كتب : سعد فتحى رزق «الإسلام هو الحل» شعار تعلنه جماعة الإخوان المسلمون ، وهو شعار فارغ من المضمون ، خاصة أنهم يقدمون الحل دون أن يصفوا لنا ما هى طبيعة المشكلة (!!) ولكن الشعار إن أخذ على عاهنه، فلابد أن ينخدع به الكثيرون ، خاصة لوجود كلمة الإسلام داخله، والتى تحمل معانى شديدة الأثر فى وجداننا. ولكن ما يجب أن نتوقف عنده ليس كلمة الإسلام،بل كلمة «الحل»، خاصة أن من البديهى ألا يقدم الحل إلا بعد وصف المشكلة، ونحن نسأل هنا: ما هى المشكلة التى أوجد لها الإخوان حلا؟ هل يقصدون أن الإسلام هو حل، لمشاكل اقتصادية «مثلا» أم هو حل لمشاكل سياسية أو اجتماعية؟. إن المحظورة لم تصف المشكلة على أى مما ذكرنا.. وإلا لتقدموا بورقة عمل، أو دراسة أو برنامج يصفون فيه المشكلة ومن ثم يتقدمون بالحل «!»، لكن المسألة فى طرح «الإسلام كحل» دون وصف المشكلة، تتلخص فى وصفهم للمجتمع كله بالخارجين عن الدين «حكومة وشعبا»، وهو ما تصرح به الجماعة من خلال أبرز واضعى المناهج الإخوانية بل أبرز المنظرين والمؤسسين لطاغوطية الحاكم، هم «حسن البنا» وسيد قطب وعبد القادر عودة» الذين صاغوا «مانافيستو» الحكم باسم الدين أو «الحاكمية لله»، فيقول سيد قطب واصفا مسألة الداء فى المجتمعات الإسلامية «إن المسألة فى حقيقتها مسألة كفر وإيمان، مسألة شرك وتوحيد، مسألة جاهلية وإسلام.. إن الناس ليسوا مسلمين كما يدعون وهم يحيون حياة الجاهلية ليس هذا إسلاما وليس هؤلاء مسلمين» هذا هو التشخيص الإخوانى لداء المجتمع، فهم يرون أن الناس ليسوا مسلمين بل هم مشركون ويجب أن «تقوم الدعوة لترد هؤلاء الجاهلين إلى الإسلام وتجعل منهم مسلمين من جديد» ص 158 من كتاب «معالم فى الطريق»، والمقصود بالدعوة هنا كما أوضح قطب هو «دعوتهم» هم والتى قال عنها حسن البنا «أمر المسلمين أن يعمموا الدعوة بين الناس.. فإن أبوا وتمردوا فبالسيف والسنان» مجموعة الرسائل ص 35 . هنا نرى كيف يبدأ تأسيس المنهج الإخوانى التنظيرى ، وهو ما أسموه «بالقاعدة النظرية» والتى يتبين بها من هم المسلمون ومن هم المشركون كما أوضحوا ، فيقول سيد قطب عن القاعدة النظرية : «والقاعدة النظرية التى يقوم عليها الإسلام.. قاعدة «شهادة لا إله إلا الله» أى إفراد الله سبحانه بالألوهية.. والسلطان والحاكمية.. والتى يقوم عليها اعتبار قائلها مسلما أو غير مسلم» وهنا بدأ قطب باجترار وجلب أحد مناهج الخوارج لتكفير الحاكم، لتحتل المحظورة مكانها ضمن «الخوارج» التكفيريين بحسب ما أكده زعيم التيار الحالى للإخوان سيد قطب، حيث يؤكد أيضا وصفه لمشكلة هذا العصر بأن كل من يرضى أو يقبل بحكم البشر.. يصبح من المشركين الذين ينتزعون حق الله فى الحاكمية، إذ يقول «إن الشرك بالله يتحقق بمجرد إعطاء حق التشريع لغير الله من عباده» سيد قطب فى ظلال القرآن الجزء السابع ص 939. إذا «القاعدة النظرية» عند الإخوان تقوم على «شهادة لا إله إلا الله» وهى عندهم.. لا تعنى نزاهة الله عن الشرك، بل تعنى «الحاكمية لله» أى من يقول «لا إله إلا الله» ويقصد بها التوحيد فقط فهو غير مسلم ويعيش فى الجاهلية، لأن «القاعدة» الإخوانية تؤكد على أن شهادة التوحيد يتوجب على قائلها أن يعنى بها الحاكمية لله ورفض حكم البشر، وهذه «القاعدة» هى مؤشر قياس إخوانى يحدد من هو المسلم ومن هو المشرك، كما أوضح قطب، وبما أننا «فى نظرهم» ننطق الشهادة بقصد التوحيد وعدم الشرك فقط ودون الإقرار ضمنا بتكفير الحاكم، فبالضرورة سيوضح مؤشر قياسهم أننا مشركون كوننا لا نقر بمعنى الحاكمية فى الشهادة«!!» «هذه هى المشكلة» وعندما تكون المشكلة هى الشرك، فبالضرورة سيكون «الإسلام هو الحل»، وهنا نسيت أو تناست الجماعة أن الحل لمشكلة الجاهلية قد سلمه جبريل من أكثر من 1400 سنة. وأن وصف المشكلة «الجاهلية» كان وصفا إلهيا، وبالتالى جاء الحل إلهيا إذا فالإسلام كان هو الحل السماوى لمشكلة الجاهلية . أما وإن تدعى الجماعة المحظورة أنها تقدم حلول السماء مرة أخرى وتمارس رفع الشعار الذى «يرد الجاهلين إلى الإسلام ويجعل منهم مسلمين من جديد» كما قال واضعو الحل. فهو حل مرفوض ولن يقبله أحد. إن حلا كالذى تدعيه المحظورة الآن فى حملتها، والذى يظنون أن من شأنه أن يجلب لهم حاكمية الله كما يدعون، ما هو إلا انتقائية بلغت حد «الخبل» انظر كيف حولوا شهادة التوحيد إلى عبارة من يقولها يصبح من المشركين«!!»