نصر علام في 3 سنوات فقط تغير مجري حياة الأستاذ الجامعي د.«محمد نصر الدين علام» الذي عمل رئيسا لقسم الري والهيدروليكا بهندسة القاهرة لمدة 7 سنوات، وجاء به نشاطه العلمي المكثف واستراتيجياته في الإدارة الرشيدة لمصادر المياه، وتطوير نظم الري إلي الكرسي الوزاري، إلا أن الحقيبة الوزارية كانت القدم الأولي له في السياسة. كان كل همه في البداية النجاح في إدارة شئون وزارته.. انخرط بقوة بين المزارعين بجولاته في المحافظات ..مؤتمراته الجماهيرية بالأقاليم كان الهدف منها أن يذهب إلي المزارعين في نهايات الترع يسمع شكواهم ويحل مشاكلهم.. ربما هذا الدور الذي جاءه بغتة أكسبه شعبية كبيرة فأصبح استقباله في جولاته بالصعيد بالطبل والمزمار، وتزامن ذلك مع ضغوط عائلته الصعيدية للترشح لانتخابات مجلس الشعب.. الوزير تردد في البداية لنقص خبرته في إدارة شئون البرامج الانتخابية، فكل ما كان يربطه بالحياة السياسية منذ تخرجه في كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 75 هو كونه عضوا في اللجنة المركزية للأمن الغذائي بالحزب الوطني. ورغم المعارضة الأسرية التي كانت تتزعمها زوجة الوزير السيدة «سمية» زميلة الدراسة التي رافقته رحلة عمره، واختارت أن تكون ربة منزل وأما لابنتيه «مريم» و«سارة» ونجله «عبدالله» آخر العنقود الذي سلك المجال الهندسي كأبيه.. إلا أن جدو «علام» الذي رزق بحفيده الأول «ياسين» منذ شهر من ابنته الكبري سارة، لم يتردد طويلا، ولبس الجلباب وسافر إلي الصعيد بعدما استعان بعدد من الأكاديميين زملائه لإعداد استراتيجية معركة انتخابات دائرة جهينة. المعركة لم تكن سهلة حتي لو كان المترشح وزيرا حاليا في الحكومة خصوصا أن خصمه «حمام عابدين الدقشيني» - النائب السابق عن الدائرة «وطني» - يلعب علي وتر أن «علام» ليس من أهل جهينة وأصوله الحقيقية من الفيوم والقليوبية بل لقبه بمرشح «الباراشوت». وفي اليوم التالي لإعلانه ترشيح نفسه كانت الدائرة تعج بلجان من الإسكان لحل مشاكل المياه والصرف الصحي، ومن النقل لحل مشاكل الطرق، ومن مجلس الشباب لإعادة تقييم النوادي ومراكز الشباب. أما القري المحيطة بمركز جهينة فتمكن الوزير من كسب ثقة الأهالي بها عن طريق تسيير قوافل طبية للكشف وتقديم الأدوية المجانية . ساهم تواصل الوزير مع الكنيسة في رفع أسهمه حتي أن عددا كبيرا من شباب الاقباط احتشدوا لمبايعته قبل أيام من فتح باب التصويت. حتي الأطفال كان لهم نصيب في حملته الدعائية للتأثير بهم علي الأهالي من خلال مسابقات مختلفة شاركت فيها جميع الأعمار وتم السحب العلني لها في مؤتمر جماهيري في عيد الفطر وتوزيع الجوائز. الوزير لاحقته الكثير من الشائعات فتارة يقولون إنه أمر بنقل «دهبية» نيلية إلي مجري النيل في دائرته لاستخدامها مقرا انتخابيا، وأخري باستغلاله أموال وزارته في تنفيذ برنامج خدمات جهينة، إلا أنه لم يلتفت ونفذ برنامجه الانتخابي كما هو مقرر. «علام» الذي جاء انتزع المقعد البرلماني علي مقعد فئات جهينة باكتساح بجملة أصوات بلغت 53 ألف صوت مقابل 12 ألف صوت فقط لمنافسه «حمام عابدين».