100 فى أمريكا و50 فى كندا و20 فى أوروبا و9 فى وكالة الطاقة الدولية مجال الهندسة النووية والطاقة الذرية من أكثر المجالات التى نبغ فيها العلماء المصريون على الرغم من وجود قسم واحد للهندسة النووية بجامعة الإسكندرية يواجه الطلاب فيه صعوبات بالغة من حيث التجهيزات والدعم المادى، إلا أن نبوغ عدد من العلماء المصريين فى هذا المجال فى الخارج ووصولهم إلى أعلى المراتب سواء فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمثال د. على الصعيدى وزير الكهرباء السابق الذى شغل منصب رئيس قسم التعاون الفنى أو د. يسرى أبوشادى كبير المفتشين السابق ورئيس قسم الضمانات أو على المستوى التعليمى فى الجامعات الخارجية أمثال الدكتور ممدوح شكرى الذى يشغل حاليا منصب رئيس جامعة يورك بكندا أو العاملين فى مجال بناء وتصميم المفاعلات النووية مثل الدكتور يوسف فرويلا صاحب إحدى الشركات الاستشارية فى بناء المحطات النووية فى الولاياتالمتحدة. كل هذه النماذج والأسماء دفعتنا للبحث عن آخرين فى محاولة لإبرازهم والاستفادة منهم، وكان من الطبيعى أن نتوجه إلى جهتين فقط على اعتبار أنهما الجهتان الوحيدتان اللتان يفترض أن يكون لديهما حصر دقيق وبيانات كافية حول عدد هؤلاء العلماء فى هذا المجال باعتبارهم ثروة قومية ينبغى الحفاظ عليها، لكن للأسف عندما توجهنا إلى هاتين الجهتين وهما هيئة الطاقة الذرية وأكاديمية البحث العلمى كانت النتائج مخيبة للآمال لأن هيئة الطاقة الذرية ليس عندها أى فكرة عن عدد هؤلاء العلماء ولا أماكن وجودهم، أما أكاديمية البحث العلمى فكشفت أن عدد العلماء المصريين الموجودين فى الخارج فى هذا المجال 30 عالما، وتعاملت مع أسمائهم أو بياناتهم كسر حربى لا يجوز إفشاؤه على الرغم من أنها نشرت أسماء عدد منهم فى أحد الكتب التى تصدرها! لكن المفاجأة هى أننا حصلنا على خريطة العلماء المصريين فى مجال الطاقة الذرية، التى تؤكد وجود 180 عالما مصريا فى المجال النووى يعيشون خارج مصر، حيث يعيش فى الولاياتالمتحدة وحدها ما يقرب من 100 و50 فى كندا و20 آخرون موزعون بين دول أوروبا وبعض الدول العربية، بالإضافة إلى 9 علماء يمثلون مصر فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. سوف نشير هنا إلى أسماء العلماء المصريين الذين ورد ذكرهم فى أحد الكتب الصادرة عن أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا عن طريق مشاركتهم فى مشروع نقل المعرفة والخبرة عن طريق المواطنين المغتربين وهم: الدكتور محمد الوكيل رئيس قسم الهندسة النووية بجامعة وسكونسن الأمريكية، والدكتور ممدوح شكرى رئيس جامعة يورك الكندية، والدكتور ممدوح محمد الشنوانى خبير الطاقة الذرية فى إحدى الهيئات البريطانية، والدكتور محمد شفيق الجنك رئيس قسم الهندسة النووية والكيمائية والميكانيكية بجامعة نيومكسيكو بالولاياتالمتحدة، والدكتور على مرتضى أحد أكبر القيادات بهيئة الطاقة الذرية بكندا، بالإضافة إلى د. يحيى عبدالحميد برادة، ود. فكرى كامل جرس، ود. طارق صالح عبدالعزيز، ود. محمد سمير ياسين، ود. محمد عبدالرحيم عثمان، ود. صلاح حسنين، حيث أكدت أكاديمية البحث العلمى أنها استطاعت التواصل مع هؤلاء العلماء ومشاركتهم فى مشروعات استشارية وتدريبية لبعض الهيئات مثل هيئة الطاقة الذرية وجهاز الأمان النووى وهيئة المحطات النووية. 