مهرجان الموسيقى العربية يشهد هذا العام أيضا ليس فقط المشاركة الأولى لإيمان البحر درويش فى فعالياته وإنما أيضا تكريمه كأحد الأصوات التى قدمت أعمالا غنائية راقية وجادة على مدى السنوات الماضية.. إيمان تحدث معنا عن معان أخرى للتكريم أبرزها أن يشعر كفنان برضائه عن اختلافه واحترامه لهذا الاختلاف. هذا العام أنت لا تشارك فقط فى المهرجان وإنما يتم تكريمك أيضا.. أليس كذلك؟ - الحمد لله أنهم كرمونى فى حياتى.. لأنى بدأت أشعر أن التكريمات لا يحصل عليها الفنان إلا بعد وفاته.. وعادة كان التكريم الذى أحصل عليه هو ذلك الذى يمنحنى إياه الجمهور فى الحفلات التى أقوم بإحيائها، ولكنك تشعر دائما أن هناك فجوة بين ما يحدث وبين ما يتم نقله للناس من خلال وسائل الإعلام.. حيث تسمع كلاما من نوعية أن الفن الذى أقدمه انقرض فى حين أن الجمهور يؤكد ما هو عكس ذلك. هل تعنى أن الاهتمام الإعلامى غالبا ما يذهب إلى من لا يستحق؟ - أنا أتصور أن الإعلام هو الذى لابد أن ينبه الناس إلى وجود الفن الجاد بدلا من أن يهتم ببعض الأصوات التى تقدم أشكالا غير جميلة ونماذج من الغناء لا ترقى إلى المستوى الذى ينبغى أن يصل إلى الناس. إن الفنان الذى يقدم على خطوة كهذه يقصر فى حق نفسه وفى حق اختياراته الغنائية.. وتفقده مصداقيته أيضا. رغم أنه سؤال تقليدى ولكن ماذا يعنى هذا التكريم لإيمان البحر درويش؟ - فى البداية دعنا نتفق على المعايير التى على أساسها يتم تكريم فنان بعينه.. أتصور أن التكريم يحصل عليه الفنان الذى قدم قيمة للناس، ولكن غالبا لا يشعر الجمهور بما قدمته وأحيانا أخرى يكون الإعلام مقصرا فى حق الفنانين الجادين. ما أريد أن أقوله هو أن تكريم الفن الجاد يجعل الفنانين يتسارعون من أجل تقديم شىء جاد ومختلف.. لأن قيمة الفنان أى فنان هى فى الجديد الذى يقدمه بكل ما تعنيه الكلمة من معان. هل صحيح أن الجمهور انصرف عن الفن الذى كان يقدمه إيمان البحر درويش؟ - هناك رد منطقى على هذه الأقاويل وهو أنى غبت عن الساحة لمدة 7 سنوات لم أقدم خلالها أى حفلات منذ 94 وحتى عام 2001 وعندما عدت كان قد تغير جيل كامل ومع ذلك عندما تشعر وكأنك لم تغب يوما واحدا وأن الناس تحبك كما أنت.. أتصور أن هذا دليل واضح على عدم صحة هذه الافتراضات التى ليست الأولى، فعندما ظهرت قالوا أنى أعتمد على كونى حفيدا لسيد درويش ،وخاصة أنى كنت حريصا وقتها على تقديم أغانيه.. خاصة أنها كانت تمنحنى تشكيلة متنوعة وصعبة من المواضيع والمشاعر، ومع ذلك أصررت على تقديم شىء مختلف، وبالفعل خرجت قول يا قلم إلى النور وحققت نجاحا كبيرا بين الناس رغم أنى كنت أراهن وقتها على أسماء جديدة فى التأليف والتلحين. يجب أن يقدم الفنان ما هو مختلف.. لذا تجدنى أختلف مع عمرو دياب مع احترامى الكامل له عندما قال قبل ذلك أنه يحاول تقديم الأشكال الموسيقية المنتشرة بين الشباب.. اختلافى معه لا يعنى أنه مخطئ ولكن كل فنان له أسلوبه وهويته الغنائية. أنا أرى أنه ليس من مصلحتى أن أقدم الشكل المنتشر بل أن أستخدم التطور الموجود فى العالم لأقدم شيئا جديدا لم يقدمه غيرى.. سأذكر لك مثالا بسيطا.. عندما أتعامل مع شاعر غنائى مثلا أتفق معه اتفاقا بسيطا.. إذا كان ينوى الكتابة فى موضوع من مواضيع الحب فعليه أن يبحث عن مفردات جديدة.. أو أن يعبر عن مشاعر لم يتم تناولها من قبل.. لأنه ببساطة يجب أن تكون قادرا كفنان على تقديم شىء مختلف. هل ينوى إيمان البحر العودة قريبا؟ - أحضر بالفعل لألبومى الجديد وهو من إنتاجى ولكنى لم أستقر بعد على جهة التوزيع، ومن المتوقع طرحه مع عيد الأضحى المبارك. هل تجد هناك تطويرا ما يحدث على الساحة الفنية الآن؟ - ما يحدث على الساحة الآن ليس تطويرا وإنما سرقة لأصوات وتوزيعات وموسيقى وألحان غربية. هل ترى من بين الأصوات التى ظهرت على الساحة بالتزامن مع ظهورك من استطاع تطوير نفسه بشكل صحى فنيا؟ - بصراحة شديدة الجميع يحاول التماشى مع ذوق الجيل الحالى.. هناك من نجح وهناك من فشل. من الذى نجح؟ - أتصور أن منير نجح فى ذلك واستطاع أن يكسب الجيل الجديد بأغانى مثل سو يا سو ونعناع الجنينة رغم اختلافهما عن منير الذى أعرفه.. أنا لست من أنصار هذا النوع من التطوير.. كل فنان يعبر عن جيله وليس مطلوبا من أى فنان أن يحب كل الناس ما يقدمه.