هل هو ذاك اليقين الذى يأتى الرجال فى نهايات العمر فيمنحهم حكمتهم المطلقة؟ كان الرائع محمد نوح فى حواره مع «خيرى رمضان» يرسل إلينا وصاياه الأخيرة، وربما كانت وصاياه الأولى، فهو لم يتحدث من قبل على هذه الكيفية من الوعى رغم ثقل لسانه وضياع بصره وضعف بنيته الواضح.. قال: إن مصر لا تحب أبناءها وتحب النصابين! وإن ما حدث فى يناير كان بروفة ثورة وليس عرضا للناس وأن النحاس باشا كان يخفى سجادة الصلاة والمسبحة أسفل السرير حتى لا يراهما زائر فيتأسلم أو يعتقد أن النحاس يستخدم الدين فى السياسة، وهو ما لم يحدث فى مصر القديمة التى كانت تحبو فى اتجاه الحرية، وقال إن الوفد القديم باع تاريخه حين ضم حزب العمل إليه وباع معه المسيحيين. ليست المرة الأولى التى تعرض فيها ال MBC فيلم The book of eli بطولة دينزل واشنطن، ويحكى تفاصيل رحلة هروب البطل من حاكم ظالم لقرية أهلها فقراء وجهلة، يحاول الحاكم أن يحصل على النسخة الوحيدة من «الإنجيل» التى يحملها البطل فى كل أسفاره ملبيا نداء داخليا أن يسير بالكتاب تجاه الشرق.. يقتتل الرجلان ويصابان.. يسأل البطل حاكم القرية: لماذا يريد الكتاب وهو ليس أهلا له؟ يرد الحاكم: حتى يسيطر به على البسطاء الذين سيطيعونه لأنه يتحدث إليهم من كتاب الله. ربما كان الحوار يسير فى سكة «اللامعقول» أكثر منه جدلا مفيدا.. لأنك سوف تكتشف أن الحوار الهزلى بين عمر الشريف وبوسى شلبى فى برنامج «أحلى النجوم» سوف يصيبك بالجنون. فالمذيعة تسأله ليه مش حتعمل مسلسلات تانى؟ يرد عمر الشريف: أصل المسلسلات دى .. تقاطعه المذيعة: المسلسلات مش «فن».. صح؟ يرد عمر: لا المسلسلات ممكن تكون «فن» بس صحتى وسنى كبير.. تسأله المذيعة عن ثورة يناير وعن دوره السياسى الوطنى أيام السادات قبل كامب ديفيد، فيحكى عمر الشريف لها كيف طلب منه السادات أن يكلم له بيجين لكى يذهب إلى إسرائيل فى زيارته «اللاتاريخية» أو التى أساءت إلى التاريخ والجغرافيا معا. فى هذا الحوار كان عمر الشريف لايزال عصبيا لدرجة أننى تخيلت أنه سيضرب المذيعة، ولم يحدث. كان الصحفى والكاتب الفلسطينى «عبدالبارى عطوان» ضيفا على قناة «فرنسا 24» بمناسبة صدور كتاب يحكى ذكرياته مع بعض زعماء دول العالم مثل «عبدالناصر» و«بن لادن» و«ياسر عرفات». كان الحوار ممتعا لأنه بدا وكأن عبدالبارى عطوان يحكى عن الآخرين من خلال نفسه أو كأنه يحكى ويكتب عن نفسه من خلالهم.. وبطفولة تحدث عن الخطاب الذى أرسله «لناصر» عندما كان طفلا فى أولى مراحل المدرسة الابتدائية فى المخيمات الفلسطينية وكيف أرسل له «ناصر» ردا مكتوبا وصورة له ممهورة بتوقيعه.. وتحدث عن لماذا يهاجمه الليبيون الآن بعد أن كشف رحلة أحد اليهود للتوفيق بين الحكومة الليبية الحالية وبين إسرائيل. مشهد أسماك السردين فى مياه البحر المتوسط أمام سرت الليبية وهى تتقافز بين شباك مراكب دول الاتحاد الأوروبى منتهكة المياه الإقليمية الليبية دون رادع أو معترض بينما تبدو مراكب الصيد الليبية على شاطئ سرت محطمة ومحروقة بفعل قاذفات «الناتو» دليلا على أن الحضارة الأوروبية أو الأمريكية ليست إلا زيفا أو بدلة شيك يرتديها حرامى الغسيل لينصب بها على خلق الله الغلابة الذين يملكون النفط.. وإذا كان هذا ما يفعله الأوروبيون على الشط الليبى فماذا يفعلون هناك داخل عمق البلاد؟!