في الوقت الذي ترتب فيه القاهرة لجولة ثانية من الحوار بين شريكي الحكم في السودان، بعد النجاح النسبي للجولة الأولي التي انتهت مؤخرا، وقع العديد من الأزمات الصعبة جدا في هذا الملف الساخن الذي لا يمر يوم إلا ويحدث فيه شيء، وآخرها الجدل الذي اشتعل خلال الساعات الأخيرة بين الخرطوم وجوبا حول تأجيل الاستفتاء الذي يحدد مصير الجنوب والمقرر له 9 يناير المقبل، بسبب ما أسماه الحزب الحاكم السوداني عقبات كبيرة، وأكدت مفوضية الاستفتاء أن هناك موانع حقيقية أمام إجرائه في الموعد المحدد مسبقا له. ومن جانبه قال الحزب الحاكم الرئيسي في جنوب السودان أول أمس الخميس: إن الاستفتاء لن يتم ما لم تنته أزمته داخل اللجنة المنظمة خلال أسابيع. وقال أيضا باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان: إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم لم يجعل من الوحدة شيئا جذابا بالنسبة لسكان الجنوب، وقال أموم: «من الواضح أن لجنة الاستفتاء وصلت إلي طريق مسدود في عملية اختيار الأمين العام. واللجنة الآن مصابة بالشلل»، وأضاف أموم: «إذا لم تتمكن اللجنة خلال الأسبوعين المقبلين من حل كل القضايا التي تواجهها الآن فإن الاستفتاء سيغتال». وقال إنه يخشي أن يكون أعضاء اللجنة يتلكأون لإعاقة الاستفتاء. وقال أموم إن رأي سكان الجنوب في الاستفتاء سيكون في صالح الانفصال. وأضاف: «إنه مازال من الممكن إجراء الاستفتاء في موعده بدعم من الأممالمتحدة، إلا أن أي تأجيل أو تعطيل فإن برلمان جنوب السودان سيقرر الطرق التي يمكن أن يمارس بها الجنوبيون حقهم في تقرير المصير». وأردف: «إن إحد تلك الطرق قد تكون تولي برلمان جنوب السودان الإشراف علي عملية تنظيم الاستفتاء بشكل كامل دون الشمال إذا جاءت عملية الإعاقة من الشمال». وقال الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم أنه لا يجب أن تكون هناك عودة للحرب في السودان سواء أفرزت نتيجة الاستفتاء علي تقرير مصير الجنوب المقرر إجراؤه يوم 9 يناير 2011 وحدة أو انفصالا. وحذر أموم من أي تفكير في العودة للحرب، مشيرا إلي أن نحو 5 ملايين مواطن سوداني راحوا ضحايا للحروب خلال الخمسين عاما الأخيرة في السودان. وقال إنه لابد من التعامل مع الوضع بنوع من الاعتدال في الخيارين «الوحدة أو الانفصال»، ولا يجب أبدا أن يكون هناك تخوين أو إرهاب لأنصار أي من الخيارين. فيما كشف إيزكيل لول جاتكوث رئيس بعثة حكومة جنوب السودان في واشنطن، إن الدولة الجديدة المرتقب الإعلان عنها، ستقيم علاقات مع إسرائيل، ورسم جاتكوث مستقبل هذه الدولة. وعبّر جاتكوث في حوار له مع موقع «تقرير واشنطن» الإلكتروني، عن ثقته بأن سكان الجنوب سيصوّتون بنسبة 98% لصالح الانفصال. وأضاف أن فكرة «السودان الموحد انتهت بالنسبة للحركة الشعبية». إلي ذلك ذكر التقرير أن الدولة الجديدة سيكون لها عَلَمها وجيشها وعملتها الخاصة وسفارات بالخارج، إضَافَةً إلي اسم جديد يتم التباحث حوله الآن.