالى فهى حديقة تاريخية تتمتع بحماية الوزارة...! - بالطبع أنا أصدق الوزير حاتم الجبلى من أن محاولة الاستيلاء على المستشفى كانت مجرد شائعة.. لكنى لا أستبعد أبدا أن يكون لدى البعض مطامع خاصة فى العديد من الأبنية والحدائق كحديقة الأورمان مثلا.. أو مستشفى الأمراض العقلية.. وأقطع ذراعى أن الهبرة كبيرة.. وأرض المستشفى ليست مبانى فقط.. وهناك الحدائق والمتنزهات والميادين. والطرقات الكبيرة.. تقع كلها على مساحة 83 فدانا.. وهى ثروة وباب مقاولى الهدم والبناء الذين يسعون للاستيلاء على كل ما هو ملكية عامة.. يتصورون أن المجتمع لن يدافع عنها.. ؟ أما أرض المعارض التى تسعى للتوسع.. فيمكن نقلها إلى ما وراء الصحراء فى أية بقعة من بقاع المدن الجديدة.. وبهذا نضمن لها التوسع والانتشار.. - لا أخفى على القارئ قلقى البالغ.. وقد ترددت فى الأخبار السيارة أو فلنقل ترددت فى الشائعات خلال أسبوع واحد ثلاثة مواقع مرشحة للضياع.. مدارس النصر وحديقة الأورمان ومستشفى العباسية.. فهل هى مجرد مصادفة.. أما أنها أخبار تسربت من تحت الأبواب.. وإذا كانت الحكاية كلها شائعات.. فلماذا لا تخرج علينا الحكومة ببيان توضح فيه ما خفى من أمور للرأى العام.. أم أن الحكومة تقلد الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث الإعلامى لوزارة الصحة.. والذى لا هم له سوى الظهور التليفزيونى وتلميع سيادة الوزير..؟!