بعض الأحزاب تعاني من آثار ضربة الشمس.. فتلجأ إلي حكومة الظل مرة، وإلي «التجميد الإجباري» مرة.. بينما المعارضة مجتمعة عندما لم تعجبها مساحة الدور في دراما الواقع بدأت تفصل لنفسها سيناريو فيلم خيال علمي، وهدفها طموح: برلمان موازٍ.. وكل من شاهد حلقات Star Trek يعرف أن البرلمان الموازي يقع في الكون الموازي.. وإذا كان الاعتراف بالحق فضيلة فإن اختلاق الواقع حيلة.. ميكانيزم دفاعي محكم يلجأ له العقل الباطن الجمعي عندما يخلو المرمي من حارس والدكة من قائد، وهذا بديهي: عندما تأتي الهزائم علي التوالي يتم اللجوء للتوازي. البرلمان الموازي سيكون ذا وضع (ارتكازي).. سيراقب حكومة الظل كالصقر.. لا.. الصقر لا يري في الظل.. سيراقب حكومة الظل كالخفاش.. صحيح أننا لا نعرف حتي الآن من أين سيستمد هذا البرلمان سلطاته ومعها بابا غنوجه، لكن القواعد تتغير بسهولة جداً في سيناريوهات الأكوان الموازية، والطبيعة في الأبعاد الأخري ليست بتجبر الفيزياء الحقيقية. الطبخة الهوليوودية ينقصها عنصر مهم جداً نسيه الجميع، تحتاجه دائماً عندما تكون موازياً تراقب في الظل: شعب موازي.. علي المعارضة أن تبحث عن «ناس تانيين» لتكون معهم.. لن نسميه شعب «بشرطة» لأن هذه مسميات قديمة، بل الشعب V2.0 .. الأبجريد للشعب الحالي.. ولو سألته كيف ستنتخب النائب الموازي؟؟ سيجيبك: لا أعرف عنهم شيئاً.. وجدتهم أمامي بشكل (إعجازي). ربما لا يختلف الكون الموازي كثيراً هنا.. رئيس البرلمان الموازي أيضاً له وضع (انتهازي).. فمنذ عشرين عاماً وكلمة «موافقة» تجلجل تحت قبة البرلمان ببصمة الصوت التي تخص د.سرور.. ولو سألت أي خبير درامي لقال لك إن هذه حالة Type Casting تقضي علي مستقبل أي فنان.. لهذا فأمام الرئيس الموازي الحرية الكاملة في تقمص المدرسة التي يريد بها أداء دوره (المجازي).. لكن نصيحة مخلصة من كاتب ساخر: عليه أن يغير كلمة «موافقة» ليهرب من فخ التكرار، لأنه أكبر مداخل الكوميديا. ولو استمر كتاب الخيال العلمي في تجلياتهم، فإن كل عضو برلمان حقيقي سيكون له عضو آخر موازٍ.. مثل القرين يلتصق به ويراقبه في حركاته وسكناته، وإذا مرض أحدهما لا يعالج علي نفقة الدولة، بل علي نفقة الآخر.. وجوده الطفيلي قد يدفع العائل الحقيقي إلي العمل بحماس تحت الأضواء، ونفقاته تأتي من سهم «الموازية قلوبهم».. المعارضة لديها نقص في الإمكانات وفائض في الخيال.. الأفضل بدلاً من التفتيش عن كواكب أخري عليهم التركيز في دراما الواقع ، بداية من Big Brother الذي يعرف كل شيء ولا يمكن خداعه، ومروراً ب the amazing race الذي خسروه في هذه الجولة، وانتهاء ب Survivor الذي لا يتقنون أدواته. سأشاهد حلقات البرلمان الموازي بشغف، وكلي فضول لأن أعرف: هل سيصل البطل إلي بوابة الأبعاد في الوقت المناسب، أم سيسبقه الكائن خماسي الأبعاد كوزموكان؟