نداءات استمرت لأكثر من 9 أشهر بتطبيق العزل السياسي للأعضاء الذين كانوا ينتمون للحزب الوطني السابق بعد أن قامت ثورة 25 يناير علي ظلمهم واستبدادهم لكن هذه النداءات لم تجد ترجمة علي أرض الواقع إلا قبل إجراء الانتخابات بأيام.هذا التباطؤ في تطبيق العزل جعل الناشطين في الإعلام والفيس بوك يوجهون حملات منظمة لتعريف المواطنين بمن هم الفلول وتوعيتهم بضرورة استبعادهم صناديق الانتخابات تطبيقا لمبدأ العزل الذاتي وليس العزل القانوني، وكان من غير المتوقع أن يستجيب لها المواطنون، خاصة أن فلول الوطني ينتمون لعائلات ويعتمدون علي قبلياتهم وتاريخهم فجاءت نتائج انتخابات المرحلة الأولي لأول تجربة ديمقراطية بعد ثورة يناير باستبعادهم من صناديق الانتخابات. صلاح حسب الله، وكيل مؤسسي حزب المواطن المصري، أكد أنهم شاركوا في المرحلة الأولي من الانتخابات ب 16 مرشحا من خلال 7 قوائم نجح منهم مرشح في البحر الأحمر، وهو ما اعتبره نجاحا للحزب في ظل وجود 50 حزبا متنافسة. وأضاف أن هذه الانتخابات قامت علي أساس ديني وليس علي أساس سياسي وأن المرحلتين الثانية والثالثة ستكون نسبة نجاح الحزب فيهما أكبر معتبرا أن الناجحين في الأحزاب غير الإسلامية مثل الوفد والكتلة كانوا ينتمون للحزب الوطني. وألمح إلي أن هناك حملة ضد الحزب لأنه يضم عدداً لايتجاوز 10% من أعضاء الوطني ومع ذلك فإن أغلب الذين تم ترشيحهم لم ينضموا إلي الحزب وهو ما كان له تأثير سلبي في الانتخابات والتصويت لصالح مرشحي الحزب. ومن حزب المواطن المصري إلي حزب مصر التنمية، قالت د.يمن الحماقي، وكيل المؤسسين، أن الحزب شارك في الانتخابات لكنه لم يحالفه الحظ في هذه المرحلة. واستطردت أن هناك حربا شعواء علي كل من كان ينتمي إلي الحزب الوطني وهناك جهد غير مبرر يبذل لتشويه الجميع رغم أن هناك الصالحين والكفاءات ممن كانوا ينتمون للحزب الوطني السابق. وأكدت أنه لو وضعت أسس محددة بعد الثورة تعرف كل من كان فاسدا سواء من أعضاء الحزب الوطني أو غيره لما وقع هذا الخلط معتبرة أن تأخير صدور قانون العزل السياسي أضر بشرفاء الوطني أكثر مما أفادهم. وأوضحت أن الأسباب التي تؤدي إلي فشل أعضاء الحزب الوطني السابق هي أن المنافسة في هذه الانتخابات منافسة حقيقية ومن كانوا ينجحون في الانتخابات السابقة نتيجة أسباب ملتوية وعن طريق التزوير مع ضرورة أن نضع في الحسبان أن الحزب الوطني كان يحصل علي الأغلبية عندما كان ينافس نفسه أما الآن فهناك عدد كبير من الأحزاب في ظل مواجهة عادلة وكره شديد لأعضاء الوطني فأي مقعد يتم الحصول عليه فهو إنجاز لهم. وأكدت «يمن» علي أن هذه (الهوجة) ضد من يطلق عليهم أحزاب فلول الوطني سوف تنتهي بانتهاء الانتخابات البرلمانية فإذا أردنا نجاح الثورة يجب تطبيق التعريف الحقيقي للإمام محمد الشعراوي للثائر الحق وعدم إقصاء من يسمون بالفلول من الحياة.
معتز محمد محمود، وكيل مؤسسي حزب الحرية، قال إن الحزب حصد مقعداً في الأقصر ودخل جولة إعادة علي آخر في نفس الدائرة من خلال 8 قوائم شارك فيها في المرحلة الأولي ونجح له مرشح آخر في الفيوم. وقال معتز إن تشابه اسم الحزب مع حزب الحرية والعدالة كان له تأثير سلبي كبير مشيرا إلي أنه تقدم بطعن في البحر الأحمر لأنه من المرجح أن تكون أصوات حزب الحرية في قوائم البحر الأحمر ذهبت لقوائم الحرية والعدالة. وأكد معتز أن أعضاء الحزب الوطني سيدخلون البرلمان بصفة جديدة فبدلاً من الحزب الوطني سيدخلون باسم الوفد أو اسم الكتلة. واعتبر معتز ما حققه حزبه نجاحا معقولا لأنه سيكون له ممثلون في البرلمان فلو أصبح عدد المقاعد التي حصل عليها خلال الثلاث جولات تصل نسبته إلي 2% من المقاعد مؤكدا أن تصنيفه حزب الحرية يأتي ضمن أقوي خمسة أحزاب بعد الثورة في ظل حصوله علي 130 ألف صوت في المرحلة الأولي.
ومن جانبه، يقول عبدالغفار شكر - أحد مؤسسي حزب التحالف الاشتراكي - إن فلول الحزب الوطني قد فشلوا في المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية نتيجة الوضع الجديد للدوائر الفردية. مشيراً إلي أن غالبية الفلول ينتمون إلي عائلات ثرية في الريف، فمع الانتخابات في الفترات الماضية كانوا يحصدون أكبر قدر من الأصوات لنفوذ عائلاتهم، ولكن الوضع الجديد للدوائر الفردية نجح في تشتيت هذه الأصوات. ويضيف أنه علي سبيل المثال في محافظة الدقهلية كانت هناك أسماء تنجح في كل مرة يتم إجراء الانتخابات فيها، ولكن الترتيب المنظم للإخوان وتواجد عضو منهم علي الأقل في كل دائرة ساهم في نجاحهم وفقاً للمؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات. ويضيف شكر أن الشارع المصري لم يعد أكثر وعياً في التعامل مع الانتخابات البرلمانية، ولكن «الموضة» هي التي أثرت علي اختيار الشارع. ويؤكد د. عبدالغفار أن السبب الرئيسي في فشل الفلول هو الوضع الجديد للانتخابات وليس وعي المواطن بضرورة إسقاط الفلول.
بينما يقول د. قدري حفني أستاذ علم النفس السياسي - إن فشل فلول الحزب الوطني في الانتخابات البرلمانية أمر طبيعي لأنهم ينتمون إلي النظام السابق الذي مارس فساداً كبيراً في الحياة السياسية في مصر. ويضيف أن الإعلام المصري خلال الفترة الحالية بات ضد المواطن المصري لأنه يمارس التخويف من الانتخابات البرلمانية والحروب المنتظرة بين المرشحين وهو ما لم يحدث علي أرض الواقع، فالإعلام بات ضد مصلحة المواطن. وعن ممارسة الناخبين للعزل السياسي مباشرة أكد أن مؤشرات الانتخابات الأولية دليل علي أن المواطنين نجحوا في ممارسة العزل من المنبع. ويضيف أنه لابد من الانتظار لحين إعلان نتائج الانتخابات كاملة لتقييم الأداء الانتخابي والعملية الانتخابية بأكملها. ويوضح د. حفني أن المواطن المصري أصبح الآن أكثر قدرة علي التعامل مع الوضع السياسي واختيار المرشح الذي يمثله بشكل صحيح.