، ثم بمن ترى سيحكم الله عباده؟ بالإخوان المكفرين؟ أم لأنهم كما يظنون أنهم فقط الإخوان وأنهم فقط المسلمون«؟!!». إن هذا المنهج التكفيرى هو الذى أفرز كل جماعات الإرهاب. ف«القاعدة» الإخوانية هى التى تخرج منها أيمن الظواهرى التلميذ النجيب فى المدرسة القطبية الإخوانية» ليؤسس مع بن لادن تنظيم نفس القاعدة» معتمدا على منهج القاعدة الإخوانية، ليمتد الخط التنظيرى الإخوانى على استقامته، فيتحقق فى أفغانستان، لنرى أول ثمار المنهج الإخوانى فى طالبان، وهو ما أتى بالمنطقة إلى خسائر وهزائم لم نكن لنراها لو لم تخرج علينا حلول هى فى الحقيقة - سببا لكل المشاكل، فهل يعقل قبول حل يقوم على تكفير المجتمعات؟ كالذى يدعونه فى أقوالهم «ليس على وجه الأرض مجتمع قد قرر فعلا تحكيم شريعة الله وحدها، ورفض كل شريعة سواها» هل نقبل منهم دعوتهم القائمة على أننا مشركون كما يعلنون «يجب أن ندعوهم أولا إلى اعتناق العقيدة؟ حتى لو كانوا يدعون أنفسهم مسلمين، وتشهد لهم شهادات الميلاد بأنهم مسلمون، «يجب أن يعلموا أن الإسلام هو... رد الحاكمية لله فى أمرهم كله، وطرد المعتدين على سلطان الله بادعاء هذا الحق لأنفسهم» ص35 من كتاب معالم فى الطريق، فالمحظورة تصر على أن المشكلة هى شرك وجاهلية المجتمع، ومع ذلك يطلبون من «المشركين» أن يصوتوا لهم فى الانتخابات وتحت شعار يكفر من ذهب إلى انتخابهم «!!!». يفعلون ذلك دون خجل أو استحياء . لقد وصل الخلل الإخوانى إلى حد التطاول على المصريين الذين لم يسلموا من إهانتهم مرة «بالطظ فى مصر» ومرة بتصريح مرشدهم السابق مهدى عاكف حين قال ليس لدينا إلا الجزمة للمعارضين مرة بقبولهم حكم الماليزى المسلم لمصر التى يدعون على شعبها الشرك والجاهلية كما كتب الزعيم التنظيرى سيد قطب وكما يدعون فى مبادرة الإصلاح التى قدموا ورقتها فى 2004 جاء فيها بالنص «فإن لنا مهمة محددة للإصلاح.. وذلك من خلال تكوين الفرد المسلم والبيت المسلم والحكومة المسلمة، والدولة التى تقود الدول الإسلامية» فهم يرون أن الفرد والبيت والحكومة والدولة ينبغى إعادة تكوينها «تكوينا إسلاميا». إن المحظورة فى حالة ارتباك معرفى وصل إلى حد السذاجة - وإلا فكيف يليق خطابهم هذا مع مصر والمصريين.. مصر التى بها أكبر مؤسسة إسلامية فى العالم «الأزهر الشريف» ودستورها يقر بأن «الإسلام دين الدولة، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى فى التشريع» وبه مؤمنون موحدون يقولون «لا إله إلا الله» تنزيها عن الشرك به سبحانه . وندرس الدين فى مناهجنا التعليمية بناء على نص دستورى فى المادة «19»، فنحن مسلمون ومسيحيون، صاغوا «قاعدة المواطنة والإخاء» رغم الادعاءات الكاذبة للتكفيريين، إننا نرفض القاعدة الإخوانية والقاعدة الأفغانية التى خرجت من منهجكم، كما نرفض شعاركم الذى تبطنون فيه تكفيرا للناس، فلماذا لا تمارسون الشفافية وتعلنون القصد الحقيقى من وراء استخدامكم للشعار ليصبح أكثر دلالة على ما تقصدون، فيكون «القاعدة هى الحل»، وهو أكثر دقة ودلالة لمنهجكم، حتى نرد عليكم أيضا بوضوح ونقول إن «الإسلام الإخوانى هو المشكلة». نقولها واضحة: كفاكم إرهاب وتكفير واتركونا نعمل على إصلاحها لنعيد بناء ما هدمتموه، فمصر لها أبناؤها الشرعيون الذين يحبونها «وطنا»، كما أن بها أبناء عقوق عكفوا بشكل بديع على خرابها.