كالعادة يعلن المخرج «محمد فاضل» عن مسلسله الجديد ولا يذكر اسم البطلة وتتناقل الجرائد الخبر فهو يقدم مسلسلاً يتناول ثورات الربيع باسم «ربيع الغضب» لكاتب مجتهد وهو «مجدى صابر».. الغرض هو لفت انتباه القارئ إلى أهمية المسلسل فى هذا التوقيت إلا أنه لا يصرح باسم البطلة.. بعد أيام قليلة ستكتشف أن البطلة التى وقع اختيار المخرج عليها هى زوجته الفنانة «فردوس عبد الحميد» فهو قد أصبح لا يقدم مسلسلاً إلا إذا كانت «فردوس» هى رأس الحربة وكأنه لا يبحث سوى عما يرضيها فيسارع بالاتفاق عليه مستغلاً أنه لا يزال يمتلك اسماً فى شركات الإنتاج خاصة التابعة لوزارة الإعلام التى قد تتسامح مع الخسائر التى باتت تحققها مسلسلاته فى السنوات الأخيرة على عكس القطاع الخاص الذى لا يسمح بذلك!! دائماً ما تتضاءل مساحات نجاح مسلسلات فاضل بسبب اسم البطلة التى فقدت الكثير من جاذبيتها عند الجمهور ماعدا متفرج واحد الذى بالمصادفة هو أيضا المخرج الوحيد على خريطة الدراما التليفزيونية الذى لايزال يعتبرها هى أكثر النجمات جاذبية وموهبة يتلقى «فاضل» مع كل مسلسل جديد ردود فعل رافضة من المشاهدين وآخرها مسلسل «السائرون نياما» الذى عرض فى رمضان قبل الماضى ولاقى إحجاماً جماهيرياً وتسويقياً ولكن هيهات فالمخرج يرى أن الناس هى المخطئة والمخرج دائما على حق ويجد دائماً فى إنتاج وزارة الإعلام ملاذاً آمناً له مثل شركة صوت القاهرة التى سوف تنتج له مسلسل «ربيع الغضب». لا شك أن اسم «فاضل» كمخرج لايزال لديه تواجد على الخريطة ولكنه يضيع ما تبقى له لأنه يضطر إلى أن يحمل «فردوس» على أكتافه «فردوس» بالنسبة له أصبحت شرطاً فى المعادلة الإنتاجية إما أن يتم القبول بالبيعة كاملة أو أنه يقول يفتح الله.. الدولة من خلال أجهزة الإنتاج لم تتعود أن تقول له لا وتتحمل إصراره على اختيارها برغم أنها غير مطلوبة على الأقل تسويقياً إلا أن «فاضل» يجازف ويصر عليها مهما كانت الخسارة الفنية والمادية المتوقعة وقد يعتقد البعض أن هذا يحدث فقط فى الأعمال الفنية التى لا ينتجها «فاضل» من أمواله وبالتالى فإنه لن يتحمل الخسارة المادية وهذا فى جانب منه حقيقى ولهذا مثلاً أصر فى العام قبل الماضى على ألا تكتفى فقط بالتمثيل فى مسلسل «السائرون نياماً» ولكن أسند لها أيضاً ضارباً عرض الحائط بكل الاعتبارات الفنية مهمة الغناء أمام «على الحجار».. إلا أن الحقيقة هى أن «فاضل» يراهن على «فردوس» بأمواله أيضاً وليس فقط أموال الشركات التليفزيونية الحكومية فلقد سبق وأنتج لها فيلم «كوكب الشرق» الذى عرض قبل عشر سنوات بعد أشهر قلائل من عرض مسلسل «أم كلثوم» الذى أخرجته «إنعام محمد على» زوجة فاضل السابقة ولعبت بطولته «صابرين» وحقق المسلسل نجاحاً طاغياً ولكن «فاضل» أراد ألا يحرم زوجته من أداء دور تريده وتحلم به فأنتج لها من جيبه الخاص هذا الفيلم الذى لاقى هزيمة نكراء فى دور العرض وتحمل «فاضل» كالعادة من أجل عيون «فردوس» الهزيمتين الأدبية والمادية!! ربما تجد تنويعة ولكنها على الجانب الآخر فى علاقة «سلاف فواخرجى» بزوجها المخرج «وائل رمضان» هذه المرة «سولاف» هى التى تفرضه على العمل الفنى وهى مثل «فاضل» ترى زوجها هو المخرج الأهم مثلما يرى «محمد فاضل» أن «فردوس» هى الأكثر موهبة بين نجمات جيلها ودائماً ما يعلن أنه يسند إليها أدوار البطولة ليس لأنها زوجته ولكن لموهبتها الاستثنائية.. مثل هذه المواقف الاستثنائية أيضاً تذكرنى بأغنية الفنان التونسى «لطفى بوشناق» التى يقول فيها «لامونى اللى غاروا منى قالوا لى إيش عجبك فيها جاوبت اللى جهلوا فنى خذوا عينى شوفو بيها».. وكما قال الشاعر القديم «وعين المحب عن كل عيب كليلة».. أنا بالفعل أعتقد أن «فاضل» يرى «فردوس» بعين المحب وعينه لا ترى سوى أنها البدر فى تمامه وحتى يكتمل تمام البدر فإنه يطفئ كل النجوم بجوارها ويتدخل فى السيناريو لتتقلص كل المساحات الدرامية بجوارها حيث يرى الناس فردوس أمامهم وخلفهم فى منامهم ويصدق عليه قول الشاعر «بشارة الخورى» ومن الحب ما قتل!!