تترقب جماهير الزمالك الثلاثاء المقبل حكم القضاء الحاسم في عودة مجلس الإدارة المنتخب بعد تنازل مرتضي منصور عن قضيته الشهيرة ضد مجلس «عباس» التي استمرت أكثر من عام ما بين التأجيل ورد المحكمة لإسدال الستار وإعادة الاستقرار المفقود للبيت الأبيض باعتبار أن «عباس» هو طوق النجاة لأزمات الزمالك المالية التي أنهكت المجلس المعين حتي أطلق حملته بالتبرع لإنقاذ النادي. طريق «عباس» في حالة عودته لن يكون مفروشا بالورود في ظل أزمات الزمالك التي لا تنتهي من مشكلات إدارية «ساذجة» إلي فنية تخص فريق الكرة الأول الذي يواصل بجدارة إهدار كل الفرص الممكنة وغير الممكنة لتحقيق إنجاز أو بطولة تحسب له وفي طريقه أيضا إلي محو الصورة الأسطورية للمدير الفني الحالي حسن شحاتة التائه ما بين النجوم المتمردين والأسماء الفاشلة التي لن تقدم جديدا بعد أن أدمنت التمرد والعصيان والابتزاز. «عباس» أيضا تضع الجماهير آمالا عريضة عليه لوضع النهاية السعيدة لاحتفالية مئوية النادي بعد المراسم العبثية التي نفذها المجلس المعين والتي لم ترض غرور عشاق النادي.. أمام «ممدوح عباس» فرصة ذهبية لترجمة عشقه الصوفي للزمالك إلي واقع، هذا الواقع ليس فقط مجرد إشباع نهم المتمردين الباحثين عن «أموال» و«مستحقات» مدمني الأخذ بدون عطاء في مقدمتهم «زكي» الذي أصاب جماهير الزمالك بصدمة، و«حازم» المستفز والمحير، أولها إطلاق قناة الزمالك الفضائية التي تنتظرها جماهيره الغفيرة ولن ترضي عنها بديلا قبل نهاية العام، والبحث عن فريق عالمي لوضع النهاية اللائقة للمئوية الحزينة في حجم ريال مدريد أو إيه سي ميلان أو مانشيستر يونايتد، إلي جانب إحياء ألبوم «المئوية» الذي أطلقه مطرب الثورة عزيز الشافعي ولم يحظ بالدعاية أو المساندة من إدارة النادي رغم أنه كان البصمة الوحيدة في احتفالات المئوية والتي حفظت ماء وجه السادة المعينين. الصفقات الشتوية إحدي الأوراق التي يراهن بها مجلس عباس وتنتظرها الجماهير للقضاء نهائيا علي النماذج الفاشلة والأسماء المتمردة في الفريق، وتتلخص في لاعبين أو ثلاثة، أحدهم أفريقي سوبر في مركز الوسط المدافع ومساك إلي جانب بديل قوي لعبدالواحد السيد في حراسة المرمي لأن قائمة الفريق تضم عددا كبيرا من المواهب التي لم تحصل علي فرصتها إلي جانب الناشئين الجدد الذين أضافهم المعلم مؤخرا. تأديب وتهذيب اللاعبين «عمرو زكي» الذي يحركه وكيله نادر شوقي علي بوصلة الأموال دائما و«حازم إمام» ووالده «المتفرغ» للجلوس مع متآمرين لوضع خطط التمرد علي النادي في الكافيهات والقنوات الفضائية بعد التهليل الإعلامي بمستحقاتهما من أهم الاختبارات التي يواجهها «عباس» وإن إرضاءهما ماديا لن يرضي جماهير الزمالك التي ذاقت طعم المر من سلوكياتهما بسبب التدليل الزائد وعدم تحمل المسئولية لنادٍ صنع اسميهما بين النجوم. إن استئناف بطولة