فى مقابل التدهور الكبير الذى تعيشه صناعة الغزل والنسيج فى مصر، تتزايد أهمية هذه الصناعة فى الخارج بقيادة الصين والهند واليابان، وحتى السودان التى تظهر فى الصورة من بعيد، والغريب أن مئات المسلمين فى الهند يسيطرون على الصناعة فى مدينتى بهيواندى وماليجاون بولاية مهاراشترا غرب الهند، والذين لا يستخدمون سوى مناديل بدائية تعمل بالكهرباء اخترعها البريطانى إدموند كاترايت عام 1785. وما لا يعرفه البعض أن هناك وزارة للغزل والنسيج فى الهند، وتفيد تقاريرها أنه يوجد فى «بهيواندى» ما لا يقل عن 5 ملايين منوال من هذا النوع، فى حين يوجد بماليجاون - التى كانت تعرف يوما ب «مانشيستر» ولاية مهاراشترا - نحو 125 ألف منوال، وتمثل المدينتان مجتمعتين 32% من إجمالى 4,19 مليون منوال كهربائى بدائى فى الهند، وأبرز المشاكل التى تكتنف هذه الصناعة بالمدينتين هى حاجة هؤلاء العمال إلى المواد الخام التى تأتى من أماكن متفرقة من جميع أنحاء البلاد مترامية الأطراف. وكان مركز دبى قد أعلن عن توسيع أعماله فى تجارة القطن العالمية عن طريق استكمال بيع 750 طنا مترى من القطن العضوى الهندى إلى ماليزيا حتى ,2010 فى خطوة تهدف إلى إضافة قيمة إلى سلسلة التوريد فى هذه الأسواق المتخصصة، وتعد هذه الشحنة أول مبادرة من قبل المركز لتسهيل تجارة القطن الهندى الذى يشكل قطاع تصدير مزدهرا وذا ميزة تنافسية عالية. وركزت هذه المبادرات على تزويد القطن من الولاياتالمتحدة والبرازيل وغرب أفريقيا، فضلا عن القطن الهندى، وتعزيز ميناء «جبل على» فى دبى كمركز محورى دولى لتجارة القطن. 55 سلالة وفى الصين، طور العلماء 55 سلالة قطن جديدة معدلة وراثيا أدت إلى عوائد اقتصادية تقدر ب 1,2 مليار دولار أمريكى. وطبقا لوزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية، فإن السلالات الجديدة تتميز بسمات مثل مقاومتها للدودة والأعشاب الضارة والآفات وكثرة محصولها، وأصبح القطن أكثر المنتجات الزراعية المعدلة وراثيا التى تزرعها الصين، منذ أن بدأ إنتاجه فى .1998 ويلقى القطن الصينى الطبيعى رواجا فى جنوب آسيا، حيث وقعت عقودا تقدر قيمتها ب 26 مليون دولار لشركتين بالهند وباكستان، وتشكل صادرات الصين إلى دول جنوب آسيا ثلث إجمالى الصادرات، وقد أبدت دول مثل الولاياتالمتحدة وسريلانكا والسويد اهتماماتها بقطن شين جيانغ الملون، ولكن الأزمة المالية أجبرتها على أن تغير أساليب الإنتاج. فيما تحولت اليابان لأكبر قلعة لصناعة الأقمشة نتاج أبحاث علمية بعد إعادة التنظيم والهيكلة. ثورة القطن العضوى وفى نطاق التطوير العالمى لهذه الصناعة العملاقة يشهد العالم ثورة علمية للإعداد لبدائل القطن، ومنه «القطن العضوى» الذى يلقى تزايدا مستمرا ، وأصبح إدخال الألياف العضوية فى خطوط الإنتاج القاعدة وليس الاستثناء، ففى ,2009 تخطت سوق المنسوجات العضوية حاجز ال 5 مليارات دولار أمريكى، وتتصارع عليها الدول العظمى، ويعود هذا النمو الهائل إلى عدة أسباب فى مقدمتها التفكير الإبداعى من قبل العلامات التجارية والمصنعين فى الآثار الاجتماعية والبيئية لمنتجاتهم، وزيادة وعى المستهلك حول قضايا الاستدامة، كما أن اعتماد الألياف العضوية من قبل العديد من العلامات التجارية الكبيرة قد لعب دورا رئيسيا فى توافر المنتجات العضوية فى السوق. وتعد «ألياف الكربون» من أبرز بدائل القطن عالية الجودة التى وصلت الآن إلى مستوى الاستهلاك التجارى، وهذه المواد تتحمل درجات حرارة عالية وتتمتع بمتانة ذاتية مرتفعة وصلابة. وهى تصنع بتفكيك ألياف أكريليك معدلة من النوع الذى يستخدم عادة فى صناعة البلوزات والجوارب، ويمكن استخدامها فى عدة أنواع من المنتجات، وهناك أيضا ألياف «البولى إيثلين» فائقة المتانة أحد التطورات الحالية التى اخترعها ألبيت بينينغز فى مناجم الدولة الهولندية. وهى تنتج الآن تجاريا من قبل شركة «ألايد سنجال» فى الولاياتالمتحدة وباسم تجارى هو «سبيكترا 900» منذ سنوات.