أنا فخور بيكي.. وبشجاعتك! بهذه الكلمات حيا الرئيس مبارك أمل صلاح قديس بنت قرية بهجورة مركز نجع حمادي بقنا بعد حديثها المرتجل عن تجربتها في العمل السياسي.. أبهرت جميع الحاضرين بلغتها البسيطة وقدرتها الفائقة علي توصيل وجهة نظرها فتضمنت كلمتها رسائل عديدة وجهتها لجميع طوائف الشعب.. لم تخجل من تعليمها المتوسط بل تشرفت بأنها من أهل قرية بهجورة التي انتخبت من خلال جمعيتها الخيرية الإسلامية للدخول لانتخابات الحزب! بدأت أمل حديثها معنا بأنها شعرت بحنية الأب ودفئه الذي فقدته، عندما اقتربت من الرئيس مبارك حيث حكت لنا: كنت خائفة من هذا اللقاء وأنا امرأة عادية من قرية فقيرة، كل حلمها أن تنار بالكهرباء بدلاً من الكشافات وأن يتم إدخال الصرف الصحي بها وتستطرد أمل قائلة: أنا من مواليد 1967 تخرجت في مدرسة الثانوية التجارية بنات بنجع حمادي وحصلت علي دبلوم التجارة، وبعد تخرجي مباشرة تزوجت من عادل تناغوويسا الذي تعرفت عليه من خلال ترددي علي جمعية الرجاء والمحبة الخيرية حيث كنت أقوم بمساعدة أهل القرية، وبعدت سنوات عن العمل حتي كبر أولادي مايكل ومينا والتحق أحدهما بكلية التجارة جامعة قنا والآخر بكلية هندسة الشروق جامعة القاهرة كان والدي مدير عام تعليم الكبار في قنا، وهو الذي دفعني للالتحاق بمشروع محو الأمية فنجحت خلال 3 سنوات أن أعلم حوالي 3000 سيدة حيث كان يومياً يأتي إلي ما بين 10 و 15 سيدة في مدرسة الاتحاد والمنيرة الابتدائية، لم أجد صعوبة في إقناعهن فلقد دخلت كل بيت وكنت بقولهم لو رحت مشوار معين لازم تعرف ترجع أو لو مضيت علي شيك لازم تعرف رقمه، وهكذا عشت حلمهم لحظة بلحظة حتي قدرت أعلم جزء كبير منهم وبعدها التحقت بالشئون الاجتماعية والمعاشات لكي أستطيع القيام بدور أكبر في مساعدة أهل قريتي وخدمتهم وأثناء عملي أقنعني زوجي وأهل دائرتي بالترشيح في الانتخابات ثم رجعوا في كلامهم وقالوا لي تترشحي إزاي وأنت مسيحية مش هينتخبوكي، وعشان أثبتلهم إن مافيش فرق بيننا اترشحت في الجمعية الخيرية الإسلامية ودخلت لجنة الانتخابات وأخذت أعلي الأصوات من المسلمين والمسيحيين، وتستطرد قائلة: الناس فاكرة إن المسيحيين مضطهدين إحنا واخدين كل حقوقنا ومافيش فتنة طائفية عندنا في بهجورة وكل اللي بيقولوه عشان عايزين يولعوها نار. وأضافت تأخرت كوتة المرأة في البرلمان كثيرا فالرجالة في الصعيد نظراتهم اختلفت للمرأة، والست مش دورها بس تقعد في البيت عشان تربي العيال، ولكن دورها التثقيف السياسي والاجتماعي أكبر في المجتمع وأشارت إلي أن الأحزاب السياسية ليس لها وجود في بهجورة فلم نسمع عن أي حزب سياسي غير الوطني الذي أصبح يتطور داخلياً منذ عام 2000، فبدأ الاهتمام بقريتنا بإدخال الكهرباء وحالياً يتم إنشاء محطة للصرف المغطي كما تم إدخال شبكة للتليفونات بعد أن كان تليفون العمدة هو الذي نعتمد عليه في حالة الطوارئ، وأنهت كلامها معنا بأنها تحلم بإنشاء مستشفي داخل القرية التي ظلت لسنوات محرومة من وجودها حتي إن أهلها يعالجون داخل وحدة بهجورة الصحية التي تفتقر لأي خدمات، وكذلك أن يتم بناء مدرسة ثانوي للبنات لأن مدرستهن تم هدمها ويدرسن حالياً مع الولاد في مدرسة داود تكلا الثانوية مضيفة إن أحلامي كثيرة ما تنتهيش أنا نفسي يتعين شبابنا ونعطيهم مساكن علشان يتجوزوا فيها بعد ارتفاع أسعار الشقق للإيجار إلي 500 جنيه في قرية بهجورة دي أحلام كبيرة بس أنا مش هيأس من تحقيقها والمشوار طويل لسة هنكمله طول مافيه أمل في الحياة لازم نكمل المشوار.