الدوري هو الفرصة الذهبية للمعلم «شحاتة» لرد اعتباره بعد أن قدم نجومه وصلات من الأداء الهزيل الذي لا يتناسب مع الملايين التي يتقاضونها والملايين من المشجعين الذين يرتبطون بهم بدون مقابل. وحسنًا فعل المعلم «شحاتة» في فترة توقف الدوري بتجريب تغيير طريقة اللعب واستبعاد طريقة 3/3/4 التي أثبتت فشلها مع هذا الجيل وفقر ثقافة التعامل معها ولحفظ ماء وجه شباك الزمالك، وبصرف النظر عن محاولة إعادة هاني سعيد اللاعب الدولي لمركز «الليبرو» فإن هاني سعيد الوافد الجديد قد يكون الحل السحري لهذا المركز لتمتع اللاعب بالأداء الجاد والتركيز مع ضرورة الاعتماد بشكل كامل علي اللاعب الغاني «كريم الحسن» قبل أن يتحول علي دكة الاحتياطي إلي رماد أو شبح مع استمرار الدفع بصلاح سليمان وإعادة الاتزان الفني لمحمود فتح الله.. أما المهمة الصعبة التي تواجه شحاتة فهي تثبيت «وسط» قوي واكتشاف بينهم صانع ألعاب لتخفيف العبء علي أطراف الفريق ومفاتيح لعبه التي اعتادت الفرق المنافسة التعامل معها وإيقافها.. هذه المنطقة تفتقر للاعب في مواصفات «جمال حمزة» و«ديفندر» بحجم حسني عبدربه ولن يكون البديل المناسب سوي إسلام عوض لاعب إنبي وأيمن حفني لاعب الجيش إلي جانب صلاح والميرغني وأحمد حسن وأيضا حسام عرفات الذي أعتبره اكتشافا في وسط الملعب. أمام المعلم «شحاتة» صانع النجوم فرصة لإعادة اكتشاف نجوم أمثال علاء علي وصبري رحيل واستثمارهما كطرفين مؤثرين ومفتايح لعب جديدة في الأطراف حتي في حالة عودة عبدالشافي وعودة شيكابالا لمستواه الطبيعي، من الممكن أن تتضاعف هذه الأطراف في قوتها في حالة ضم أحمد عيد عبدالملك المتلهف للعودة في يناير المقبل وهي المهمة الأولي التي ينتظرها الجمهور من «عباس». عودة «ميدو» كما تقول الشواهد ستكون مؤثرة ولن تكون هذه العودة قوية إلا بتفرغ ميدو للملعب والتخلص من كل الأدوار التي يقوم بها غير ذلك منها التصريحات الزائدة والغياب غير المبرر عن التدريبات لإعادة أمجاده العالمية ورسم بداية مرحلة جديدة في تاريخه تكون مسك الختام لإنجازاته الأوروبية وقيمته الفنية، وأتصور أن عودته مكسب كبير ليس للزمالك، بل لمنتخب مصر لاحتياج الأمريكي برادلي لنوعية نجوم أمثال ميدو لتمتعه بإمكانيات جسدية وفنية هائلة، ولذلك فهي فرصة ذهبية له لقيادة الجيل الذي يحلم به برادلي. أخيرا فإن أمام «عباس» - في حالة عودته - والمعلم شحاتة العديد من الفرص لإعادة الزمالك إلي وضعه الطبيعي قبل استئناف الدوري و«المعلم» شحاتة - كما تقول الكواليس - هو الحلم الذي كان ينتظره «عباس» لقيادة الزمالك فترة قيادته لمنتخب مصر، وأتصور أن أول دور سيقوم به «عباس» هو توقيع عقد «المعلم» وإسناد المهمة الفنية والتربوية كاملة له وجميع الصلاحيات لإدارة الفريق دون تدخل «عباس» الذي يجب أن يتفرغ للشطب علي أزمات الزمالك الإدارية المزمنة.