كتب - أحمد رجب الطيار ردا علي ما كتبه «مؤسس الحركة الوطنية لتنقية الثقافة الإسلامية» محمود مفتاح، في وصفه كتاب «الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع» في «حوار الأسبوع» ص 64 من العدد الصادر في 26 نوفمبر الماضي - بأنه «هزل وتناقض مع الأحكام العلمية، والذي لا يمكن أن ينتمي إلي أي فرع من فروع المعارف الإنسانية» «!» أولا: أصدقك القول - كما وصفت أنت ذاتك - بأنك خرجت علي النظام العام والآداب، لأن كتاب «الإقناع» لم يترك شاردة ولا واردة إلا أحصاها، لأن علم الفقه هو ما يُعرف به الحلال والحرام وغيرهما من الأخطاء.. فاجتهد الفقيه العلامة محمد الشربيني الخطيب، في شرح كتاب صاحب المتن، وهو اختصار لفقه الإمام الشافعي، كتبه العالم الجليل الفقيه شهاب الدين أحمد بن الحسين بن أحمد الأصفهاني، الشهير ب«أبي شجاع»، فأصاب من دون لغط أو إسفاف، فله أجران إن شاء الله. ثانيا: ما ذكرته من اجتهاد صاحب الكتاب وشرحه في نواقض الوضوء، وقوله: «أي شيء خرج من أحد السبيلين من قبل المتوضئ الحي الواضح ولو من مخرج الولد، أو أحد ذكرين يبول بهما، أو أحد فرجين تبول بأحدهما وتحيض بالآخر، فإن التي بالت بأحدهما أو حاضت به فقط فقد اختص الحكم به».. هذا الكلام واضح وصريح لمن يقرأ النص قراءة صحيحة، فلا حياء في الدين، لأن الحكم في المسائل الفقهية مبني إما علي معلومات الأطباء أو التجربة، والمذكور في النص الرجل أو الأنثي وليس الخنثي، لأن الخنثي نوع آخر غير المقصود في النص، والخنثي مرض يعرف علميا ب «الإنترسكس» وهو أربعة أنواع: 1- إنترسكس أنثوي «XX» وأعضاؤه التناسلية الخارجية ذكرية. 2- إنترسكس ذكري «XY» وأعضاؤه التناسلية الخارجية أنثوية. 3- إنترسكس حقيقي، له مبيض وخصية من الداخل، والخارجية ذكرية وأنثوية. 4- إنترسكس مركب، وهو يحتوي علي زيادة أو نقصان في عدد الكروموسومات «XXX46» أو «X46». وجميع هذه الحالات خارجة عما اختص به الحكم في المسألة السابقة، لأن المذكور به عضوان سواء كان ذكرا أو أنثي.. وهو عيب خلقي خلق به صاحبه علي هذه الحال، مثل من يولد وفي كف يده ستة أصابع وليس خمسا. أما عن بقية ما جاء به «مؤسس الحركة الوطنية لتنقية الثقافة الإسلامية»، متهكما مستهزئا بالعلم والعلماء وبما جاء في كتاب «الإقناع» عمن كان له عضوان متشابهان أحدهما أصيل والآخر احتياطي - أي زائد - أو مس البهيمة أو الطير فلا ينقض الوضوء قياسا علي عدم وجوب ستره وعدم تحريم النظر إليه.. فما العجب إذن من ذلك؟! وهل أخطأ الفقيه عندما رد المسألة التي سئل فيها عن ولوج حيوان قرد أو غيره في آدمي.. قال الفقيه: «فيه نظر موكول إلي رأي الفقيه».. كفاه علما، فمن قال لا أعلم فقد أفتي.. وهكذا في بقية ما جاء به، لأن شرحه يطول أكثر من كتاب وليس بعض الكلمات. ثالثا: من هو صاحب المهزلة، فقيه عالم أراد الله به خيرا ففقهه في الدين، لقول رسول الله - صلي الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين».. والأحاديث كثيرة.. أم صاحب «حركة وطنية» وليست «إسلامية» تريد الحركة تنقية الثقافة الإسلامية وليست الوطنية من العلم والعلماء أصحاب الاجتهادات السليمة الموفقة من عند الله سبحانه وتعالي؟! ومن الذي خرج عن النظام العام والآداب؟! لو كانت الحركة «وطنية» فليذهب مؤسسها إلي فروع أخري غير الدينية، مثل الرياضيات والتاريخ واللغة العربية وغيرها من العلوم المقررة علي أبنائنا في المدارس والجامعات، لعله يجد ضالته. كيف يكون الكتاب صادما يعطي انطباعا سيئا عن العلوم الإسلامية، وقد اختاره المجلس الأعلي للأزهر الشريف، وهو - كما ذكر مؤسس الحركة - يتكون من خيرة وأعظم العلماء الموجودين في مصر.. وكيف يتخرج في الأزهر طالب علم لا يدرس كتابا به ما يرد به علي المسائل الفقهية، إلا إذا أراد أصحاب دعوة هدم العلوم الإسلامية بالحذف أو التنقية - كما يقولون ! - والجواب في قول الله تعالي: «قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون» «الزمر - 9». وكنت أرجو من مؤسس الحركة أن يبحث عن العلم بالسؤال عما لا يعلم، قال تعالي: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون» «النحل - 43 ، الأنبياء - 7»، لكي لا يكون ممن قال تعالي فيهم: «قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا» «الكهف - 104 ,103». وختاما: كما جاء في آخر الجزء الأول من كتاب «الإقناع»: «وهذا المؤلَّف لابد أن يقع لأحد رجلين إما عالم محب منصف فيشهد لي بالخير ويعذرني فيما عسي يجده من العثار الذي هو لازم الإكثار، وإما جاهل مبغض متعسف فلا اعتبار بوعوعته ولا اعتداد بوسوسته ومثله لا يعبأ بموافقته ولا مخالفته وإنما الاعتبار بذي النظرة الذي يعطي كل ذي حق حقه».