لم يكن المقصود من أحداث بورسعيد بأى حال من الأحوال تصفية حسابات مع لاعبى الأهلى وجمهوره وجهازه الفنى بقدر ما كان المقصود إحداث فوضى حقيقية فى البلاد فى إطار استغلال وجود عدد كبير من الجماهير لتحقيق الهدف المنشود ولإثبات عدم وجود أمن حقيقى بعد تحقيق عدة ضربات أمنية لعدد كبير من البلطجية فى مختلف محافظات مصر فى إطار سياسة أمنية جديدة وحكومة جديدة ومجلس شعب جديد، ولتحقيق هدف جديد بإلغاء مسابقة الدورى العام لترسيخ قاعدة الغياب الأمنى فى البلاد ليس فقط للرأى العام المصرى، وإنما أمام العالم كله، خاصة أن مباريات الدورى يتم بثها عن طريق القنوات الفضائية لمختلف دول العالم. ورغم حالة الغضب والسخط التى أصابت اتحاد الكرة والأندية خاصة الأهلى والزمالك وقرار اتحاد الكرة بتأجيل مسابقة الدورى لأجل غير مسمى، ورغم ما تردد وأعلن عن بعض الأندية بالانسحاب من مسابقة الدورى، وما شهدته الاجتماعات والمشاورات والمناقشات فى لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشعب والتى حضرها عماد البنان رئيس المجلس القومى للرياضة وسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة ووزير الداخلية، إلا أن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة الذى اتخذ قرارا فرديا بتأجيل المسابقة لأجل غير مسمى دون الرجوع لمجلس الإدارة، والذى كان يأمل أن يتيح للحكومة والدولة ولنفسه الفرصة لمناقشة كيفية الخروج من هذا المأزق وبضرورة استكمال الدورى بشتى الطرق، خاصة أنه يعلم جيدا أن قرارى إلغاء الدورى أو استكمال المسابقة لا يملكه وأنه ملك للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزارة الداخلية، خاصة أنه سبق أن تم إلغاء عقوبة إقامة المباريات بدون جمهور بتعليمات صريحة من وزارة الداخلية لإتاحة الفرصة لتهدئة الشارع المصرى وتم تعديل لائحة المسابقات لتتماشى مع الوضع الراهن الجديد. ورغم أن لجنة المسابقات باتحاد الكرة أبدت استياءها الشديد ليس فقط للأحداث التى شهدتها مباراة المصرى والأهلى، وإنما أيضا لقرار تأجيل المسابقة لأجل غير مسمى، خاصة أن هذا القرار وضع علامات استفهام كبيرة حول مصير الدورى نظرا لضيق الوقت لاستكمالها فى ظل مشاركة الأندية المصرية خاصة الأهلى والزمالك فى بطولتى الاتحاد الأفريقى، ومشاركة المنتخب الأوليمبى فى دورة الألعاب الأوليمبية بلندن التى تطلب إتاحة الفرصة لاستعداد المنتخب الأوليمبى، ولمبارياته الدولية الودية ومعسكر الإعداد الأخير قبل السفر إلى إنجلترا فى شهر يونيو المقبل، وإن كانت لجنة المسابقات ومجلس إدارة اتحاد الكرة قد وضعا فى اعتبارهما فى حال اتخاذ قرار إلغاء الدورى والاكتفاء بمشاركة بعض الأندية فى بطولات الاتحاد الأفريقى، إلا أن سمير زاهر وضع فى اعتباره أيضا خطورة اتخاذ قرار إلغاء الدورى خاصة أن هذا القرار يمثل كارثة مالية للجبلاية، نظرا للعقود التى تم إبرامها مع شركات الرعاية لمسابقات الاتحاد التى كان آخرها عقد شركة أديداس الذى تم توقيعه فى شرم الشيخ وحضر مراسم توقيع العقد ثلاثة من أعضاء المجلس الذين يمثلون جبهة المعارضة لسمير زاهر، بالإضافة إلى أن قرار إلغاء الدورى سيمثل أيضا ضربة قاصمة شديدة للعاملين فى اتحاد الكرة . القنوات الفضائية من مجلس إدارة الاتحاد والموظفين، ووصف البعض قرار إلغاء الدورى بأنه خراب بيت لأكثر من نصف مليون شخص فى هذا المجال، خاصة أن كرة القدم من وجهة نظرهم تعد بمثابة صناعة وليست هواية. وإذا كانت مسابقة الدورى تخفى فى إقامة مساوئ أنظمة كثيرة فى الدولة، فإن إلغاءها يعنى تحقيق مزيد من الفوضى فى البلاد، خاصة بعد أن أعلن الألتراس عدم مسئوليته عن أحداث مباراة المصرى وأن الأسلوب الذى استخدم فيها والأدوات التى استخدمها البلطجية فى عملية إرهاب وقتل الأبرياء من جماهير الأهلى، وأن وراء كل هذه الأحداث التى شهدتها مباراة المصرى والأهلى مؤامرة مدبرة مثل باقى المؤامرات التى شهدتها مصر منذ قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، خاصة أيضا أن هذه الأحداث تزامنت مع نفس يوم أحداث موقعة الجمل فى فبراير الماضى لتأكيد معنى محدد للثورة والثوار، وأن هذه الأحداث تساهم بشكل كبير فى تدمير الاقتصاد المصرى والاقتصاد الرياضى، خاصة أن إلغاء الدورى سوف يساهم فى غلق 005 ألف بيت مصرى يعملون فى مجال كرة القدم، بالإضافة إلى خسائر مالية أخرى تصل إلى أكثر من 005 مليون جنيه من جراء إلغاء تعاقدات اتحاد الكرة والأندية مع الشركات الراعية، بخلاف تشويه صورة مصر والأمن فى مصر أمام العالم وتدمير قطاع السياحة الذى كلما أفاق من كبوة تطيح به أخرى، خاصة أنه كان واضحا عملية التصفية الجسدية لمشجعى الأهلى فى استاد بورسعيد سواء بغلق أبواب الاستاد على المشجعين أو الغياب الأمنى الكامل فى التصدى لاعتداءات البلطجية على جماهير الأهلى، خاصة أن مباراة الأهلى والمصرى انتهت بفوز المصرى وليس بالتعادل أو الهزيمة، وهذا كله يعنى أن هذه الأحداث مدبرة والهدف منها إعلان الفوضى الحقيقية فى البلاد بتحد سافر لنظام الحكم الجديد فى مصر. ولهذا كله ورغم حالة الهياج الشعبى والغضب الجامح لجميع فئات الشعب وجماهير الكرة والاجتماعات والمناقشات وإعلان الحداد فى مصر، ورغم أن بعض الأصوات تطالب بضرورة إلغاء مسابقة الدورى إلا أن بعض المشاورات أيضا تسير فى اتجاه معاكس تماما فى الساعات الأخيرة، حيث تتجه النية لاستكمال الدورى فى إطار خطة أمنية جديدة تضمن سير المباريات فى أمان.