البعض تصور أن المعتصمين الذين أصروا علي الوقوف أمام البرلمان حتي خلال أيام الإجازة القصيرة التي تجاوزت العشرين يوما، يستعينون بمكاتب دعايا وإعلان أو نشطاء ليبدعوا لهم تقاليع مظاهراتهم التي يجذبون بها كاميرات المصورين وعدسات الفضائيات، لكننا عندما سألناهم أكدوا لنا أنه كما يقال الحاجة أم الاختراع، وآخرون قالوا لنا إننا بنقعد مع بعض في نهاية كل يوم ونتفق علي حاجة جديدة نعملها بكرة وبنصرف عليها من جيبنا والله، ورفضوا ما يتردد حول أن هناك قوي معينة تحركهم وتمولهم، وقالوا لنا ياريت كل ده يجي بفايدة! وقائمة تقاليع الاعتصامات أمام البرلمان اتسعت هذه المرة لتصل إلي خلع كامل للملابس والتظاهر وهم شبه عرايا، وآخرون وهم يرتدون ملابس الإعدام وأبناؤهم، ووصل الأمر إلي أن حالوا قطع الطريق في تصعيد جديد كاد أن ينتهي باشتباكات مع تعطيل جزئي للسير في شارع مجلس الشعب، مع محاولة إزعاج أو تعطيل اجتماعات مجلس الوزراء بطرق الحواجز الأمنية بالحجارة والأخشاب وتطور الأمر إلي استخدام الشواكيش، دون أي تدخل من الأمن المحيط بالمكان. ومع استمرار التصعيد الدعائي والصوتي والسياسي، تحولت النعوش المتحركة إلي مقابر علي الأرض والأكفان شكائر بلاستيكية، وكان أبطال هذا المشهد عمال أموينستو الذين تزاحم عليهم مصورو الفضائيات والوكالات العالمية، واكتمل المشهد بقراءة الفاتحة والتصفير حتي بدأت تنطلق التصريحات من داخل مجلس الوزراء حول ظاهرة اعتصامات ومظاهرات رصيف البرلمان وتقاليعها والتي بدأت بأكل الفسيخ والرنجة في الشارع يوم شم النسيم والفقراء أكلوا البطاطس المسلوقة، وحتي لبس الخيش وتسلق الشجر علي طريقة «ملواني» مدرسة المشاغبين، الذي رحل عنا هذا الأسبوع.