قال إنه يمكن أن يتخلص من ART كلها لأسباب أخلاقية: وصايا الشيخ «صالح» فى الإعلام «الصالح»و«الطالح»
يوم الأربعاء الماضى ظهر الشيخ «صالح كامل» على شاشة الmbc التى كانت فى يوم من الأيام بذرة لمشروعه الإعلامى الضخم الذى كونه على مدى سنوات طويلة.. ظهور الشيخ من خلال برنامج «نقطة تحول» لا يمكننا اعتباره ظهوراً عادياً أو تقليدياً سواء من حيث ملابسات الظهور أو من حيث النتائج التى ترتبت على ظهوره من خلال تصريحاته الكثيرة التى أطلقها والتى كانت صادمة للكثير منا. ظهور «صالح كامل» مرتبط بأكثر من ملف ساخن وحيوى سواء كنا نتحدث عن نيته لبيع المكتبة الفيلمية الضخمة التى مازالت بحوزة شبكة راديو وتليفزيون العرب، تلك المكتبة التى تضم ثروتنا السينمائية وتراثنا الإبداعى، أو سواء كنا نتحدث عن صفقة بيع الباقة الرياضية إلى الجزيرة التى انتهى منها فى نهاية العام الماضى.الحوار الذى استمر أكثر من ساعتين دليل دامغ على أن الشيخ «صالح كامل» لديه خطة حقيقية لترك مجال العمل الإعلامى ومشاريعه لأبنائه كى يتولوا هم قيادتها ولكن المفارقة أنه راح يبحث عن تبريرات لخطته هذه تأخذ طابعا دينيا وأخلاقيا. تجربة أخلاقية ما قاله الشيخ «صالح كامل» لم يكن صادماً فقط بل حمل معانى كفيلة بهدم التجربة الإعلامية التى نجح فى بنائها من خلال شبكة قنوات الart، ما قاله كفيل بأن يزيد مخاوفنا وتخوفاتنا على مصير أفلامنا التى مازال يحتفظ بها . يمكننا أن نبدأ من نهاية الحديث وبالتحديد، عندما سأل الإعلامى «سعود الدوسرى» مقدم برنامج «نقطة تحول» الشيخ صالح كامل عن تقييمه الآن لتجربته فى مجال الإعلام. كان من المنطقى أن يتحدث «الشيخ صالح» بتوسع عن «شبكة راديو وتليفزيون العرب» ولكنه لم يفعل واكتفى بفقرات قصيرة تناولت نقاطًا هامة للغاية. منها أنه أسسها «بهدف الإصلاح ومن أجل الوقوف فى وجه المحطات الأجنبية». الشيخ صالح قدم تبريرات مختلفة لإقدامه على بيع عديد من القنوات.. تبريرات ربما ليست حقيقية ولكنها مناسبة للإطار الدينى والأخلاقى الذى وضعه هو وباقى تصريحاته فيه منذ بداية الحلقة حتى نهايتها.. فقال مثلاً أنه أغلق «المنوعات» عندما وجد نفسه محاصراً بكم هائل من القنوات الفضائية العربية التى تتحدث عن السحر والشعوذة، أو تلك التى تشجع العرى وأشياء ليست لائقة لا يجوز للجمهور أن يشاهدها ولذا وجد أن القناة بسبب تمسكها بقيم أخلاقية ما، لن يمكنها مجاراة الموضة. ضد المشروع الصادم هو ما ذكره عن سبب إغلاق قناة «الموسيقى» حيث قال: «لقد تخلصت منها لأنه إذا كانت لديك رغبة فى الإصلاح عليك أن تتحرك، أما إذا اكتفيت بالرغبة ولم تكن لديك قدرة على التحرك أو وجدت نفسك عاجزاً إذا لن تنجح». المعنى واضح.. فجأة وجد الشيخ صالح أن قناة «الموسيقى» تتعارض مع مشروعه الإصلاحى. من المنطقى هنا أن يسأله «سعود» عن موقفه من القنوات التى مازال يحتفظ بها وبالتحديد قنوات «الأفلام»، وهو ما حدث بالفعل وهنا أيضاً لم يختلف رأى الشيخ صالح كثيراً، بل أكد على فخره واعتزازه بأنه يملك المحطة العربية الوحيدة التى تمارس رقابة صارمة وشديدة على الأفلام التى تعرضها»، «نحن لسنا مثل القنوات التى تفخر بأنها بلا مقص». ثم قال الشيخ صالح بوضوح «إذا وجدت أن مشروعى الإصلاحى من خلال هذه القنوات غير مجد لن أتمسك بها، وإذا لم أستطع الإصلاح لن أستمر فى هذا المجال والله غفور رحيم». الشيخ صالح أبدى استياءه من المستوى الذى وصلت إليه الفضائيات التى تبث أشياءً لا ترضى الله، أشياء تجعله يشعر بأن ما يحدث أمامه «دعارة على الهواء». الغريب أن «الشيخ صالح» لم يتطرق إلى صفقة بيع الباقة الرياضية ولم يذكر حتى أنه باعها لأنها كانت صفقة بلا شك رابحة أضافت إلى رصيده ما يقرب من «23 مليار ريال سعودى».. وإنما اكتفى بالإشارة إلى أن السبب الذى دفعه إلى بيعها هو منافسة القنوات الحكومية له على تورتة المباريات حيث شعر بأن السياسة هى التى تتكلم وبأنه لم يعد هناك مجال للقطاع الخاص على الساحة، وبالتالى أراح نفسه وتخلص من شبكة القنوات الرياضية. ذكريات إصلاحية الشيخ صالح قال بالنص «كنت أجد أن كل السيناريوهات والأعمال التى تعرض على الشاشات مليئة بقصص الحب وبمشاهده، ودائماً البطل لديه وقت لكى يحب ولكنك لا تجد مثلاً مشهدًا به صلاة.. هذا دفعنى لتأسيس الشركة العربية للإنتاج الإعلامى، وبدأنا خطة الإنتاج محاولين الإصلاح قدر استطاعتنا»! لم ينس الشيخ أن يروى قصة مثيرة للغاية فى دلالاتها حيث تحدث عن كيف كان يحرص على اقتحام أوساط النجوم والحديث معهم عن أفكاره ومفاهيمه التى يريد بثها من خلال إنتاجاته.. المهم أنه حكى كيف أن النجم الراحل «فريد شوقى» ذكر فى التليفزيون المصرى قبل وفاته أن الشيخ صالح من أكثر الأشخاص الذين أثروا فيه والسبب هو تلك الجلسة التى جمعت بينهما والتى قال فيها لفريد شوقى «أنت نجم كبير ومشهور لماذا نراك فى مشهد ما عندما تشعر بالضيق تخرج علبة السجائر وتلتهم ما بها من سجائر؟ ألا تدرك أنك بذلك تشجع الشباب على ممارسات سيئة؟ لماذا لا تقول بدلاً من شرب السجائر «لا حول ولا قوة إلا بالله»؟ أما عن الجملة التى أنهى بها «الشيخ صالح» حديثه عن تجربته الإعلامية فمليئة بكم من الألغام وحده يملك القدرة على فك شفراتها حيث قال: «أتمنى أن ينجح القطاع الخاص الصالح فى غلبة القطاع الخاص الطالح».