حمدي حسن هو نائب من أصحاب المهمات الخاصة جدا، صاحب الحقيبة السوداء التي جعلته متعدد المواهب تحت القبة والتي تحتوي علي أوشحة يقوم بتوزيعها علي زملائه من أعضاء المحظورة في جلسات إقرار قانون الطوارئ، أو الوقوف علي أسوار البرلمان في أحضان الفضائيات في تظاهرات، وبالطبع لم تخلُ الحقيبة أيضا من كمامات أنفلونزا الخنازير لكونه طبيب أنف وأذن وحنجرة. إنه النائب الإخواني حمدي حسن الذي كان يشغل منصب المسئول الإعلامي لكتلة ال 88 تحت القبة، وما سبق كانت مهام النائب كما لقنتها له جماعته وكانت كلها سببا لسقوطه بشكل درامي ومروع بدائرة مينا البصل بالإسكندرية. حمدي حسن كانت له أدوار محددة، وهي إمداد مواقع الإخوان بما يحدث من فعاليات بمجلس الشعب، فهو النائب الذي تحول إلي إعلامي محظور، يقوم بتصوير زملائه النواب عند استجواب الحكومة، مجهزا نفسه بكل تقنيات الصحفي من لاب توب وكاميرات ديجيتال ووصلات USB وأجهزة صوت، رغم أن هذا في الأساس يعتبر مخالفا للوائح المجلس. صورة النائب المخزية التي جاء بها حمدي حسن الذي سقط في دائرته بعد 10 سنوات تحت القبة من خلال دورتين من 2000 حتي ,2010 كان لها صور كثيرة، فهو المنسق داخل الكتلة الإخوانية لتجهيز الوقفات والمظاهرات التي كانت جدولا يوميا علي سور البرلمان لتجميع النواب لإثبات موقف.. إثبات المواقف هنا يتعلق بأمور خارجية تخدم قوي سياسية خارجية لإحراج الدولة المصرية، فهم من وقفوا ينددون بموقف الحكومة عندما اقتحمت ميليشيات حماس الحدود المصرية وقتلوا ضابط حرس الحدود، وهم من أقاموا مؤتمرات تطالب بعودة العلاقات مع طهران، وهم أيضا من هربوا من المجلس عندما وقف البرلمان أغلبية ومعارضة ضد تنظيم حزب الله الذي كان يستهدف أعمالا إرهابية في مصر فغابوا جميعا حتي لا ينتقدوا أحد حلفائهم. سقوط حمدي حسن في دائرته كان دراميا، فلقد سقط علي يد مرشح الحزب الوطني عبدالحميد علام هذا المرشح الذي أسقط حسن من بدايات فرز الصناديق علي مرأي ومسمع النائب المحظور ومندوبيه الذين انسحبوا من الصندوق 130 من أصل 220 صندوقا.. هذا السقوط له قضية تورط فيها حمدي حسن وهي الاستيلاء علي شقة شاب وتحويلها لمكتب خدمات لأهالي الدائرة. هذه القضية كانت أمام مواطني مينا البصل وتابعها الجميع، مما كان لها أبلغ الأثر في كشف القناع الديني عن وجهه، هذا الشاب الذي لجأ لعبدالحليم علام الذي يعمل محاميا لتقديم بلاغ ضد حمدي حسن بعد أن طرد الشاب من الشقة وتشاجر معه وقال له: روح ارفع قضية! وهنا كان الأمر متناقضا لهذا النائب المتحدث باسم الدين الذي يستولي علي شقق الشباب لتكون مقرا انتخابيا له هو وزميله حسين إبراهيم ليعلق عليها لافتة «نحمل الخير لمصر»، الغريب أن شكوي الشاب وصلت إلي مكتب الإرشاد الذي كون لجنة لدراسة الموضوع وكانت المأساة هي توصية اللجنة بأن الشقة للمنفعة العامة ولا ضرر مما قام به النائب! مما استفز الأهالي الذين تحولوا مع مرشح الحزب بعد أن انكشف وجه الجماعة القبيح، خاصة بعد أساليب الترهيب في الدعاية بطرق الأبواب علي الأهالي في المنازل بعد الثانية فجرا. لم يكن سقوط حمدي حسن علي يد الوطني فقط، بل كان من بعض قيادات الإخوان في الإسكندرية، وعلي رأسهم عضو الجماعة خالد داود الذي دشن حملة شرسة في الأوساط الإخوانية بعد المصادمات التي حدثت بينه وبين حمدي حسن علي خلفية المشاركة في الانتخابات.