11 عالما مصريا من 180 عالما آخرين فى مجال الطاقة النووية هو ما استطاعت أكاديمية البحث العلمى التواصل معهم من خلال مشروع «توكتن» أو نقل المعرفة والخبرة عن طريق المواطنين المغتربين الذى ترعاه الأممالمتحدة خلال 30 عاما هى فترة عمل هذا المشروع الذى تم إنشاؤه والعمل فيه منذ عام ,1980 ونحن هنا سوف نقدم لهم خدمة للتعرف على أبرز علماء مصر فى هذا المجال والذين حققوا ثورة علمية حقيقية فى المجالات النووية فى الدول التى يعملون بها، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةوكندا ولأن المجال لن يتسع هنا لذكر بيانات ال 180 عالما الذين يعملون فى هذا المجال خارج مصر فسوف نكتفى بذكر أبرز هؤلاء العلماء. ففى الولاياتالمتحدة يوجد ما يقرب من 100 عالم مصرى معظمهم يعمل فى مجال التدريس فى الجامعات الأمريكية أمثال: - د. محمد صوان الأول على دفعة الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية عام ,1967 وهو أحد العلماء القلائل فى مجال طاقة الاندماج النووى ويشغل حاليا منصب رئيس قسم الهندسة النووية بجامعة وسكونسن ماديسون بالولاياتالمتحدة. - د. يسرى عزمى رئيس قسم الهندسة النووية بجامعة نورث كارولينا. - د. عنتر العزب أستاذ الهندسة النووية بجامعة فلوريدا. - د. هانى عبدالخالق أستاذ الهندسة النووية بجامعة نورث كارولينا. - د. ليلى الجبالى زوجة د. محمد صوان وتعمل فى جامعة وسكونسن فى نفس المجال. - د. نصر غنيم جامعة كاليفورنيا وهو أستاذ مثالورجيا المواد النووية. - د. أحمد حسنين جامعة تورديو. - د. مجيد الكاظمى الرئيس السابق لقسم الهندسة النووية بجامعة MIT. - د. محمد عبدالعزيز عبده مركز العلوم والتكنولوجيا الاندماجية جامعة كاليفورنيا. - د. محمود زكى يوسف حصل على درجة سينيور فى الهندسة النووية بجامعة كاليفورنيا. - د. عبدالحميد مظهر أستاذ الطاقة الذرية جامعة تسكانيكتس - الباما. - د. محمد يسرى جوهر الأستاذ فى مجال حسابات المفاعلات. - د. مجدى راغب بجامعة إربانا، بالإضافة إلى بعض العلماء الذين يعملون فى شركات بناء وتصميم المفاعلات أمثال: - د. محمد شاهين بشركة إنتل لتصميم المفاعلات. - د. محمد الصاوى فى إحدى المؤسسات الأمريكية للطاقة الذرية. - د. عمرو سعد جلال الذى يعمل فى معمل أرجون ناشونال بالولاياتالمتحدة. - د. يوسف فرويلا صاحب شركة فرويلا بالولاياتالمتحدة للاستشارات فى مجال المحطات النووية. - د. عبداللطيف ياقوت مهندس بمعمل أرجون. - د. مكارم حسين بشركة إنتل. أما فى كندا فيوجد ما يقرب من 50 عالما مصريا يعملون فى مجالات الطاقة النووية، ومعظمهم يشغل مناصب مهمة سواء على المستوى الحكومى أو التعليمى أو فى الشركات الخاصة التى تعمل فى إنشاء وتصميم المفاعلات الذرية أمثال: - د. حسنى يونس الذى عمل فى أهم شركة كندية لتصميم المفاعلات وهى شركة أنتاريو هيدرو. - د. عصام أبوحسين أستاذ الطاقة الذرية بجامعة نيوبرانسيوتس. - د. هشام حسنين بشركة أميك بتورنتو بكندا. - د. مراد الجمل بجامعة ماكجيل. - د. على مرتضى