الزواج مسألة محورية في حياة كل الناس.. وهي تمر بأربع مراحل معروفة.. في البداية تتساءل: لماذا أتزوج؟.. وبعد أن تكبر تسأل: من أتزوج؟.. وبعدها ستقول: متي أتزوج؟.. حتي تصل بعدها للسؤال الهلوع: ألن أتزوج؟ ونصيحتي البسيطة لكل العزاب المحظوظين الذين لا يدركون مدي النعمة التي يتمرمغون فيها: إياكم والقفص. فالزواج هو اللحظة الحاسمة الوحيدة في حياة الإنسان الذي يملك فيها حق الاختيار.. فلا حرية في الميلاد ولا حرية في الموت، لكن في الزواج أنت الذي تضيع مستقبلك بقرار جنوني.. ولهذا فالدنيا كلها تضع أمامك كما مهولا من العراقيل التي قد تردعك عن هذه النهاية المروعة.. فقديما كانوا يقولون أن عش العصفورة يكفينا.. هذا الكلام لم يعد ينفع الآن إلا لو كان عش العصفورة هو اسم قرية سياحية جديدة في الساحل الشمالي.. بعد أيام الخطوبة الأولي ستكتشف أن أهم شخصية في الزواج ليس أنت ولا زوجة المستقبل ولا حماتك ولا المأذون، بل النقاش.. فأثناء تجهيز (عش العصفورة سابقا - بير المصاريف حاليا) ستدرك أن حماتك أكثر رفقا بك من النقاش.. وستندهش العروسة لأنك تقضي مع النجار وقتا أكثر مما تقضيه معها.. ساعتها ستعرف أن أحلامك الكيوبيدية القديمة عن رومانسية روميو وجولييت كانت بعيدة عن الواقع، إذ إن شكسبير غالبا تزوج في بيت أبيه.. وما بين اختيار المفارش وتجهيز بيت النور ستقضي ساعات عصيبة.. ونزولة السيراميك وحدها تحتاج إلي صلاة استخارة وخمسة أقراص من الأسبرين.. الزواج ليس رومانسية وتنهدات.. الزواج عملية بناء أسرة.. والذي أسماه بناء كان دقيقا جدا في اختيار اللفظ لأنك طوال الوقت تتعامل مع الجبس والأسمنت واللاكيه.. وأي ارتفاع في أسعار الحديد أو الأسمنت سينكد علي خطيبتك أكثر من لو كانت ضبطتك تجالس فتاة أخري في كازينو علي النيل.. وهكذا ستدرك أن (عش العصفورة) قد تحول إلي (قفص الكتكوت).. والكتكوت هو حضرتك طبعا وأنت تجاهد للتحول من رجل عاقل إلي رجل عائل.. وفي نهاية الطريق الطويل وأنت تتنفس بصعوبة بينما المقاول يستلم منك آخر قسط سيكون السؤال الخامس قد برز قي ذهنك: لماذا تزوجت؟