أمام جنرالات التدريب الثلاثة «جوزيه»، و«شحاتة»، و«برادلي» فرصة ذهبية لإعادة ترتيب الأوراق ووضع خطة إعداد جديدة فترة التوقف الاضطراري لمسابقة الدوري المصري لإصلاح ما يمكن إصلاحه بعد الأداء المخيب للآمال لقطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك في الأسابيع الأولي للدوري والظهور الهزيل للمنتخب المصري في مباراة البرازيل. «جوزيه» رغم تربعه علي قمة الدوري فإن الشكل الفني للأهلي في المباريات السابقة كان غير مقنع لعشاق القلعة الحمراء بينما لم يضف المعلم «شحاتة» ما تأمله جماهير الزمالك، أما «برادلي» فقد وقع في مطب «السامبا» في الاختبار الأول للحد الذي دفع الخبراء لوضعه في لوحة «تنشين» بعد الأداء الباهت لمنتخب «الفراعنة» تحت الولاية الجديدة له. الأسئلة المطروحة هنا: هل يفرط «جوزيه» في تاريخه الهائل مع الأهلي أو ينسف شحاتة إنجازاته مع الفريق القومي.. وهل ينجح «برادلي» في إعادة الثقة للفراعنة ويشكل فريق المستقبل لمصر ويكتب تاريخاً جديداً لنفسه. المؤكد أن كل الإجابات واردة لكن نجاح ثنائي الأهلي والزمالك سيصب في اتجاه تكوين فريق وطني «قوي» خصوصاً أن الناديين الكبيرين يملكان العصب الأساسي لمستقبل الكرة في مصر. مأزق جوزيه البرتغالي الداهية «جوزيه» يواجه خلال فترة توقف الدوري معضلة بناء فريق جديد للأهلي قادر علي استمرار الإنجازات بعد أن نجحت إدارة الأهلي في إضافة عناصر موهوبة في بداية الموسم تحتاج إلي وجود تجانس وانسجام في مقدمتهم عبدالله السعيد ووليد سليمان وشديد قناوي والسيد حمدي ومحمد نجيب ومعهم «جدو» وهي أسماء أكدت جدارتها وفي حاجة إلي إعادة توظيف وثقة من الساحر البرتغالي ومعهم ثلاثي حراس المرمي «إكرامي الصغير وأحمد عادل ومحمود أبوالسعود» هذا المركز الذي تحول إلي شبح يطارد جماهير الأهلي رغم إمكانيات الحراس الثلاثة، فالأول صاحب تجربة احتراف قوية ونجح قبل الانضمام للأهلي في إثبات نفسه مع الجونة وهو ما دفع لجنة الكرة بالأهلي للتعاقد معه، أما الثاني فقد تجاوز مطبات صعبة في الموسم الماضي، أما الثالث فيكفي أنه كان الحارس الثاني لمنتخب مصر.. ومن ناحية أخري يمتلك الأهلي قاعدة من النجوم الشابة الموهوبة بعضها قدمها المدير الفني السابق حسام البدري وحصل بها علي دوري 2010 في مقدمتهم شهاب أحمد إلي جانب «ربيعة» و«مانجة» ومن المفترض أن ينجح «جوزيه» في تقديم توليفة سحرية جديدة قادرة علي حصد الانتصارات للأهلي تحت رعاية الكبار «أبوتريكة»، و«بركات، وجمعة» الذين يهمهم كتابة النهاية السعيدة لمسيرتهم مع الأهلي بعد أن قدموا عطاء فنيا كبيرا في المواسم السبعة الأخيرة مع الأهلي. أزمة شحاتة أما المعلم «شحاتة» فتقول الإحصاءات والأرقام أنه رغم تاريخه الكبير لم يقدم إضافة للزمالك بعد أن قاد حملة تطهير قائمة الفريق في بداية الموسم واستبعاد الأسماء التي كانت تمثل عبئاً علي الفريق والجماهير بنسبة 90% وشراء جدد بناء علي طلبه في مقدمتهم البنيني «رزاق» والغاني «كريم» إلي جانب «قطة» وأحمد حسن وصلاح سليمان وحسين حمدي والثلاثي الأخير كانت أسماء مطروحة فترة ولاية العميد «حسام حسن». المعلم «شحاتة» فاجأ الجميع برفع الثنائي الإفريقي من الخدمة بدون مبرر واضح إلي جانب إبعاد مريب «لقطة» وهو إهدار لمال عام بعد الملايين التي تحملتها خزينة النادي لشرائهم إلي جانب إهدار طاقات أخري رغم حماسه النظري لوجودهم مثل صبري رحيل وعلاء علي ومحمد إبراهيم، الأمر الذي دفع الأول والثاني لطلب الرحيل رغم إمكانية الاستفادة منهما معاً.. «فصبري رحيل» لاعب صاحب إمكانيات كبيرة مهدرة ولا يعرف أحد لماذا لا يلعب حتي في ظل وجود عبدالشافي لتكوين جبهة قوية إلي جانب «علاء علي» وهو لاعب موهوب وفي حاجة لصبر ومن الممكن الاستفادة به كطرف شمال متأخر أو متقدم مع عبدالشافي ورحيل، إنها جبهة قوية في حاجة لنظرة أخري وشغل «معلمين» بدلاً من التخلص من أحدهما كما يلوح الجهاز الفني وكما تضم هذه الجبهة العالمي «ميدو» وهو طاقة كبيرة في حاجة إلي تدعيمها وأتصور أن عودة «ميدو» لن تتحقق بالأسلوب الذي اتبعه المعلم معه في المباريات الأولي فإن عودته لن تتحقق إلا بوجوده في الملعب وهي مسئولية مشتركة يتحمل جزءا كبيرا منها «ميدو» نفسه قبل فوات الأوان وكتابة صفحة نهاية لا تتناسب مع فتوحاته الأوروبية وإمكانياته العالية. إن طريقة 2/4/4 التي اتبعها «المعلم» لن تجدي بعد أن حققت فشلاً متكرراً مع الفريق ليس في عهد شحاتة إنما في مسيرة الزمالك في السنوات الأربع الأخيرة والتحدي المقبل للزمالك يتحمل جزءاً كبيراً منه «حسن شحاتة» الذي لابد أن ينوع خطط لعبه للاستفادة الأكبر من إمكانيات لاعبي هذا الجيل بدلاً من الاعتماد علي الطريقة التي يحفظها المتنافسون والتي كانت وراء هزائم شحاتة لكأس مصر وأيضاً الأداء الباهت في مباريات الزمالك الأولي في الدوري. أما الخطر الأهم الذي يواجه شحاتة فهو القضاء علي ابتزاز نجوم الفريق وفي مقدمتهم «عمرو زكي» الذي يهدد بفسخ عقده مع النادي الذي تحمل هروبه كثيراً وأيضاً اللاعب الصاعد «حازم إمام» الذي لا يفكر إلا في مستحقاته دون أن يقدم شيئاً يتناسب مع إمكانياته، فاللاعب مازال ومعه والده يواصل إبتزازه لإدارة النادي الضعيفة من وقت لآخر. فخ برادلي أما الفارس الثالث «بوب برادلي» فمن الصعب تقييم إمكانياته في مباراة صعبة بدون إعداد أو تجهيز.. وعلي العكس التحليلات التي خرجت بعد مباراة «البرازيل» والنظريات التي أطلقها جهابذة التحليل «فالرجل لابد أن يوفر له الجميع الفرصة والمناخ الملائم لتطبيق منهجه وفلسفته لتكوين فريق المستقبل لمصر.. وحسنا فعل عندما اعتمد علي التشكيل التقليدي للفريق بهدف التصفية والحساب والإبقاء علي ما يمكن إبقاؤه من العناصر القديمة.. ويكفي أنه كتب شهادة ميلاد جديدة لثلاث مواهب وهم الحارس أحمد الشناوي والليبرو أحمد حجازي والظهير الأيسر «ناصف» وأتصور أنهما نواة برادلي لبناء فريق قوي لمصر.. فريق يرتكز علي فريضة الانضباط والالتزام وتطبيق نظريات علمية بدلاً من «الفهلوة» و«المجاملات» التي دفعت «مصر» ثمناً لها بالغياب عن كأس العالم 21 عاماً وهي جريمة لا تغتفر لمدعي الريادة والإنجاز. أمام «الثلاثي» فرصة جديدة للإبداع واستكمال الإنجازات قبل الوقوع في فخ السقوط.. سقوط التاريخ والبطولات وأشياء أخري.