الذى وصل إلى أعلى المناصب فى هيئة الطاقة الذرية الكندية. - د. وائل بدوى بجامعة كالجارى. - د. حسن حمزة مدير مركز تكنولوجيا الطاقة بكندا. - د. سمير زيادة رئيس قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة ماكماستر. أما على مستوى الدول العربية فيوجد عدد ليس بالقليل ومنهم د. صلاح محمد على بجامعة الملك عبدالعزيز بالسعودية، وكذلك د. مصطفى الصايغ الذى يوجد أيضا بالسعودية. د. يوسف عبدالمنعم شتيلا بالإمارات. د. كريم الدين الأدهم مستشار قطر فى شئون الطاقة الذرية. أما باقى ال180 فيوجد منهم عدد قليل موزع على دول أوروبا واليابان مثل الدكتورة زهيرة الدرينى التى تعمل فى إحدى المؤسسات الاستراتيجية فى بريطانيا والدكتور هانى النقراشى الذى يقيم فى ألمانيا ود. هشام رمضان الذى يعمل بشركة متسوبيشى اليابانية التى تعمل فى مجال إنشاء المفاعلات. يمثل مصر فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية 9 علماء مصريون وهم الدكتور عادل طلبة والدكتورة راندا حجى والدكتور إبراهيم العسيرى والدكتور سمير موسى ود. أمجد شكر ود. أحمد عبدالحليم والمهندس أشرف أبوشادى ود. أحمد أبوزهرة الذى توفاه الله منذ أيام قليلة، بالإضافة إلى بعض العلماء الذين انتهت فترة عملهم بالوكالة مثل د.على الصعيدى ود. يسرى أبوشادى ود. محمد نصر السيد ود. عبدالرءوف بزان الذى عاد إلى مصر فى ,2002 ويقود حاليا عدة مشروعات مهمة فى مجال طاقة الرياح، هذا بالإضافة إلى 25 خريجا مصريا فى مجالات الهندسة النووية يقومون حاليا بإعداد رسائل الدكتوراه فى الخارج منهم 11 تابعون لقسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية الآن، وبعد أن تأكدنا أن العلماء المصريين فى هذا المجال تفوقوا على أقرانهم من باقى الجنسيات حتى أنهم يقودون بعلمهم وخبراتهم تطوير صناعة الطاقة النووية فى دول المهجر التى وفرت لهم ما عجزت بلدهم عن توفيره من إمكانات ومناخ مناسب لتطوير أبحاثهم. لا يمكن أن نقبل أن نستعين بخبرات أجنبية فى مشروع بناء المحطات النووية خاصة أن هؤلاء العلماء على أتم استعداد للعودة والمشاركة فى أى مشروع وطنى ولا يحتاجون سوى توجيه الدعوة فقط! إن الحرب التى تشنها بعض المؤسسات المصرية ضد علمائنا فى الخارج بجانب مشاكل البحث العلمى فى مصر هى السبب فى قطع الصلة بين هؤلاء العلماء وبين وطنهم وعدم معرفة الناس بهم وهو ما يفسر التراجع المؤسف لمركز مصر فى مجال البحث العلمى حتى تقدمت علينا بعض الدول العربية، حيث تراجعت مصر إلى المركز 135 عالميا فى عام 2007م بعدما كانت تحتل المركز 114 فى عام 2000 فى الوقت الذى تحتل فيه دولة الإمارات المركز ال 65 بين دول العالم، ولعل ذلك ما يفسر أيضا اختفاء الجامعات المصرية من قائمة أفضل 500 جامعة على مستوى العالم. ورغم الكفاءات النادرة والمتميزة التى تتمتع بها مصر فى كثير من المجالات، والدليل على ذلك هو تميز هؤلاء العلماء المصريين فى الخارج رغم حصولهم على شهادة التخرج فى الجامعات المصرية، فإن الدولة لا تحاول الاستفادة منهم فى نقل العلوم الحديثة والتطور الذى برعوا فيه فى الخارج إلى داخل مصر مثلما فعلت دول أخرى مثل الصين والهند وغيرهما.؟